* موسكو - سعيد طانيوس:
اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان التخلي عن (المعايير المزدوجة) يشكل عنصرا مهما في مكافحة الإرهاب, وأكد في حديث صحفي نشرته صحيفة (روسييسكيا غازيتا الإثنين الموافق 27- 9-2004): (أنه لا يجوز تقسيم الإرهابيين الى طيبين واشرار, وانه يجب على المجتمع الدولي أن يقف موقفا موحدا منهم كي تكون مكافحتهم فعالة.
وأشار الوزير الروسي الى أن الإرهابيين المباشرين ليسوا اكثر من أداة بينما يجب مكافحة الإرهاب ككل. وهنا لا يجوز تجاهل أولئك الذين يمولونهم ويرعونهم ويلهمونهم.
وعلى حد قوله فإن روسيا طرحت لهذا الغرض بالذات على الجمعية العامة اقتراحا بتكليف مجلس الأمن الدولي بوضع قائمة موحدة بالأشخاص والمنظمات المشتبه بتورطهم في تحضير أو تنفيذ عمليات ارهابية.
وقال إن مثل هذه القائمة موجودة بالنسبة لتنظيم القاعدة والطالبان.
ونعتقد أنه على ضوء الظروف الراهنة يجب جعلها مفتوحة لجميع الذين لهم ضلع في العمليات الإرهابية.
وأشار الى أن هناك أيضا عصابات إرهابية مستقلة تتشكل (لمرة واحدة).
فقد اصطدمنا عدة مرات بواقع أن عصابة ما مجهولة أخذت على عاتقها مسؤولية هذا العمل الإرهابي أو ذاك.
ولذلك نرى أنه من الصحيح فتح قائمة لتلك الحالات أيضا التي لا تدل بصورة مباشرة على تورط (القاعدة أو الطالبان). وذكر الوزير أن شركاء روسيا في مجلس الأمن الدولي يشاطرونها تقييمها هذا.
وقال (إننا تلقينا تأكيدات على أن موقفنا من (المعايير المزدوجة هو موقف صائب).
وأعلن لافروف أن روسيا مستعدة لمناقشة تعديلات على مشروع القرار المناهض للإرهاب الذي قدمته الى مجلس الأمن الدولي.
وقال (إننا لا ندعي بمعرفة الحقيقة المطلقة وإنما نرغب في أن تكون هناك وثيقة مشتركة ترتقي بعمل التحالف العالمي المناهض للإرهاب الى مستوى نوعي جديد).
ورأى أنه لا بد من مناقشة الجوانب المتعلقة بإنشاء صندوق إغاثة ضحايا الإرهاب. وأوضح لافروف أن هذه المسائل ليست ببسيطة إذ ينبغي التوصل الى اتفاق على أساليب تشكيل هذا الصندوق وتحديد الجهة التي ستتصرف بموارده وكيفية تقديم هذه الموارد: بشكل مالي، مثلا، أو على شكل مساعدات طبية وعينية.
وأكد الوزير أن جوهر المبادرة الروسية لا يتلخص في تصريحات رنانة (لأننا لا نركض وراء البرامج أو التصريحات الكلامية. ولكننا تقدمنا بسلسلة من الإجراءات العملية التي من شأنها أن تدفع المجتمع الدولي الى تعزيز القاعدة القانونية الدولية لمكافحة الإرهاب وجعلها واحدة للجميع وتحقيق تطابق تشريعات كل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة مع أحكام القانون الدولي.
وعلى حد قول لافروف فان المبادرة الروسية حظيت بدعم واسع لدى مجلس الأمن الدولي.
وقال الوزير (إن الوثيقة قدمت توا وليس هناك سوى تعليقات أولية عليها. ولكنها تدل مع ذلك على أن المشروع يحظى بتأييد واسع من حيث المبدأ).
الى ذلك، صرح الكسندر ياكوفينكو الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية أن وزير لافروف سيصل الاثنين إلى كوبا في زيارة رسمية تستمر حتى 29 أيلول - سبتمبر.
وقد توجه الوزير لافروف إلى كوبا يوم الاثنين الموافق 27-9-2004م بزيارة رسمية تستمر حتى 29-9-2004 وسيجري خلال زيارته عددا من اللقاءات مع المسؤولين الكوبيين وسيتناول جملة من القضايا الدولية الملحة والمسائل الخاصة بالعلاقات الروسية الكوبية.
وفي هذه الاثناء، لفت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظر الحكومة إلى أحكام المرسوم القاضي بتفعيل إجراءات مكافحة الإرهاب في روسيا والذي أصدره رئيس الدولة قبل أسبوعين.
وطلب خلال اجتماعه مع مجلس الوزراء من كبار المسؤولين تركيز اهتمامهم على الدوائر والأجهزة المعنية مباشرة بتنفيذ الإجراءات الأكثر فعالية في مجال حفظ النظام والقانون في البلاد.
واشار بوتين الى انه سيقدم الى مجلس النواب (الدوما) مشروع قانون حول طريقة جديدة لتكوين أجهزة السلطة التنفيذية في مناطق روسيا الاتحادية.
|