Friday 15th October,200411705العددالجمعة 1 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "أفاق اسلامية"

في حوار حول مخاوف المسلمين في هذا العصر.. د. صالح الفوزان لـ « الجزيرة»: في حوار حول مخاوف المسلمين في هذا العصر.. د. صالح الفوزان لـ « الجزيرة»:
أهل الضلال من الخوارج يحرفون الكلم عن مواضعه لترويج مذاهبهم

* الجزيرة - خاص:
مخاوف كثيرة تنتاب كل مسلم غيور على دينه في ظل الأزمات المتلاحقة، وحالة الضعف التي تعاني منها أمة الإسلام، من هذه المخاوف تعدد مصادر الفتوى الشرعية، وتجرؤ بعض الأدعياء على الإفتاء، وتعالي دعاوى لتجديد الخطاب الديني ليلائم طبيعة العصر، وإساءة تأويل بعض النصوص الشرعية لتحقيق أهداف، أو مصالح دنيوية وغيرها من الأمور التي طرحناها على فضيلة الشيخ د. صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.. فكان هذا الحوار:
* تعددت مصادر الفتوى الشرعية في العالم الإسلامي وخارجه وتضاربت هذه الفتاوى، مما أحدث بلبلة وفوضى بين المسلمين.. فهل ترون ضرورة تحديد مرجعية موحدة في القضايا الفقهية الكبرى؟
- قال الله تعالى { فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} فالله سبحانه وتعالى حدد أهل الفتوى بأنهم أهل الذكر وهم العلماء الأتقياء فالواجب الرجوع إليهم في الفتوى لا إلى المتعالمين، ولا إلى علماء الضلال فقد قال صلى الله عليه وسلم:( وإنما أخشى على أمتي الأئمة المضلين).
* كيف يمكننا تحقيق التوازن بين ثوابت دولتنا ومجتمعنا كدولة تقوم على الشريعة الإسلامية ومجتمع محافظ متدين بحيث لا تتحول النقمة على تيار متطرف محدود إلى زعزعة للدعائم الأساسية التي يستند عليها نظامنا السياسي والاجتماعي؟
- العبرة بما تقوم عليه دولتنا - حفظها الله - من الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح، ولا ينظر إلى ما أحدثه أهل الأهواء أو المتطرفون الخارجون عن منهج الكتاب والسنة، ولا يضر الدولة - حفظها الله - ما دامت متمسكة بمنهجها الصحيح ما أحدثه المحدثون ونادى به المفسدون.
* هل الأفضل للمسلمين توحيد بدء الصيام في البلاد الإسلامية كلها.. أم أن يصوم كل بلد حسب ثبوت الرؤية فيه أو عدمها؟
- بدء صيام شهر رمضان بينه النبي - صلى الله عليه وسلم بقوله:
(صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فاقدرو له) أي اكملوا عدة الشهر ثلاثين يوماً، ولكل قوم رؤيتهم إذا اختلفت المطالع.
* ما زالت قضية تطوير الخطاب الديني وتحديثه محل نقاش عدد غير قليل من علماء الأمة ومفكريها، وتنوعت مواقف العلماء من هذه القضية بين مؤيد ومعارض وصاحب رؤية خاصة، إلا أنهم اتفقوا على ضرورة عدم المساس بثوابت الدين ونصوصه من قرآن وسنة.. فما رؤية فضيلتكم في تلك القضية المهمة؟
- الخطاب الديني - إن كان المراد به خطاب الكتاب والسنة فهو خطاب لا يغير ولا يبدل، وإن أريد به خطاب العالم والداعية للناس فهو يتغير بحسب المصلحة الشرعية.
* يلحظ قيام بعض أئمة المساجد بهجر مساجدهم وجماعتهم والتوجه خلال شهر رمضان المبارك إلى مكة المكرمة والإقامة بها.. فهل هذه تدخل ضمن فعل المستحب وترك الواجب، وما توجيهكم للأئمة في هذا الجانب؟
- يجب على إمام المسجد القيام بعمله وهو إمام المصلين ولا سيما في شهر رمضان فالحاجة إلى وجوده في هذا الشهر هم وألزم، ولا يجوز له ترك المسجد والسفر للعمرة، لأن القيام بعمله واجب والعمرة مستحبة، فلا يترك واجباً لمستحب.
* عقيدة الولاء والبراء عقيدة مسلمة في الشريعة الإسلامية فكيف تقرأون هذه العقيدة في جيل هذا اليوم؟
- الولاء والبراء أوثق عرى الإيمان وهما الحب في الله، والبغض في الله، ولا يزال المسلمون ولله الحمد على هذه العقيدة، ولا ينظر إلى من انحرف عنها.
* الأحداث الأخيرة القت بظلالها على الأمة الإسلامية، كيف يرى فضيلتكم دور العلماء والدعاة في مواجهة واحتواء تلك الأحداث وما نتج عنها من اتهامات للإسلام والمسلمين؟
- ما زال المسلمون على مدار التاريخ يمتحنون من قبل اعدائهم لكنهم يصبرون على التمسك بدينهم وعقيدتهم.
والواجب على العلماء والدعاة تجاه ما يحدث من هزات امتحانية تثبيت المسلمين وتطمينهم وبيان أن هذه سنة الله في خلقه:
{أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} والعاقبة للصابرين ولا ينظر إلى الاتهامات الحاصلة من أعداء المسلمين فهذا ديدنهم من فجر الإسلام، قال تعالى:{لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} ، وقال تعالى { وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}.
* هناك اتهامات عديدة توجه ظلماً إلى الإسلام، خاصة موقفه من المرأة، ويساعد على انتشار هذه التهم - كما يراها البعض - وضع المرأة حاليا في المجتمع العربي والإسلامي، ما دور المرأة للخروج من هذه الصورة؟
- الكفار يريدون من المرأة المسلمة أن تكون كالمرأة الكافرة. بل يريدون من المسلمين عموماً أن يكونوا كالكفار.
قال تعالى:{وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ}، {وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء} فلا ينظر إلى مكائدهم ومكرهم والمرأة المسلمة على يقين من دينهم فلا تنخدع بدعايات الكفار والمنافقين وبهذا تخرج من هذه المكائد.
* يستند أصحاب الأفكار المنحرفة من المتطرفين إلى بعض آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة لتبرير أعمالهم الإجرامية، بعد أن أنزلوا هذه الآيات على غير موضعها، فماذا يقول فضيلتكم في ذلك؟
- ما زال أهل الضلال يحرفون الكلم عن مواضعه ويستدلون بالقرآن على ضلالهم لكن استدلالهم باطل يأباه القرآن، فالخوارج والمعتزلة، والقدرية وغيرهم من الفرق الضالة يريدون أن يزوروا مذاهبهم بالاستدلال بالقرآن ولكن الاستدلال بالقرآن والسنة له ضوابط علمية مذكورة في كتب الأصول وكتب العقائد، فلا مجال لاستدلالهم الباطل إلا عن أمثالهم.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved