أطالع إفراد صحفنا صفحة أو أكثر يحررها القراء على غرار ما تتاح من مساحات للرأي والمناقشات لسماع الرأي والرأي الآخر، وصارت تنشر الردود والتعقيبات، بصدر رحب لكل مشارك بمشاركة جديرة بالنشر، وأصبحت صحفنا حقاً تنشر الحقيقة مهما كلف الأمر، ولكن الجزيرة أفردت ملاحق شبه يومية منوعة شاملة جديدة جادة تشبع نهم القراء والقارئات بمختلف الأعمار والمستويات ودرجات الوعي والاهتمامات والتخصصات، وهذا دليل على صدق وشفافية العاملين فيها، وإيمانهم العميق بأن الذي يعبر عن الرأي العام هم من يكتبون الأصداء والردود والحوارات، وهي الجسور الممتدة لتحقيق التواصل بين المواطن والمسؤول، وهي الأفكار المحبرة التي تحمل نبض الجمهور، وهي السوق التي تعرض ما يريده القارىء، بما يعود بالنفع والمصلحة العامة بعقل رشيد وفكر ثاقب ودراية حصيفة.
أتطلع إلى قناعة بعض رؤساء التحرير بأن يقوموا بما تقوم به الجزيرة والمدينة، فليس عيباً أن تقلد صحيفة تطمح في النجاح والتفوق صحيفة أخرى لكسب موقع المنافسة بل والصدارة والتفوق، ولكن العيب في الانحسار، والسقوط وعدم الوقوف بعد الكبوة، والعيب في التراجع، وبإنقاص عدد الصفحات، ومحاربة الأقلام المخلصة من القراء والكتاب، لمقابلة هذا التقليص، والعيب أن ننسى لأصحاب الفضل أفضالهم، فتضطر بعض تلك الأقلام إلى التوقف أو الانتقال من صحف منطقة إلى أخرى، ومع هذا التغيير نتوقع توجه المتابعين لهم إلى شراء تلك الصحف أو هكذا أتصور، وإذا انصرف القارىء انصرف المعلن، واذا انصرف المعلن فالنتيجة معروفة.
وعزاؤنا الوحيد أن جميعهم أبناء وطن واحد، وهجرة هذه السحب لا يضير، فإن خراجها في النهاية سيقع في سلة الوطن، ماءً عذباً نميراً في أي موقع، ولكن المحزن أن يؤدي هذا التحول وذلك الانصراف إلى تقويض أركان الجريدة ثم السقوط الذريع وتوقف النبض، فيقل عدد الإصدارات، التي تعتبر مؤشراً حقيقياً لدرجة وعي المجتمع والبلد، في (أمبير) الخارطة المعلوماتية العالمية في كافة النواحي.
عدنان أحمد كيفي - مكة المكرمة |