* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
في نهاية المطاف اعترفت دولة الاحتلال الإسرائيلي وبشكل رسمي أن الجيش الإسرائيلي أخطأ عندما ادعى أن سيارة إسعاف تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) نقلت صواريخ (قسام)..
الناطقة العسكرية الإسرائيلية، روت يارون، قالت في اجتماع لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي : لم يتم نقل أي صاروخ (قسام) في سيارة الإسعاف التابعة ل(الأونروا) التابعة للأمم المتحدة.. مدعية أن الخطأ الذي وقع فيه الجيش الإسرائيلي كان معقولاً، وقد تم تقديم إيضاحات لمندوبي الأمم المتحدة..!!!!!
وتعقيباً على هذا الموضوع، طالب، بيتر هانسن، رئيس وكالة (الأونروا)، الحكومة الإسرائيلية بالاعتذار رسمياً عن الفرية التي حاولت تلفيقها إلى الطاقم الطبي للوكالة، حيث إن سيارة الإسعاف التابعة للوكالة الدولية لم تكن تحمل سوى نقالة لحمل المرضى والمصابين، لا صواريخ القسام كما ادعت إسرائيل.. يشار إلى أن إسرائيل بدأت تتراجع تدريجياً عن هذا المزاعم بعد قيام الأمم المتحدة بإيفاد لجنة رسمية للتحقيق..
وقال هانسن، خلال لقاء أجراه مع ممثلي الدول المانحة في عمان: إنه يطالب إسرائيل بالاعتذار عن فريتها، ويريد رؤيتها تبذل جهوداً كبيرة لإزالة التهمة عن كاهل المنظمة الدولية، على غرار تلك الجهود التي بذلتها لإلصاق الفرية بالطاقم الطبي التابع للوكالة.
وندّدت وكالة (الأونروا) بشدّة، بحادث إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار باتجاه مدرسة تابعة لها يعلوها علم الوكالة، ما أسفر عن إصابة ومن ثم استشهاد الطالبة الطفلة الفلسطينية غدير مخيمر، (11 عاماً)، وهي داخل فصلها.
وقالت الوكالة في بيان، تلقت الجزيرة نسخة منه : إنّ الطفلة مخيمر، أصيبت صباح يوم الثلاثاء، الموافق 12-10-2004م بجروح بالغة في صدرها بينما كانت تجلس في مدرسة ابتدائية في خان يونس جنوب قطاع غزة، عندما فتح جنود إسرائيليون النار من موقع داخل مستوطنة (غوش قطيف) المطلة على المدرسة.
وأوضح، بول ماكان، المتحدّث باسم الأونروا في البيان: أنّ الطفلة الفلسطينية كانت جالسة على مقعدها في قاعة الدروس، عندما أصيبت، مضيفاً أن، بيتر هانسن المفوّض العام للأونروا، طالب إسرائيل مراراً بضرورة وقف حوادث إطلاق النار.
وأشار بيان الأونروا إلى أن هذه الإصابة هي الخامسة لأطفال أصيبوا داخل فصولهم بمدارس تابعة للوكالة بمخيّمات للاجئين في مدينتي رفح وخان يونس جنوب القطاع، مبيّناً أنّ الطفلة الفلسطينية رغدة العصار (11 عاما) كانت استشهدت أيضاً الشهر الماضي بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي، فيما كانت تجلس داخل فصلها بمدرسة في خان يونس.
ونوّه البيان أنّ الأونروا قدّمت الشهر الماضي شكوى احتجاج رسمية للحكومة الإسرائيلية، بعدما توفيت الطفلة العصار متأثرة بالجراح التي أصيبت بها. وكانت الطفلة الفلسطينية، غدير مخيمر، وهي تلميذة في الصف الخامس الابتدائي، أصيبت برصاصة في الصدر أطلقها جنود الاحتلال الإسرائيلي، ووصف حالتها الصحيّة بأنّها خطيرة جداً، ثم ما لبثت أن توفيت متأثرة بجراحها صباح يوم ( أمس ) الأربعاء، الموافق 13-10- 2004م في المستشفى الأوروبي بمدينة خان يونس..
وتنشر هنا الجزيرة هذا التقرير، ساعة واحدة فقط فصلت بين خروج الطفلة الفلسطينية، غدير مخيمر ( 11عاماً) من منزل عائلتها الكائن في مخيم خان يونس للاجئين الفلسطينيين، ودخولها غرفة العناية الفائقة في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة..
أداة الجريمة هي رصاص الصهاينة، والمجرم قناص صهيوني متمركز على برج مراقبة غرب مدينة خان يونس، دأب على قتل أطفال مدينة خان يونس في المنازل المتواضعة وعلى مقاعد الدراسة، أيضاً..
الجزيرة وصلت إلى مدرسة خان يونس الابتدائية المشتركة (أ) التابعة ل (الأونروا) في المخيم الغربي بمدينة خان يونس؛ حيث بقيت بقع دماء الطفلة غدير شاهدة على جريمة الاحتلال، فيما شوهدت آثار طلقات نارية من العيار الثقيل على جدران قاعات الدراسة الغربية..
وفي غرفة العناية الفائقة التركيز رقدت الطفلة غدير مخيمر ابنة الـ11 عاماً، مغشياً عليها، حيث وصف أطباء فلسطينيون حالتها بالخطيرة، خاصة وأن الطلق الناري الصهيوني قد اخترق صدرها..
وعلى باب غرفة العناية المركزة احتشدت مجموعة من الزهرات الفلسطينيات في محاولة للاطمئنان على زميلتيهن مخيمر، قالت الطفلة فاطمة ( 11 عاماً ) ل الجزيرة: بالأمس قتل اليهود زميلتنا رغدة العصار، واليوم نخشى على زميلتنا غدير..
وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، عبرت مؤخراً عن قلقها وحزنها على استهداف الطلاب الأطفال الفلسطينيين وهم على مقاعد الدراسة.. وأشار المتحدّث باسم المنظمة، ماتياس بورشار في بيانٍ صحفيّ، تلقت الجزيرة نسخة منه: إلى أنّ جيش الاحتلال يستهدف الأطفال على مقاعد الدراسة في مدارس الوكالة، مشيراً إلى استشهاد الطفلة رغدة العصار قبل زهاء الشهر.
|