من أعماق نفسي ومشاعري بل من صدى خلجاتي واستجابة لنداء قلمي اكتب عن فتاة بلادي الراكضة وراء المستقبل بالأمل الصادق الذي يوصلها الى الشيء الذي تريده وتضعه نصب عينيها والساعية إلى طريق العلم المنير، إلى السعادة ونزع الشقاء، فقد انطلق قطار الفتاة السعودية نحو دروب التقدم والرقي ودوى صوته دويا ورددت صداه روابي المملكة العربية السعودية وسهولها حاملا بين طياته تاريخا جديدا، انه تاريخ العلم والادراك للفتاة السعودية وشجعت حكومتنا الرشيدة هذه النهضة العلمية ففتحت المدارس بجميع مراحلها الابتدائية والاعدادية والثانوية والجامعات وجلبات المدرسات من جميع البلدان العربية ووفرت لها سبل التعلم وحثت على تعليم الدين الحنيف واحترام تقاليد مجتمعها وتقديسه بالغ التقديس ودارت الأيام ومرت والفتاة السعودية مسرعة الخطى للوصول إلى هدفها المنشود بعد أن أطلق الباني عنانها لتشق طريقها في ميادين العلوم الواسعة التي تبرز فيها قوى المجتمع في اخلاقه الفاضلة وفعاليته الجليلة، فالفتاة السعودية بسليقتها طموحة تحب العلم.. فكم من فتاة لم تسمح لها الظروف بالعلم وهي في بيت أهلها ولكنها بعد الزواج وإنجاب الاطفال وصفو الجو العائلي ذهبت إلى المقعد الدراسي تاركة بيتها وأولادها لترشف من العلم أعذب قطراته لتجلو به صدأ الجهل وتكسو رياض افكارها الجرداء بالعلوم النافعة وغزارة الاطلاع والايمان الصادق القوى وبذلك تذوق شذى الحياة ومع ذلك تذللها وتتغلب على الاشواك المفروشة في طريقها إلى سبيل الوصول الى المكانة اللائقة بها وتتسلح بالعلم لانه خير سلاح في وقتنا الحاضر ولم يعد شأن المرأة مقتصراً على العناية بشؤون البيت وتربية الطفل، بل أخذت تشارك الرجل في بعض الاعمال اللائقة بها فأصبح منهن المدرسات والممرضات والطبيبات والصحفيات، لكل صحيفة محلية مندوبة نسائية تعتني بشؤون المرأة عاملة على تثبيت مكانتها في المجتمع مسترجعة ما فاتها في الماضي من العلوم وهي نواة المجتمع الناشدة دائما الواقع والحقيقة في كل ما تخطوه ببراعة تبعا للمصلحة العامة فإلى الأمام يا فتيات وطني الحبيب، والى الأمام يا أمل المستقبل المشرق.
|