اعداد: الشيخ صالح بن سعد اللحيدان
* أُعاني آلاماً نفسية وأسرية بعد أن كنت أنا المسؤول عن السيارات خروجها ودخولها جرى بيني وبين موظف نزاع هو يُريد سيارتين لرحلة برية مع أسرته وكان معه توجيه شفهي من أعلى مسؤول لكني مانعتُ ذلك حتى أتأكد يوم السبت واحتدم (الجدل) وسبَّ بصوت مُنخفض فقلت:
هين أنت تجي الساعة 10 صباحاً وتطلع على كيفك وأشوفك تُنتدب ولا تروح فذهب مُغضباً ولم أكن أعلم أنه قريب للمسؤول الكبير فجرى نقلي ووضع في (مسؤولية السيارات) قريب لهذا المسؤول من (جهة والدته) هالني هذا وأسقط في يدي فقبلت النقل على مضص لأني أريد الوظيفة، وأكد على والدتي وزوجتي وثلاثة من ولدي ماذا أفعل؟
ع.ع. أ أبو سعود (....)
- لا تفعل شيئاً اسكت، وقد كان الأجدر بل قبلاً مرافقته واللباقة ما دام ظهره قوياً، لكنك لا تعلم ذلك حسب رسالتك إذاً كان يمكن إفهام الرأس الكبير بما جرى وأنه هو الذي أصدر تعليمات بوجوب التعليمات والأمانة على الكبير والصغير لكن فان ذلك، أنت طيب القلب وحساس ولا تصلح شاهد للحاصل، ولا عليه، عليك الصمت ولزومه ولا بد فقد يترتب على خلاف ما أقوله لك أكبر مما جرى لك لكن بدهاء ومكر فلا بد أن تقبل الواقع، وإن لم تر هذا فقدم تقريراً لجهة الاختصاص حول ما جرى، وبشأن ذلك الموظف ورئيسه الأعلى أنقل ما كنت قد كتبته في إجابة سابقة لعلها تفيد ذلك الموظف فيما لو أردت مناصحته، ولستُ أرى ذلك لكن الإجابة تفيد بحد ذاتها، ورد هناك في عدد 11698 بتاريخ 24- 8-1425هـ وها هو السؤال مع الإجابة لأهميتهما بالنسبة إليك وإليه:
ماذا أفعل براتبي وأنا مقصر في دوامي؟
* أخذت إجازة لمدة 45 يوماً قضيتها في خارج وداخل بلادي.. عدت من الإجازة قبل انتهائها بثلاثة أيام، زارني مستخدم يعمل لدي طيلة مدة، حينما زارني سألته عن العمل والموظفين وسألته عن طريق غير مباشر:
* كيف الشغل؟
- والله زين.
* لكن كيف دوامهم؟
- زين لكنهم يخرجون قبل الدوام.
* كلهم.
- لا.
* إيه.. ما عندهم أمانة؟
- وهم يقولون: أنت شديد وأمانتك ضعيفة بس على كيفك تحضر الساعة 10 في الصباح، واستفدت من مركزك.. أراضٍ ما بين: مزرعة وأراضٍ وغير ذلك.
أصبت بالوجوم من هذا الكلام.. كيف اطلعوا على هذا مع أنني أكتب الخطابات الخاصة بي بيدي، وأغلفها، وأختمها بيدي.. وأحياناً بمراسل خاص دقيق لا يعلم ما يحمل كيف اطلعوا على هذا..؟ مع أنني كذلك شديد خصوصاً على: الحضور والانصراف، لي مدة طويلة في العمل لم أكن أعلم أن أحداً يعلم شيئاً عن أموري.. رصيدي السري والعام، وما أخذته مستغلاً مركزي ومعارفي، وطريقتي التي استطعت عن طريقها الثراء وطول البقاء في هذا العمل..
بعد مباشرتي العمل بعد الإجازة لم أوذ أحداً.. فقد نقلت هذا، وحجمت عمل ذاك، وهكذا، بعد فترة لا أدري كم هي أصبت بحرقان بالمعدة وتجهم في.. العمل.. وزادت شدتي، ومركزيتي، وزاد تمسكي بطلباتي وسريتي.
سؤالي أنني تنبهت أخيراً عن هذه الأموال والأراضي، فلعلها موقع شك؟
كذلك حلية راتبي وأنا اتخذت طريقة: أنني فعلاً لا أحضر إلا الساعة العاشرة صباحاً، وكذا بقية كبار الموظفين فهل في راتبي شبهة؟
ع.ع.م.. اليمن
- لعلي أبدأ من أمر مُهم لعلك نسيته أو تناسيته كما هي العادة لدى الغالبية ممن هم مثلك: مال.. وجاه.. وقوة.. ألا وهو: إضرارك وإساءتك البالغة لبعض الموظفين ما بين: نقل.. وتحجيم، وهذا ظلم وزور فما تحس به من حرقان المعدة وتجهم: (قلق نفسي، وحساسية مرضية)، و(توتر)، وحذر).. العلة بسبب هذا التجاوز.. إن كنت قوياً، تقول وتفعل، بادر (وهذه نصيحتي لك عاجلة) بادر إلى إصلاح هؤلاء الموظفين ورد الاعتبار لمن تضرروا مادياً من أراض ومزارع.. و..و.. فهذا رأيي فيه الاكتفاء بحاجتك الضرورية ورد ما زاد عن ذلك.
أما الدوام فيحرم عليك الحضور الساعة 10 صباحاً.. في هذا خيانة للعمل وقدوة سيئة لمن تحت يديك وهنا تحصر الساعات التي تأخرتها ثم تجمعها يوماً يوماً ثم تحصرها شهرياً فتعيد لبيت المال أو مالية جهتك ما لم تباشره ولا تتهاون بهذا، أو تبرر من هنا وهناك.
ولا تنطلق - هداك الله - من منطلق الحاكم بأمره، لا..لا تفعل هذا ولا توحي بنفسك إليه فيما بين يديك من:
أمانة ووديعة وضبط المسئولية لا بد من القيام بهذا على وجه ترضي به ربك، وتدفع به نقم الله وعذابه.
ولعل من أشر ما يمر على المرء في هذا، هو مرض خطير لا يعيره المرء اهتماماً إلا من شاء الله تعالى ألا وهو (موت القلب).. حيث إن الإنسان في مرحلة المرض هذه: يظلم، ويشك، ويستغل، ويحقد، ويحب العز، ويستهين بكل سبيل يوصل إليه حتى بلغ الإضرار في أنفس كثيرة ثم هو يبرر ويعلل من هذا الجانب وذاك الجانب.
فلا بد للحر العادل الأمين النزيه أن يتنبه لوضعه قبل أن يكون قصة تحكى، وقبل فتنة تكون، أو عذاب جاثم تزوغ منه الأذهان.
كم آمل منك يا أخ ع.ع.م.. التنبه لهذا.. لكن بعقل وتجرد ونزاهة وورع وعدل فلا ألفينك غداً.. لا ألفينك غداً تئن تحت وطأة عذاب الدهر.
وكم آمل نظر ما يلي:
1- مجابو الدعوة - لابن أبي الدنيا.
2- كتاب التوابين لابن قادمة.
3- النهاية - لابن كثير.
4- مقدمة سورة هود حتى الآية (25) القرآن الكريم.
|