محمد الخنيفر..
يا صديقي.. أيها المخلص في ودك.. الحافظ لعهدك..
أنت باقٍ ما استبقت الأيام وداً.. وخالدة في النفوس ذكراك نحتسي منها آمالاً باسمة.. وطموحاً لا يجاريه طموح..
يا صديقي..
رغم البعد.. فأنت بيننا.. تتحسس ما خلفه لنا يراعك من أعمال فنية.. وما أيقظته أناملك في المداد من حركة.. تلك هي حيويتك.. التي تعودناها منك.. فاستبقت على ذكراك..
يا صديقي..
هذه الأشياء لم تكن وحدها التي تذكرنا بك.. بل هي مجرد ما عرفنا عنك كزميل حرف ولا غير.., لكن تلك الطيبة التي يشع سناؤها في خبايا نفسك.. الابتسامة الشفافة التي كانت تصور أعماق صدقك.. تلك الأشياء توقظ فينا ذكراك..
كم كنت طموحاً في تأملاتك.. فحققت أحلامك وأمانيك..
يا صديقي رغم البعد عنا
والحياة بعيداً في (روما) هذا لا يعفينا.. ولو أقل القليل لاسترجاع ذاكرك.. والدعاء لك بالتوفيق والنجاح.. لقد رحلت عنا بحثاً عن سلاح تشهره ضد الفاقة وغوائل الزمن.. رحلت لترتمي على مقاعد (الأكاديمية) للفنون الجميلة.. كل ذلك في سبيل الوصول إلى الأفضل وخدمة الوطن.. وتركت ذكراك تعبق بيننا.. وروحك تعايشنا.. بين الفينة والأخرى.. أوليتك تقرأ أحاسيسنا ونحن نحملق في الأكليشهات التي خطتها بنانك.. والتي يمتلئ بها درج الزوايا الفنية.. لسنا نملك في تلك اللحظات وما أعزها وأعذبها.. غير دموع تتراقص في المحاجر.. لهفة عليك.. ودعاء لك بالنجاح وسلامة العودة.. أعمالك عندما نلامسها نحس بروحك فيها.. إخلاصك لفنك..! عمق إدراكك..! شفافية ذوقك..!
كلها تتجسد فيما دبجته أناملك بإحساسك المرهف.. وذكائك الفذ.
لقد صدق زميلنا (سليمان الحماد) عندما قال مشيراً لك (إنه عبقري في صورة طفل!) وستظل عبقرياً في نظرنا.. ونظر من يقدرون فنك.. شامخاً كآبائك وطموحك..
يا صديقي..
أستميحك عذراً لأني لم أستطع أن أوفيك حقك..
وختاماً لك منا ألف دعاء..
وألف رجاء بالنجاح والتوفيق والعودة لنا لتشارك معنا.. في المجالات التي افتقدتك.. للمجتمع الذي خدمته بيراعك وصورت إرهاصاته.. للشاشة التي افتقدت لوحاتك.. للصحافة التي افتقدت نقدك اللاذع ورسومك (الكاريكاتيرية) البديعة.. لتعود لوطنك الذي يتوق لك حنيناً وشوقاً.. وإلى اللقاء يا صديقي ويا رفيقي..
إلى اللقاء يا محمد.. إلى أن نراك على أرض الوطن إن شاء الله.
أخوك/ محمد علي الرويبعة |