في مثل هذا اليوم من عام 1964م فاز داعية الحقوق المدنية الأمريكي الزنجي مارتن لوثر كنج بجائزة نوبل للسلام تقديرا لجهوده في سبيل حصول السود في الولايات المتحدة الأمريكية على حقوقهم الكاملة والقضاء على كل مظاهر التمييز العنصري ضدهم من خلال حملة مقاومة سلمية مدنية لم يستخدم فيها العنف على الإطلاق.
وقد اصطدم كنج مع رفيقه مالكوم إكس بعد فترة من بداية حملة الحقوق المدنية للزنوج في أمريكا حيث كان إكس يرى ضرورة استخدام القوة في المطالبة بالحق خاصة وأن السلطات الأمريكية استخدمت القوة والعنف في مواجهة الاحتجاجات السلمية للسود ولكن كنج أصر على استخدام أساليب غير عنيفة.
ففي عام 1956م بعدما تم اعتقال السيدة (روزا باركر)، بسبب رفضها إخلاء مقعدها في الحافلة لأحد البيض الواقفين طالب الملونين ومؤيدوهم بالامتناع عن ركوب الحافلات العامة كنوع من الاعتراض على التمييز العنصري، حيث كان من المخطط أن تكون المقاطعة لمدة يوم واحد فقط لكنها امتدت لأكثر من ذلك.
في البداية أخذ الأهالي ينقلون الركاب بسيارتهم الخاصة إما مجانا أو بأجور زهيدة.. ثم أعلن (مارتن) عن مد المقاطعة ليوم ثانٍ ثم ثالث حتى وصلت لشهر، إلا أن الأمريكيين السود بعزيمتهم وإصرارهم مدوا المقاطعة حتى وصلت إلى 381 يومًا. وكانت النتيجة أن أعلنت شركات النقل العام إفلاسها، وأعلنت المحكمة الفيدرالية أن التمييز العنصري في الحافلات العامة يخالف الدستور الأمريكي.
وفي عام 1963م شجع مارتن ومؤيدوه طلبة المدارس والمراهقين للخروج في مسيرات سلمية يعلنون فيها رفضهم للتمييز العنصري في بلادهم.
عندما بدأت المسيرة اعترضتهم الشرطة واستقبلتهم بخراطيم المياه والكلاب، وأطلقت عليهم الغاز المسيّل للدموع، وسُجن مارتن.
وفي 1965م نظم مارتن ومؤيدوه مسيرة تهدف للمطالبة بحق الانتخاب، إلا أنها قوبلت بالعنف من قبل الشرطة، وقد نقلت وسائل الإعلام الأحداث.
وبعد أن قدم مارتن التماسًا للمحكمة الفيدرالية سمحت لهم بالمسيرة، فاتجه و300 ألف شخص نحو مدينة مونتجمري سيرا على الأقدام. استغرقت تلك المسيرة للوصول إلى مونتجمري 6 أيام، وقد تم نقل تلك الأحداث عبر وسائل الإعلام المختلفة حول العالم، وهو ما دعا الرئيس الأمريكي حينذاك (لندن جونسون) إلى إقرار قانون حق الانتخاب للمدنيين، بعد أن خشيت الحكومة من تشوه الصورة العامة لأمريكا، باعتبارها راعية السلام وموطن الحرية، فأرادت أن تحفظ ما بقي من ماء وجهها أمام العالم.
وقد دفع كنج حياته ثمناً لحرية السود حيث اغتاله أحد الأمريكيين البيض يدعى جيمس إيرلي عام 1968م.
|