*حاوره - عبد الكريم الدريبي:
على مدى أكثر من الـ(20) عاماً الماضية كان الزميل فالح الصغير أحد المنضمين حديثاً لجريدة (اليوم) حيث عمل محرراً ميدانياً بقسم المحليات والسياسة والرياضة إلى أن تبوأ منصب مدير تحرير وشارك في المؤتمرات الدولية والعربية والإسلامية والخليجية.
ومؤخراً يخرج بصمت حيث أبدل الصحافة الورقية بالإلكترونية من خلال ترؤسه صحيفة (اتجاهات) فماذا قال:
* مؤخراً تم خروجك بهدوء من صحيفة اليوم بعد مشوار 20 عاماً؟
- لم أخرج بل أنا من حددت الوقت المناسب للرحيل على الرغم من أن الصحافي لا يمكن أن يترك هذه المهنة إلا بالموت أو العجز الكلي..! وعموماً العمل الصحافي هم يومي لا ينتهي بانتهاء اليوم أو ساعات العمل الرسمي ولو أن هناك من يحاول أن يتعامل معها ك(الدوام) من ناحية الدخول والخروج ببطاقة فهذا في الحقيقة لا يفهم معنى مهنته وما زلت أمارس عملي ككاتب في اليوم ولهذا كان قرار الابتعاد فرصة للكتابة وغيرها، أن تترك المكان الذي أكلت وشربت وتعلمت فيه مؤلم وصعب جداً لأنني أشعر مساهمتي في البناء، بل كنت أتمنى للصحيفة مالا أتمناه لنفسي ورفضت فرصاً صحيفة عديدة في صحف ومواقع إعلامية أخرى حباً في (اليوم).
* رأيك بهيئة الصحافيين والأحداث التي شهدتها أثناء التأسيس..؟
- هيئة الصحافيين (حكايتها حكاية)..! ولدت بصعوبة وما حدث خلال التأسيس شكل تناقضاً واضحاً تعريفها للصحفي فيه اجتهاد، الصحفي يبقى صحفياً سواء متفرغاً أو متعاوناً أو يعمل في مجلة تصدرها جهة حكومية أو غيرها لأن الاختيار مبهم فهناك أسماء تعمل في مجلات حكومية تمت الموافقة عليها آخرون في نفس المجال رفضوا.. صحفيون استقالوا قبلوا، ومثلهم من رفض، وهكذا حلقة مفرغة ومتناقضة، أحترم أعضاء مجلس الإدارة لكن ماذا تم حتى الآن في الهيئة من دفع اشتراك؟ ما هي نتائجه.؟ هل سألت الهيئة صحفياً واحداً لماذا استقال من الصحيفة؟ هل سألت عن هموم الصحفي؟ ماذا تقدم له؟ حتى خصومات للفنادق والمستشفيات لم تخرج إلى النور..!
* زاملت أكثر من رئيس تحرير ما الذي وجدته..؟
- لكل رئيس تحرير طريقته هذا يختلف عن ذاك من حيث الإمكانات المتوفرة والقدرة على جمع الخيوط وتحريكها تظل المشكلة في كيفية التعامل مع الإدارة.
* وهل في الصحافة أمان..؟
- لا, المتعاون أوفر حظاً من المتفرغ لأنه ينطلق ويتحرك المشكلة أن البعض متفرغاً ومتعاوناً يتخذ الصحافة وجاهة يحركها وفق رغباته ثم إن الصحفي بحاجة ماسة إلى تطوير نفسه بالقراءة والمتابعة والتعليم من هنا فإن من واجب المؤسسات الصحفية وهيئة الصحافيين أن تؤسس معهداً للتدريب الصحفي يكون أساسه قوياً لا على طريقة بعض المؤسسات التي تعلن عنه للاستهلاك الإعلامي أما حقيقة فهو فراغ يضر ولا ينفع.
* وكيف ترى الصحافة الإلكترونية وهل لك تجربة معها..؟
- الصحافة الإلكترونية قادمة مع ارتفاع الوعي بأهميتها، وأنا خضت تجربة من خلال ترؤس تحرير صحيفة اتجاهات الإلكترونية www.itijahat.com التي بدأت منذ زمن ولم أتوقع هذا الإقبال الهائل عليها.. وهذه الوسيلة هي صوت إعلامي قوي لا بد من استثمارها بعيداً عن التقليدية والنمطية لأن المتلقي مختلف يبحث عن خبر ومعلومة بأسلوب مؤثر ومثلما هناك صحف صفراء ورقية هناك مواقع وصحف إلكترونية.
بوش وكيري يستثمران الصحف الإلكترونية في الدعاية الانتخابية والتأثير على الناخبين إضافة إلى أن مواقع القرار العالمية تتابع باهتمام المواقع والصحف الإلكترونية على سبيل المثال المحلي في السابق كان الطلاب يقفون (طوابير) أمام الصحف للحصول على نتائجهم في نهاية العام.. ماذا حدث الأعداد تناقصت عام بعد آخر ولم يعد الاعتماد على الصحيفة الورقية للحصول على النتيجة إنما على الإنترنت الذي تحول إلى ممارسة يومية لا غنى عنه ثم إن الصحف الإلكترونية تنشر الحدث فور وقوعه بتحليلاته ومتابعته لا تنتظر حتى اليوم التالي للنشر وهذا فارق كبير إذا لم يتم تطوير الصحف الورقية وخروجها إلى مساحات أوسع فإن التأثير سيكون قوياً وفاعلاً.
* تنقلت من المجال السياسي إلى الرياضي..؟
- الكتابة في صحيفة رياضية ليس معناها الابتعاد عن الهم السياسي والمحلي وليس كل ما يكتب في صحيفة رياضية أن يكون رياضياً فأنا أطرح في زاويتي قضايا مختلفة ثقافية وسياسية واجتماعية ورياضية أكتب في صحف محلية وخليجية ولا علاقة لها بالرياضة.
* خلال عملك في (اليوم) ألا يزعجك قلة التوزيع..؟
- الملاحظ أن الصحف المحلية مناطقية لكل صحيفة منطقتها مثال انتشار الجزيرة والرياض في العاصمة والقصيم والمناطق القريبة منها ليس كانتشارها في المنطقة الشرقية أو الغربية أو الشمالية وهكذا.. (اليوم) صحيفة منطقة منتشرة في منطقتها وهذا خطأ الصحيفة يجب أن تكون لكل الوطن ولاسيما في ظل توفر إمكانات ل(اليوم) لم تتوفر لها سابقاً كالمقر والتجهيزات والتقنية الحديثة من المهم أن يكون انتشارها بحجم إمكاناتها أعترف أن ذلك كان يضايقني لكن ليس بالدرجة الكبيرة لأنني أعيش في منطقة انتشارها.
* ابتعادك عن الصحافة الورقية هل ينتهي بمغادرة (اليوم)..؟
- كما ذكرت سابقاً لم أبتعد عن الصحافة.. لا زلت أمارس العمل الصحافي.. ابتعدت فقط عن المكان، هناك مشاريع صحفية في الأفق إضافة إلى صحيفة اتجاهات الإلكتروني كذلك هناك صحيفة ورقية يشارك فيها مجموعة عن الصحفيين ورجال الأعمال وهي تمثل صوتاً للمملكة ولدول الخليج وتتماشى مع دعوة سمو ولي العهد للحوار المتوازن الذي يهدف لصيانة الوطن وأمنه ومستقبل أجياله.
* عملت رئيساً لنادي القصة بالشرقية وغادرته لماذا؟
- حان الوقت لدمج جمعية الثقافة والفنون مع الأندية الأدبية لتوحيد الجهد الثقافي والفني وتفعيلها بشكل أكبر، ومن واقع تجربة، فقد عملت مسؤولاً عن نادي القصة بالمنطقة الشرقية لأكثر من عام وجدت أننا نعمل بلا ميزانية أو استراتيجية واضحة من الجمعية، وفكرة أندية القصة جيدة بشرط وضع أسس قوية لها ولا تتدخل فيها المزاجية والمحسوبية أتمنى أن تنال القصة نصيباً جيداً في المهرجانات الثقافية بأمسيات قصصية فقد نجحت التجربة ولها جمهورها ولا يقاس بجمهور الشعر الشعبي ويظل جمهوراً له قيمته وتقديره.
|