Friday 15th October,200411705العددالجمعة 1 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "متابعة "

الجامعة أقامت حفلا على شرف سموه في فندق فورسيزنز النيل بلازا الجامعة أقامت حفلا على شرف سموه في فندق فورسيزنز النيل بلازا
الجامعة الأمريكية بالقاهرة تحتفل بافتتاح مركز الأمير الوليد
للدراسات والبحوث الأمريكية الممول من قبل سموه بمبلغ 10 ملايين دولار

* الرياض - الجزيرة:
شرف صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود، رئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة الثلاثاء الماضي حفل افتتاح مركز الأمير الوليد بن طلال للدراسات والبحوث الأمريكية CASAR في الجامعة الأمريكية AUC.
وبهذه المناسبة نظمت الجامعة الأمريكية بالقاهرة AUC حفل عشاء احتضنته قاعة الاحتفالات في فندق فور سيزنز Four Seasons النيل بلازا الذي بدأ باستقبال زواره مع بداية صيف العام الحالي.. وحضر الحفل الذي أقيم على شرف سمو الأمير الوليد السفيران السعودي والأمريكي لدى القاهرة، وعدد من الوزراء، وأعضاء السلك الدبلوماسي في القاهرة، وسعادة رئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة AUC الدكتور ديفيد آرنلد، بالإضافة إلى رئيس مجلس أمناء الجامعة الدكتور بول هانون، وأعضاء مجلس أمناء الجامعة، وأعضاء هيئة التدريس، ورجال الأعمال والأدب والصحافة في مصر.
مركز الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود للدراسات والبحوث الأمريكية تم تأسيسه وإنشاؤه بتبرع من سمو الأمير الوليد، بمبلغ 10 ملايين دولار لصالح الجامعة الأمريكية بالقاهرة AUC لتمويل انشاء مبنى الدراسات الإنسانية والعلوم الاجتماعية بالجرم الجامعي الجديد الذي يتوقع اكتمال بنائه في عام 2007م، ويحتضن أقسام الدراسات الإنسانية والعلوم الاجتماعية، وقاعات للمحاضرات، ومكاتب لأعضاء هيئة التدريس.
ويعتبر مركز الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود للدراسات والبحوث الأمريكية، المركز الأول الذي يؤسسه الأمير الوليد في المنطقة العربية بهدف القيام بدراسات منهجية علمية، وأكاديمية عن المجتمع الأمريكي، وتاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، والسياسات الأمريكية سواء الداخلية أو الخارجية عبر التاريخ، والعلاقات العربية الأمريكية.. كما يوفر المركز المراجع العلمية اللازمة للباحثين والطلاب في هذا المجال.
أما المركز الثاني للبحوث والدراسات الأمريكية، فقد أسسه وموله سمو الأمير الوليد في الجامعة الأمريكية في بيروت AUB، وذلك ايماناً منه بضرورة حشد الجهود لتقريب وجهات النظر بين الشرق والغرب نظراً للحاجة الماسة في المنطقة العربية لتفهم آلية السياسات الأمريكية.
سمو الأمير الوليد بن طلال أكد في عدة مناسبات أن تقريب وجهات النظر عن طريق الحوار بطريق علمية وحضارية تعكس رقي وعمق واصالة حضارتنا الإسلامية والعربية.. كما يحرص سموه على تقييم المفهوم الغربي عن العالم الإسلامي والعربي وبالأخص الثقافة الإسلامية من خلال التحدث مباشرة إلى الغرب وإيصال رسالته بطريقة سلسة ومفهومة، ويتجلى ذلك في دعوة سموه في أكثر من مناسبة إلى تقريب وجهات النظر حيث قوبلت دعوته بالتأكيد والتقدير من جهات عدة حول العالم.
هذا وقد ألقى سمو الأمير الوليد بن طلال خلال الحفل كلمة جاء فيها:
أشكر السيد (هانون) على كلمته اللطيفة وعلى ترحيبه الحار.. أصحاب السعادة، أعضاء الجامعة الأمريكية بالقاهرة، الضيوف الكرام، سيداتي سادتي:
تسعدني المشاركة معكم اليوم في الاحتفال بافتتاح مركز الدراسات والبحوث الأمريكية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.. كما تعلمون، يعد هذا المركز الأول من نوعه في العالم العربي، قبل المركز المماثل الذي ساهمنا في إنشائه بالجامعة الأمريكية في بيروت.. وأنا فخور جداً بمشاركتي في إنشاء هذا المركز.
إنه من الصعب أن يتصور المرء أن مركزاً من هذا النوع لم ينشأ قبل الآن خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار التاريخ الطويل للولايات المتحدة في الوطن العربي والعلاقات التي اسستها مع الدول العربية على المستوى الثقافي والتعيلمي والسياسي والاقتصادي.. القليل من الأمريكيين والعرب يعلم أن أول دولة اعترفت دولياً بالولايات المتحدة الأمريكية بعد استقلالها كانت دولة عربية وهي المملكة المغربية في عام 1777م، وأنا متأكد أن القلة يعلمون أن أطول اتفاقية في تاريخ أمريكا لم يتم الإخلال بها ولا تزال سارية المفعول هي اتفاقية السلام والصداقة التي وقعت بين أمريكا والمغرب عام 1787م، ولا يعلم إلا القليل أنه عندما أرسل الرئيس الأمريكي ودرو ولسن (Woodrow Wilson) لجنة كنج - كيرن (King-Crane) لتحديد التوجه السياسي للفلسطينيين وآخرين في المنطقة حول الحكم السياسي بعد الحرب العالمية الأولى، وجدت أنهم في حال عدم حصولهم على الاستقلال الفوري، فإنهم يفضلون أن تحكمهم الولايات المتحدة الأمريكية تحت قرار من عصبة الأمم، فلم يفضلوا حكم بريطانيا أو فرنسا، ولا حكم أي قوة أخرى.. ولا يسعنا إلا أن نتخيل النتائج لو قامت لجنة مماثلة بقياس التوجهات السياسية في المنطقة اليوم.
وليس من المستغرب احتلال الولايات المتحدة الأمريكية هذه المكانة المرموقة في الوطن العربي لأنها ليست مجرد دولة حررت نفسها من الاحتلال، بل تأسست على مبادئ إنسانية عالمية بني عليها إعلان الاستقلال الأمريكي.. ولا يسع أي رجل أو امرأة عانوا من الاضطهاد إلا أن يتأثروا بما ورد في إعلان الاستقلال الذي أكد أن (جميع البشر خلقوا سواسية ومنحهم الخالق حقوق مطلقة مثل حق الحياة وحق الحرية وحق البحث عن السعادة) ولا يسعهم إلا أن يتأثروا بخطاب الرئيس الأمريكي ابراهم لينكون (Abraham Lincoln) حين قال لن تفنى من الكرة الأرضية حكومة من الشعب، ولأجل الشعب وإلى الشعب.. وكان ينظر العالم لأمريكا، خصوصاً بعد الحرب العالمية الأولى، كما تنظر لنفسها بأنها تمثل البراءة على الساحة الدولية ومنحها الخالق رسالة خاصة لبث الحرية والديمقراطية ومواجهة عالم يتصف بالظلمات والاضطهاد والسخرية والأنانية.
تغيرت العلاقة بين الولايات المتحدة والعالم العربي على مر السنين فتحولت من نظرة ايجابية إلى نظرة عدم ثقة وعداء، وفي بعض الأحيان كراهية من البعض، وتبدلت نظرة العفة إلى اتهام من شريحة كبيرة من الشعب العربي بالتآمر وعدم المبالاة للظلم الذي تسببت به الولايات المتحدة للوطن العربي بطريق مباشر أو غير مباشر.
ثبتت العديد من الدراسات أن نظرة الأمريكان للعرب مرت بمراحل عديدة على مر السنين، لكن لم تشهد مستوى من السلبية كما تشهده الآن، ولكن مع سوء تلك النظرة في الماضي، فلم تتصف بالبغض إلا في الآونة الأخيرة وخصوصاً بعد أحداث 11-9 المؤلمة.. النظرة العامة للعالمين العربي والإسلامي نظرة مبنية على كل ما يخالف القيم الغربية وتدعمها تقاليد غير متوافقة مع المبادئ الديمقراطية الغربية، ويرى الكثير من الأمريكيين أن الارهاب الذي يهاجم العالم اليوم هو امتداد لمعتقدات ساهمت في عدم تقدم المجتمعات العربية.
يؤلمني كعربي وصديق وحليف للولايات المتحدة هذا التحول الكبير في نظرة أمريكا وشعوب العالم العربي لبعضها.. كيف وصلنا إلى هذا الوضع المؤسف؟ وكيف يمكننا أن نعكسه؟.. أنا متأكد ان لدينا جميعاً أجوبة محددة لهذه الأسئلة، وكذلك حلولاً يمكننا تقديمها، ولكن أنا متأكد من أننا جميعاً نشترك في أن المعرفة الواسعة والتفهم لمجتمعاتنا المختلفة هو العنصر الأساسي لأي حل نختاره.
ذكرت في مناسبات عديدة أن المعرفة عن الولايات المتحدة في الوطن العربي قليلة، وذلك بسبب قلة وضعف دراسة التاريخ والمجتمع والهيئات الأمريكية في الوطن العربي.. ويصاب المرء بالضيق عندما يسمع الوسط الاجتماعي يتناقش حول الولايات المتحدة بأسلوب التعميم المليء بالأخطاء، ولا ينحصر ذلك عن الأوساط المثقفة أيضاً، ومن المؤسف أن يتم إهمال دولة كالولايات المتحدة كان لها تأثير قوي في السابق، وسيستمر تأثيرها مستقبلاً على أحداث المنطقة.. إذا أراد العالمين العربي والإسلامي تحسين العلاقة بالولايات المتحدة لابد من التعمق في معرفة الثقافة السياسية الأمريكية ومعرفة طرق تأثير بعض العوامل المهمة على طريق صنع القرار.. علينا دائماً الأخذ بالاعتبار بأن المجتمع الأمريكي مجتمع منفتح ويوفر فرص للتفاعل بمحيطه المنفتح إذا فشلنا في الاستفادة من الفرص المتاحة لنا للتأثير، فلا نلوم إلا أنفسنا.
ولنكون أكثر فاعلية في ترويج القضايا التي نتبناها، علينا أن الا ننسى بأن ما يجري في مجتمعاتنا سيحدد بالنهاية نظرة الآخرين وحكوماتهم نحونا.. وجود عدم التعايش والعنصرية والكراهية في وسطنا لن يكسبنا الصداقات والاحترام. إنكار الديانات والثقافات الأخرى لا يولد إلا الكراهية والبغض، وعليه يجب مواجهة ممثلي الكراهية، فلا يمكننا إعطاؤهم الحرية المطلقة لنشر سموم الكراهية، ولا يمكننا السماح لأقلية ذات صوت عال تخويف كثرة صامتة عرفت تاريخياً بانفتاحها وتفهمها للديانات الأخرى.. إلى جانب قضايا المبادئ الأساسية هناك الكثير على المحك.
بالاضافة إلى نظرتنا بالداخل علينا أن نكون نشطين بالخارج، فعلى العالم العربي والإسلامي تبني مهمة نشر التفاهم في العالم الغربي وخاصة الولايات المتحدة. أنا على سبيل المثال أخذت على عاتقي تأسيس صندوق للمنح الدراسية لطلاب جامعة اكزتر (Exeter University) القادمين من كندا وأمريكا والاتحاد الأوروبي للدراسة والبحث العلمي في العالم العربي، كما أني على وشك الانتهاء من توقيع اتفاقية مع إحدى أشهر الجامعات الأمريكية على الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية من أجل تأسيس مركز للدراسات العربية والإسلامية. الهدف هو محاولة ملء، حسب اعتقادي، فراغ كبير في التعليم الأمريكي وتوليد معرفة اكبر بتاريخنا وديانتنا وعادتنا الاجتماعية.
كما تعلمون جميعاً، فقد شوهت صورة العرب والإسلام معاً مؤخراً.. هؤلاء الذين يروجون لهذه العنصرية علينا مواجهتهم في كنائسهم كما هو الحال لنظائرهم الذين تتم مراقبتهم في المساجد.. التعصب هو التعصب والكراهية هي الكراهية بغض النظر عن مروجيها أو السلطة الدينية التي يتضرع بها، وعلينا الكشف عن حقيقة هؤلاء المروجين، وعلينا تحدي المتعصبين أينما كانوا ومواجهة جهودهم ومحاولاتهم للإسكات والتخويف.
ولا يكفي على أي حال تحدي المتعصبين من الجنسيات والأعراق والديانات الأخرى، يجب علينا الترويج لمبادئ تؤكد وتعزز التفاهم المتبادل، وزيادة الإدراك بأن التعددية والتنوع ليست مصادر ضعف بل قوة، يجب غرس تلك المبادئ في كل بيت ومدرسة وكل منشأة لها دور مؤثرة.
ليس هناك شريحة من المجتمع مهيأة لنشر التفاهم والتحضر أكثر من الأكاديميين، فالجامعات هي المنادي الأساسي للتحضر حيثما يوجد المنطق والصواب وليس العاطفة والعنصرية.. الحقيقة وليس الخيال هي نقطة الانطلاق للمعرفة والتفاهم. الجامعة هي الكيان الذي تلتقي وتتنافر فيه الأفكار، حيث مصداقية الفكرة تتوافق وتكوينها المنطقي، لذلك يجب أن تكون الجامعة خصم العنصرية والكراهية.
وبالطبع لا يمكن استثناء الجامعة الأمريكية بالقاهرة حيث يشهد لها تاريخها والتي حافظت على تقاليدها بالرغم من التحديات القوية التي واجهتها في بعض الأحيان.. وأنا متأكد أنها ستبقى داعية للمعرفة ومن خلالها من أجل التسامح والتفاهم، إنشاء مركز للدراسات والبحوث الأمريكية سيشكل دعماً للجامعة الأمريكية بالقاهرة لتحقيق رسالتها ودورها.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved