* حاوره - وهيب الوهيبي:
يملك الشيخ عادل بن سالم الكلباني امام وخطيب جامع الملك خالد بأم الحمام بمدينة الرياض صوتاً رائعاً وأداء مجوداً في تلاوة القرآن الكريم جعلته من اشهر القراء في المملكة الذين يحظون بمتابعة كبيرة من خلال برنامجه في إذاعة القرآن الكريم أو من خلال الصلاة خلفه في جامعه في شهر رمضان المبارك.
(شواطىء) استقطعت جزءاً من وقته لاجراء هذا الحوار القصير معه والذي تحدث فيه عن بداياته في حفظ القرآن الكريم ومشروعاته الدعوية القادمة فإلى نص الحوار:
* بداية فضيلة الشيخ.. لكم تجربة فريدة في حفظ القرآن الكريم كما سمعت حدثنا عن تلك التجربة والوسائل التي تعين الشباب على حفظه؟
- أشكركم في بداية هذا اللقاء، على حسن ظنكم، وعلى كريم استضافتكم، واسأل الله تعالى يمنه وكرمه ان ينفع بي وبكم، وان يستعملنا وإياكم في طاعته.
وأما جواب سؤالكم: فإن كتاب الله تعالى هو حياتي كلها، منذ ان عقلت (أعني العقل الديني) فلا اعتبر ذلك تجربة، بل حياة، كانت بدايتي مع تلك الحياة في شهر رمضان، وكم لرمضان من بركات - بلغني الله وإياكم رمضان- وكان ذلك عام خمسة وأربعمائة وألف، حيث صليت التراويح في جامع صلاح الدين بالسليمانية نظراً، وعاهدت نفسي (لئن بقيت إلى قابل لأصلين التراويح بالقرآن كاملا ً عن ظهر قلب) فشرعت في الحفظ في العاشر من الشهر العاشر لنفس العام، وكنت أحفظ ما تيسر بعد صلاة الفجر، وعادة كان مقدار ما احفظه ثمناً أو نصف الثمن.
ولكي ألزم نفسي بهذا شرعت في قراءة متسلسلة في صلاة الفجر، وكنت حينها احفظ سورة البقرة، واستغرق الحفظ مني ثمانية اشهر بحيث اتممت حفظ كتاب الله في آخر شهر جمادى الآخرة من عام ستة وأربعمائة وألف.
وأما عن الوسائل التي تعين الشباب لحفظ كتاب الله تعالى فكثيرة، من أهمها ما تيسر ولله الحمد في هذه البلاد خاصة، وفي غيرها من بلاد المسلمين عامة من دور، وحلق لتحفيظ القرآن الكريم، وهي منتشرة في كل حي، أشبه ما تكون في كل مسجد، فمن رام حفظ كتاب الله تعالى فليأخذ بهذا السبب فإنه من أعظمها.
ولا يفوتني هنا أن أنبه على ما تواجهه تلك الحلق، والدور من هجمة شرسة من المغرضين اتباع سلفهم القائلين: لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون.
وانطلاقاً من هذا أيضاً أشيد بما تلقاه هذه الحلق والدور من دعم سخي من ولاة الأمر رعاهم الله، وهو اشبه ما يكون بالرد العملي على هذه الحملة الشرسة، فهذه مسابقة الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه- قد دنت لتواصل مسيرتها في التشجيع والحث، عالمياً، ومحلياً، فمسابقات عديدة مختلفة، فهذه جائزة الأمير سلمان، أمير الرياض، ورايتها وسراجها -حفظه الله ورعاه-
وأظن ان هناك جائزة حتى للمعوقين في حفظ القرآن الكريم، وغيرها من مسابقات في الحرس الوطني، والقوات المسلحة، والأمن، ودورة الأمير مشعل في عرقة، وما غاب عني كثير، دليل واضح على أن القرآن الكريم خيار هذه البلاد واختيارها، فلا يبقى على الشاب إلا أن يغتنم هذه الفرص، ويبادر قبل أن يأتيه اليقين.
خطبة الجمعة
* وانتم أحد خطباء الجوامع في العاصمة.. كيف يمكن تفعيل دور الخطبة لتكون أكثر تأثيراً في النفوس وما هي طريقتكم في اختيار عنوان الخطبة والاعداد لها؟
- خطبة الجمعة وان تعددت وسائل تبليغ الدعوة ونشر الوعي الديني وطرقه فان لخطبة الجمعة المقام الأول والاهم، ويكفي في فضلها ان قد تولاها النبي صلى الله عليه وسلم فمن دونه ممن خلفه واتبع سيرته، ولا شك انها تحتاج إلى زيادة عناية ليحصل منها التأثير المطلوب وعظاً وتبايناً وهداية وارشاداً وهذا جهد لا ريب في انه معمول به وله من قبل المسؤولين وعلى رأسهم الوزير الشاب طالب العلم المتميز معالي الشيخ صالح آل الشيخ - وفقه الله واعانه وسدده-.
وأما طريقتي في اختيار عنوان الخطبة فتأتي بعد موضوعها والاعداد لها وأحياناً بعد القائها. وهذا ما قد يشغل ايام الاسبوع كلها قراءة وتحضيراً واختياراً للكلمات وحذفا واضافة والله المستعان.
ترجمة الخطبة
* هناك من يرى ضرورة ترجمة خطبة الجمعة إلى لغات أجنبية أخرى نظراً لكثرة الجاليات في بلادنا.. ما تعليقكم؟
- لا شك انه لو تمكن الكثيرون ممن يحضر الخطبة من غير العرب إلى فهم ما يقول الخطيب ان ذلك سيكون انجح واكثر فائدة في ايصال المراد من الوعظ والارشاد وتصحيح العقائد والتحذير من البدع والخرافات التي وللأسف الشديد تنتشر بين اولئك الاحباب من غير العرب وأظن انه - ترجمة الخطبة - يعمل به في بعض المساجد كما سمعت ولكن يظل ذلك المطلب عسيراً حتى حين إذ ان الترجمة الفورية متعسرة وبعد الخروج من الصلاة تقل فائدتها وتأثيرها فلعل الله ان ييسر ذلك بما استجد من تقنية واختراع وما ذلك على الله بعزيز.
التلفزيون
* لماذا لا نرى لكم برنامجا تلفزيونيا لتعليم الناشئة القرآن الكريم أو تفسير بعض الآيات القرآنية؟
- تعليم الناشئة القرآن الكريم في التلفزيون لا أظن ذلك مفيداً اذ لابد من التلقي والمشافهة وهذا ما تقوم به الحلق واما عن تفسير بعض الآيات والتأمل في بعضها فهو مشروع ارجو الله العون على اتمامه وان كان أكثر مادته جاهزاً فلعل الله ان ييسر ظهوره.
الشباب والملهيات
* في هذا الوقت الذي كثرت فيه الملهيات والمغريات عند الشباب.. كيف يمكن تحصين الشباب من الوقوع في الاثام والمنكرات؟
- الحصن الحصين من كل ما يلهي الشباب وغيرهم من ملهيات العصر ومغرياته هو التمسك بالسنة والعض عليها بالنواجذ وذكر الله والعلم الشرعي والدعوة إلى الله والجليس الصالح وتذكر الموت والسعي لنيل الزيادة في جنة النعيم.
رسالة المسجد
* في نظركم ما هي الخطوات التي ينبغي أن يقوم بها الامام لاحياء رسالة المسجد؟
- اعتقد يقينا ان المسجد ولله الحمد يقوم بدوره ولم يعجز عن ذلك في عصر أو مكان، فأعظم رسالته ذكر الله واقامة الصلاة، وحلق الذكر والخطبة، وهذا كله قائم وموجود ولله الحمد وان كان ذلك محتاجاً إلى زيادة وترشيد ومزيد عناية إلا انه موجود، بقى ان يقال ان من كمال رسالة المسجد ما تقوم به الآن بعض الوزارات والمؤسسات الحكومية كالامر بالمعروف والنهي عن المنكر وحياة المسلمين الاجتماعية والتعليم وغيرها فقد وكل بها جهات أخرى تنظيماً لا استغناء ويقوم المسجد برفدها وهي ترفده ايضاً فهي تعاون وتكامل اعني بها تلك الأدوار لم تعد مناطة بالمسجد وحده وانما وزعت على دوائر وهيئات ووزارات فمثلاً تجييش الجيوش انيط بوزارات الدفاع واقامة الحدود انيط بوزارات الداخلية والتقاضي والفصل بين المتخاصمين انيط بوزارات العدل وهكذا.
كلمة أخيرة
* كلمة تودون اضافتها في ختام حوارنا؟
- أود في ختام هذا اللقاء أن أشكر ابناء وبنات الملك خالد - رحمه الله- على ما بذلوه، ويبذلونه في رعاية بيوت الله، ممثلاً في جامع الملك خالد بأم الحمام، خاصة، وغيره من بيوت الله تعالى وعلى رأسهم صاحبة السمو الملكي الأميرة موضي بنت خالد، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد، نائب أمير منطقة عسير، وصاحبة السمو الملكي الأميرة البندري بنت عبد الرحمن الفيصل، المدير العام لمؤسسة الملك خالد الخيرية، حفظهم الله جميعاً، وسددهم، ونفع بهم، وأثابهم الفردوس الأعلى جزاء ما قدموا، ووفقهم للاستمرار في ذلك والثبات عليه، داعياً الله جل جلاله أن يغفر للملك خالد، وأن يحط عنه ذنوبه، وأن يجزيه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
|