(زي المعلمات) مشكلة كل موسم

تعقيباً على ما ينشر في الجزيرة من مواضيع تتعلق بالتربية والتعليم وخصوصاً في صفحة (عزيزتي) أقول : نحن - معلمات محافظة طريف - عبر صفحتك التي تثلج الصدر رغم دفئها ، أما معاناتنا فهي تضييق الخناق علينا في لون الزي المدرسي من قبل مديرات المدارس.
فبينما ترتدي المعلمات في المدن الأخرى أربعة ألوان للتنورة وهي (الأسود والكحلي والبني والأخضر) ، أما لون القميص فالمعلمة حرة فيه على شرط أن يكون محتشماً ، أقول لكم : بينما لمعلمات المدن الأخرى حرية كبيرة في الزي المدرسي مازلنا نخضع لأمزجة المديرات في هذا الأمر ، فهناك مديرات يلزمن المعلمات بارتداء لون واحد للتنورة والقميص لاتغيره طوال السنة ، وإذا حدث وغيرت المعلمة لون القميص ، فإنها تعتبر مخالفة للزي حتى لو كان لباسها محتشماً وتنقص على اثر ذلك في تقويم الأداء الوظيفي بالإضافة للتعهدات وخلافه وكأنها ارتكبت جناية. وهناك مديرات على العكس تماماً تركن الحبل على الغارب للمعلمات في مسألة الزي فصار في الأمر ظلم كبير ، فبينما تعاقب المعلمة المحتشمة وتنقص درجاتها بسبب لون غيرته ، نرى معلمات يرتدين الفتحات والشفاف يأخذن درجاتهن كاملة في مدارس أخرى. وتجلى هذا الأمر بصورة واضحة في اجتماعات معلمات معاً ، فترى معلمات في قمة الأناقة يتفنن في تبديل ألوان قمصانهن يومياً بمختلف الألوان ، ومعلمات أخريات يرتدين قمصاناً مهترئة بسبب كثرة اللبس والغسيل يغبطن غيرهن على حيرة اللباس عندهن وكأنهن ينتمين لدولة أخرى أو نظام آخر.
على سبيل المثال في أحد الأيام ارتديت أنا وشقيقتي وهي معلمة في مدرسة أخرى لباساً مطابقاً ، فبينما اعتبرت انا مخالفة في مدرستي اعتبرت هي نظامية في مدرستها فبأي حق يحدث هذا ؟! اني عبر هذه الصفحة أهيب بوزير التربية والتعليم إصدار تعميم واضح بخصوص زي المعلمات بعيداً عن اجتهادات المديرات يكون مفصلاً فيه الألوان المسموح لهن بارتدائها والحالات التي تعتبر المعلمة فيها مخالفة للزي ومتى تستحق إنقاص درجاتها ، وكم درجة تنقص في كل حاله ، ويكون ملزماً لجميع المديرات في كل مدن المملكة بالتقيد به حرفياً .. وأرجو أن لا يكون فيه مجال للاجتهادات من قبل المديرات ، وذلك لأن مجتمعات النساء مهما علت لا تخلو أبداً من مسألة الغيرة ممن تملك قواماً حسناً ، وهنا تكون مسألة الزي بالذات مجالاً للتنفيس عن مكنونات الأنفس فيحدث التسلط في الزي.
لذا أرجو من معالي وزير التربية والتعليم - وفقه الله - إنهاء معاناتنا بحيث يتساوى الجميع بما يحقق العدالة في هذا الأمر الذي طال الجدل فيه لسنوات طويلة.