كلُّ رمضان يأتي بكثيرٍ من أحلام، وأماني الإنسان المسلم في الرّحمة الإلهية كي تعمَّ، وفي المغفرةِ الربَّانية كي تشملَ وتخصَّ، وفي الحصول على العتق من النار...
مفاهيم يتشَرَّبها المسلم مع أوَّل لثغة له بين يدي الله مصلياً، داعياً... كلُّ رمضان، يأتي بذات الفرح، ويغادر بالحزنِ ذاته...
رمضان هذا يأتي،
وحال الأمَّة في كربٍ، وتفاصيلها في اضطِّرابٍ، وظهرها مطعونٌ، ووجهها مصفوعٌ، والمسلمون تشتَّتوا بين مندهشٍ، وحائرٍ، وحزينٍ، ومنقادٍ.
الأحداث المدلهمَّة كبيرة...
والخسائر فادحة...
والآمال عريضة لكنَّها داكنة، عليها مسحة قتر..., ولون غبار
رمضان هذا يأتي...,
والعمل الخيري لطَّخته النَّوايا بسوئها،
والبلاد الآمنة المستقرة دُسَّ فيها مَن يقوِّض أمنها، ويزعزع استقرارها والناس تتراكض لتقشع عنها رداء التّخلف، و(التّقليدية)، وتحسب أنَّها تلبس أردية التّقدّم، والتّطور..., النَّاسُ بين الثَّابتِ والمتغيّر في لَبَسْ، وبين الصّوابِ والخطأ في حيرةٍ...، وبين الحقِ والباطلِ في غيّْ... النَّاسُ من المسلمين تحيط بهم الفتن ما صغر منها وما كبر،
فاللَّهم اجعلْ من هذا الشَّهر فرصة نجاة
وفيه للمسلمين أبواب هداية، وعملاً صالحاً به تسدِّد الخطى، وتلمَّ الشَّعث، وتوحّد الكلمة والصف، وتعزّز الثَّابت من الحقِ، وتذهب الباطل من القولِ والفعل، واللَّهم اجعلْ رمضان هذا خيراً على أمة محمد صلى الله عليه وسلم، تعيدهم إلى النورِ، وتُذهب عنهم الظلمة، وتبارك فيهم ولهم، وتلطف بهم، وتجعلهم أكثر قوَّة وأشدَّ منعة وأقوى جنداً... اللَّهم افتحْ لهم أبوابَ الرحمةِ، والمغفرةِ ولا تكلهم لأنفسهم طرفة عينٍ، ولا لسواك يارب العالمين، وعزّز بهم دينك، وقوِّ بدينك إيمانهم، وبإيمانهم دينهم... واجعلْ لهم الغلَبة على الفتنِ يارب العالمين.
وكلُّ رمضان وأنتم بخير...
|