* رياض الخبراء - علي النوشان:
ودعت منطقة القصيم ومحافظة رياض الخبراء على وجه الخصوص في مساء يوم السبت الماضي علماً من أعلامها البارزين ورجلاً أفنى حياته في العلم والعمل والعطاء والبذل الذي لم يكن له حدود وهو الشيخ محمد بن صالح السديس عميد أسرة السديس ورجل الأعمال المعروف وأحد أعيان محافظة رياض الخبراء الذي توفي بعد أن تجاوز المئة عام كانت حافلة وثرية بما يستحق الإشادة، فقد كان أحد رجالات الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - ومن رجالات الوطن الذين كان لهم إسهام في نشأة ونشر العلم وغيرها من إسهامات الخير والعطاء لهذا الوطن.
(الجزيرة) من جانبها قدمت التعازي لأبناء الشيخ محمد بن صالح السديس وهم الفريق طيار ركن متقاعد صالح قائد المنطقة الغربية سابقاً والأستاذ عبدالله والأستاذ عبدالرحمن والأستاذ طلال والأستاذ أيمن والملازم أول طارق وسطام ونوفل ومتعب ومالك وزكريا وهيثم.
وكانت رحلة الشيخ محمد بن صالح السديس - رحمه الله - الطويلة مليئة بالكفاح بدأها يوم مولده في محافظة رياض الخبراء الواقعة غرب منطقة القصيم ليبدأ حياة أسرته التي كانت في الزراعة وظل حتى انطلاقته في خدمة الوطن وقد شهد الشيخ السديس - رحمه الله - في صغره سنة الرحمة التي شهدت حالات وفيات كبيرة في أغلب أسر الجزيرة العربية وهي السنة التي انتشرت فيها الأمراض وكثرت فيها حالات الوفيات، وشهد سنة جراب وقاوم رحمه الله الحياة الصعبة التي مرت بها الجزيرة العربية قبل توحيد المملكة التي كانت مليئة بالخوف وانعدام الأمن والأمان في ذلك الوقت.
ودرس على يد الشيخ محمد بن ناصر الوهيبي - رحمه الله - حيث درس العلوم الشرعية في مسجد الديرة برياض الخبراء وقد خدم الدولة مدة (21) عاماً حيث عمل رئيساً لمشروع العود الطويل بمشروع الخرج الزراعي وكان أثناء عمله يدرس اللغة الإنجليزية في الفترة المسائية ونقل عنه - رحمه الله - أن الدافع في ذلك كان تشجيع الملك عبدالعزيز شخصياً ولكل العاملين بالتعليم من أجل أن يكون العمل أفضل وقد غرس - رحمه الله - أثناء عمله في مشروع الخرج ما يزيد على (17) ألف نخلة وبعد أن تقاعد عن العمل الحكومي توجه للتجارة حتى تمكن من إنشاء واحدة من أكبر شركات النقليات في المملكة بل ربما في الشرق الأوسط وقد بدأ تجارته بشراء خمس شاحنات الواحدة بمبلغ (70) ألف ريال عن طريق التقسيط وبقسط شهري (3000) ريال ومن ثم بدأ بتوقيع عقود نقليات وتوريد حتى وقع عقداً مع شركة أرامكو السعودية كمقاول توزيع ديزل وبنزين في جميع في جميع أنحاء المملكة وكان حبه الشديد للعلم والتعلم دافعاً لتوجيه أبنائه الذين كانوا النموذج الذي أراده رحمه الله.
قد كان - رحمه الله - محباً ووفياً لمجتمعه ووصل من قناعته بأهمية التواصل الاجتماعي أنه سبب في إطالة العمر وقد كان يوم وداعه والصلاة عليه شاهداً على ذلك للتواصل الذي بناه مع المجتمع حيث ودعت الآلاف فقيداً غالياً على من عرفه ومن سمع عن أعماله.
أبرز أعماله الخيرية
لم يكن دوره فقط في الدعم بل كان له دور في اجتماع أهالي المحافظة وحثهم على التواصل والسعي لتحقيق مطالب المواطنين في المحافظة وكان مجلسه مقراً لاجتماع أهالي المحافظة في المناسبات وأيضاً مقراً لإصلاح ذات البين، ومن أبرز وأهم المشاريع الخيرية التي قام - رحمه الله - بعملها ابتغاء رضوان من المولى عز وجل هي:
- دعمه في تأسيس مستشفى رياض الخبراء بمبلغ قارب الثلاثة ملايين على عدة مراحل وأزمنة مختلفة.
- تبرعه بوحدة غسيل الكلى وتنقية الدم مناصفة مع الشيخ الدكتور عبدالله بن ناصر الوهيبي.
- دعمه المتواصل للجمعيات الخيرية في مختلف أنحاء المملكة وخاصة جمعية البر الخيرية بمحافظة رياض الخبراء الذي ساهم في قيام الجمعية أثناء إنشائها.
- له دور في تأسيس الجمعية التعاونية الزراعية بمحافظة رياض الخبراء قبل ما يقارب الخمسة وعشرين عاماً.
- بناؤه جامع الملك عبدالعزيز في محافظة البدائع وافتتحه سمو النائب الثاني الأمير سلطان بن عبدالعزيز وقد تجاوزت التكلفة مبلغ العشرة ملايين ريال.
- إنشاؤه مصلى العيد الجنوبي بحي الحزم برياض الخبراء.
- دعمه المستمر للأنشطة الاجتماعية والثقافية المتعددة في محافظة رياض الخبراء.
- المساهمة في فتح طرق عبر تنازله عن أجزاء من أراضي يملكها قائمة.
- تبرعه للأنشطة الرياضية والثقافية وتشجيعه للشباب برياض الخبراء عبر نادي الجواء بمبلغ ثلاثمائة ألف ريال.
تغمد الله الفقيد الغالي بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }.
|