تعليقا على ما ينشر في الجزيرة من مواضيع تتعلق بالخدمات الصحية لعل هنا أروي قصة حقيقية وتفاصيلها كما يلي:
في يوم السبت 18 من شهر شعبان 1425هـ، وفي تمام الساعة الرابعة فجرا حدث للشاب سعد الذي يبلغ من العمر 25 عاما، ألم شديد في بطنه فذهب إلى مستوصف أهلي بجوارهم، وبعد الكشف غير الدقيق عليه قال الطبيب: إن لديك تسمما في الغذاء وأعطاه إبرة ومغذيا، وعاد إلى المنزل، ولكن الألم اشتد عليه فعاد إلى المستوصف فأعطاه الطبيب مغذيا وإبرة مسكنة في الساعة الثامنة صباحا، وعندما انتهى مفعول المسكن أصبح سعد لا يستطيع التحمل من شدة الألم فأخذه شقيقاه إلى المستوصف في تمام الساعة الخامسة بعد العصر وبعد التحاليل اتضح بما لا يقبل الشك أن لديه التهابا في الزائدة ونظرا لقلة امكانية المستوصف كتب له تحويلا عاجلا إلى مجمع الرياض الطبي (مستشفى الشميسي) وعندما وصل إلى المجمع في تمام الساعة السادسة مساء لم يجد، أي اهتمام من الموجودين.. فبعد إلحاح شقيقيه أخذ له عينة من الدم وبعد التحليل ثبت أن لديه التهابا حادا في الزائدة الدودية ولكنهم امتنعوا عن إجراء عملية له بأعذار وهمية أولها أنه لم يحضر إثباته وبعد محاولة أخويه والاستنجاد وتقديم إثباتهما قالوا هذا لا يكفي، وبعد إحضار إثباته لم يتغير شيء، وتركوه وهو يعاني من شدة الألم دون أي اهتمام أو رحمة أو حتى لفتة إنسانية، وبقي في السيب وهو يتضور من الألم من بعد المغرب حتى الساعة الواحدة والنصف صباحا من يوم الأحد 19 شعبان 1425هـ، وبعد ذلك قال لهم المدير المناوب لا يوجد لدينا امكانية بسبب عدم توفر سرير لا هذه الليلة ولا غدا، وإذا تريدون أن تخرجوا به فوقعوا واخرجوا به على مسؤوليتكم؟؟، فتم الأمر الأخير بعد أن غاب عن هذا المديران الدولة- رعاها الله- قد قدمت الغالي والنفيس من أجل أمن المواطن وصحته ورفاهيته، وبعد ذلك ذهب شقيقاه به إلى مستشفى الأمير سلمان في تمام الساعة الثانية قبل الفجر فكان هو الآخر الذي يرفض دخوله إلى المستشفى بحجة عدم توفر سرير؟؟.
وبعد أن باءت محاولات شقيقيه بالفشل وكاد الشاب سعد أن يفقد حياته، قررا، الذهاب به إلى أحد المستشفيات الأهلية واستقبل باهتمام وعناية فائقة وكشف عليه في الحال، ووجد أنه في حالة خطرة جدا وأجري له على الفور عملية جراحية في خلال دقائق، ولا يزال منوما، لم يفق بعد العملية بسبب التهاب شديد وصديد، وكادت الزائدة تنفجر داخل بطنه بسبب عدم الاهتمام واللامبالاة من قبل من يعنيهم الأمر في هذين المرفقين الصحيين وخاصة مجمع الرياض الطبي الذي كان له اليد الطولى في استقبال معالجة الكثير من المواطنين وغيرهم؟!
فإذا لم تستقبل مثل هذه الحالة الخطرة جدا، فماذا نقول عن الحالات الأخرى؟!، وهل هذا يعتبر تطورا وتقدما في الخدمات الصحية أم ماذا؟ ويا ترى من تقع عليه المسؤولية؟. أنه أمر مستغرب جدا ولا أحد يتوقع أن يحدث هذا أبدا؟؟!. ولكون هذا الشاب قد تجاوز مرحلة الخطر وكتب الله له الحياة بعد ما لاقاه من معاناة نتيجة الإهمال المتعمد.. فإننا نأمل أن يعالج هذا الأمر من قبل المسؤولين في وزارة الصحة وعلى رأسهم معالي الوزير حتى لا يتكرر.
عبدالله بن حمد السبر / الرياض - الشفا |