في مثل هذا اليوم من عام 1933 أعلنت حكومة حزب العمال الوطني الألماني (النازي) الانسحاب من عصبة الأمم التي تشكلت في أعقاب الحرب العالمية الأولى.
وكانت الحكومة النازية بقيادة أدولف هتلر ترى أن هذه المنظمة أحد رموز هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى وتذكر بمعاهدة الاستسلام (المهينة) التي وقعتها ألمانيا أمام دول الحلفاء فرنسا وبريطانيا في باريس عام 1919 التي عرفت بمعاهدة فرساي. لذلك كان الانسحاب من هذه المنظمة أول خطوة تتخذها حكومة هتلر في اتجاه تحرير ألمانيا من القيود التي كبلتها بها معاهدة الاستسلام.
وكانت عصبة الأمم قد تأسست بمبادرة بريطانية طرحها وزير الخارجية البريطاني في ذلك الوقت إدوارد جري وتبناها بحماس الرئيس الأمريكي ويدرو ويلسون ومستشاره الكولونيل إدوارد هاوس كوسيلة لمنع أي صراعات دامية بين دول العالم في المستقبل.
وقد كان ويلسون حريصا على تضمين إنشاء عصبة الأمم ضمن بنود معاهدة فرساي وبالفعل تأسست المنظمة كجزء من المعاهدة في الخامس والعشرين من يناير عام 1919م.
وعقدت عصبة الأمم أول اجتماع لها في العاشر من يناير عام 1920 وفي اليوم نفسه تم التصديق على معاهدة فرساي التي انهت الحرب العالمية الأولى رسميا. وعقدت أول جمعية عمومية لعصبة الأمم في جنيف بسويسرا في الخامس عشر من نوفمبر عام 1920م.
وإذا كانت هذه المنظمة الهشة قد نجحت في تسوية بعض الصراعات الصغيرة في العشرينيات فإنها قد فشلت في تسوية أي أزمة كبرى خلال الثلاثينيات مثل الاحتلال الإيطالي لأثيوبيا. وجاء انسحاب ألمانيا من المنظمة كضربة قوية حيث تتالت الانسحابات الدولية منها حتى قامت الحرب العالمية الثانية عام 1939م. وفي الثامن عشر من إبريل عام 1946م، أي بعد نهاية الحرب، أعلنت المنظمة حل نفسها لتترك مكانها لمنظمة الأمم المتحدة.
|