Thursday 14th October,200411704العددالخميس 30 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "تحقيقات"

نظافة جدة في رمضان.. هل تتكرَّر الأزمة؟! نظافة جدة في رمضان.. هل تتكرَّر الأزمة؟!
أحياء بلا حاويات.. تطبيق التجربة في انتظار التقييم.. وتغيير الواجهة السلوكية يعانده السكَّان!!

*تحقيق: عبد الرحمن إدريس - تصوير: محمد الشهري:
جاء شهر رمضان المبارك.. موسم العبادات والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بكل عمل صالح.. هي النوايا التي تنبض في القلوب المؤمنة انتظاراً لقدومه. يأتي شهر الصوم بالمتوارث من تقاليد اجتماعية تأخذ التفكير نحو استعدادات مختلفة، في مقدمتها الطعام والشراب؛ حيث تزدحم الأسواق في الأيام الأخيرة من شعبان بالمتسوقين؛ للتزود بكميات كبيرة من المواد التموينية. ومن الطبيعي أن الإسراف في تجهيز الأطعمة سيؤدي إلى أعباء موسم يحتاج تكثيف جهود البلديات لمتابعة مهمات النظافة؛ حيث ترتبط التقديرات المسبقة بكمية نفايات طارئة تزيد في الشهر عن المعدل، وبما يساوي حجماً يوازي عدة أشهر. فهل تنجح التوعية في تغيير هذه العادات، خاصة وأن المؤمل من الجميع اجتناب الإسراف والتبذير؟
ربما تصل الوسائل في هذه التوعية إلى إيجاد القناعات العامة في هذه الناحية من منطلق التعريف بالأخطاء التي ترتكب مبررة بأسباب كثيرة، وإن كانت غير مقبولة في تصرفات الإنسان المسلم، فكيف أن يكون ذلك في شهر الصوم؟! هذا التحقيق يأخذنا إلى حوارات عديدة في مناقشة لظاهرة إهمال النظافة في محافظة جدة.
******
الأمانة تتجاوب
عن هذا الموضوع أشار في البداية معالي أمين محافظة جدة إلى أن معالجة أوضاع النظافة كانت محل الاهتمام من خلال استطلاع آراء المختصين ونقل وجهات نظر المواطنين؛ حيث تمت الاستفادة من مجموعة من الأفكار الجيدة وإدراجها في الدراسات الجارية. أما بالنسبة لبرنامج (حي بلا حاويات) الذي تطابق مع سياقات الطرح التي تناولتها (الجزيرة) منذ قرابة العام في أكثر من تحقيق مصوَّر والبدء بخطوات في نفس الاتجاه من أمانة جدة، فقال معالي الأمين: إن طرح برنامج (حي بلا حاويات) استهدف نقلة في نوعية الإجراءات لحل مشكلة رفع المخلفات لتطوير أعمال النظافة. وتأتي هذه الخطوة نواة في معالجة المشكلة بالتنفيذ المرحلي بتحديد حي الشاطئ/ 3 - مشروع الأمير فواز، وبدأ العمل منذ شهر في هذين الحيَّيْنِ لفترة تجريبية، ويتم التقييم في نهاية شهر رمضان القادم وفقاً لمجريات التطبيق خلال هذه الفترة التي عمدت إلى تعريف السكان أولاً بأهداف البرنامج بأسلوب علمي مدروس بتوزيع استبانات لمعرفة رأي السكان ثم تحليلها.
تتبع ذلك خطوات أخرى نحاول من خلالها التعرف على مدى رضا السكان، ومتابعة التزامهم بوضع الأكياس محكمة الإغلاق حسب مواعيد مرور سيارات النظافة، وهو يحتاج إلى تعاون خاصة بعد إزالة الحاويات.
وسيتم إبلاغ السكان بمواعيد أخرى لرفع المخلفات في رمضان كفترة استثنائية موسمية، ثم الاستمرار في البرنامج بعد ذلك. والتجربة خاضعة للتقويم المستمر لتحسين الأداء أولاً بأول، وضمان هذا التعاون من السكان.
نقلة نوعية
وحول هذا المشروع والبرنامج التجريبي لأحياء بلا حاويات شارك في الحوار الدكتور وليد عبد العال وكيل أمين محافظة جدة للخدمات مؤكداً أنه نقلة فعلية مناسبة في معالجة كثير من مشكلات جدة مع النظافة التي تسعى الأمانة بكل جهد للتخلص منها بالسرعة الممكنة.
أضاف أن القراءة في الإنجازات توضح كيفية الطرق التي تعاملت بها الأمانة وبتوجيه ومتابعة من معالي الأمين، فقد أصبح الوضع الآن لا يقارن مع السابق، وتوالى الإنجاز بإشراف مباشر من المهندس عبد الله المعلمي على دراسة البدائل للطرق المتبعة وما هو متاح للتطوير في استيعاب الواقع الحالي، حتى تم التوصل إلى برنامج (حي بلا حاويات) الذي يُعالج الظواهر السلبية في نظافة جدة.
العقبات في السلوكيات الخاطئة
* ما هي طبيعة هذه الظواهر السلبية؟ وكيف ينظر وكيل الأمين للخدمات؟ وهل ننتظر مع البرنامج الجديد انتشاراً في أحياء أخرى؟
- يجيب الدكتور عبد العال فيقول: إن تجربة ثلاثة شهور خطوة طموحة جداً، والبرنامج يطبق بناءً على دراسات روعيت فيها كافة الأمور، ومع النجاح المتوقع في اثنين من الأحياء بإذن الله فالمراحل قادمة بنفس الأسلوب في أحياء أخرى؛ لأن نظرة معالي أمين جدة المهندس عبد الله المعلمي لهذا الأسلوب تتعدى الأفق. المرحلة الراهنة ترتبط باستراتيجية محكمة من النواحي الزمانية والمكانية وظروف بيئة مدينة كبرى، الأمر الذي يحتاج بالفعل إلى خطط مدروسة بشكل علمي، وهو ما يحرص عليه معالي الأمين باستيعاب كل الخطوات التنفيذية للجانب الخاص بوجود القابلية، مع توفر النسبة الأكبر من احتمالات نجاح مثل هذه المشروعات.
ويوضح الدكتور عبد العال أن معاناة الأمانة تكمن في وجود عدة ظواهر مع النظافة، وخاصة في رفع المخلفات من الأحياء السكنية، ويظهر ذلك متكرراً في نبش الحاويات من عمالة متخلفة؛ بحثاً عن مواد أولية لها سوق؛ مثل جمع الكراتين والألمنيوم وغيرها. وهذا السلوك يجعل الحاويات في وضع لا يليق؛ حيث تخرج محتوياتها نتيجة ما تقوم به هذه العمالة. وللأسف دور المواطن تجاه هذه المخالفات مفقود؛ مما تسبب في زيادتها؛ لأن عملية الردع غائبة، وتعاون السكان غير موجود.
إضافة إلى ما يسبِّبه ذلك من وجود الحيوانات الضالة والقوارض والحشرات. كما تأتي بعض الممارسات الخاطئة من السكان لتضيف مزيداً من العقبات، عندما تقف السيارات أمام الحاويات بما يعيق مهمة شركة النظافة. طبعاً لا ننسى كما قلتُ عدم تعاون السكان، فالكثيرون يلقون بالمخلفات خارج أماكنها المخصصة (الحاويات)، وتتبعثر محتوياتها. ومن هذه السلوكيات الخاطئة إلقاء الأثاث المستعمل بقطع كبيرة بجوار أماكن مخصصة للنفايات المنزلية.
وفي برنامج أحياء بلا حاويات أخذنا في الاعتبار تخصيص أمكنة للأثاث المنزلي غير المرغوب فيه والنوعيات الأخرى للمخلفات من زجاج وأخشاب وغيرها؛ حيث وضعت حاويات كبيرة لاستيعاب هذه النوعيات، والأمانة تقوم بإشعار السكان بهذه الأماكن، فتسهل عمليات رفعها من شركة النظافة بالمرور يومين في الأسبوع لجمعها.
وحقيقةً فنحن نأمل في تعاون سكان جدة مما يصل بنا جميعاً إلى واجهة تليق بعروس البحر الجميلة.
تجربة ناجحة
* الدكتور بكر باقادر أستاذ علم الاجتماع تحدث عن برنامج (حي بلا حاويات) فقال: كما هي فكرة ناجحة فإنها تستحق التقدير لأمانة جدة في اختيار البدائل المناسبة للتعامل مع النظافة بسبل متطورة. وعندما أتذكر حواراً قبل فترة نُشر في (الجزيرة) عن تفاصيل معالجة شأننا مع النظافة، فهي لديَّ أقرب ما تكون إلى شيء من الحلم والرؤى على أمل أن نصل إلى مرحلة من خطوات عمل تضمن النقلة. وبكل صراحة لم أتوقع هذه السرعة في تفعيل أفكار حديثة تستطيع البلدية من خلالها تغيير الواقع، فلم تعرف في سبيل ذلك مستحيلاً، ولم تقف مكتوفة الأيدي لوجود مبررات في مقدمتها عدم تعاون السكان.
الحقيقة أنني تابعت إعلان هذه الخطوة من خلالكم، فكانت تعني الكثير، ويسعد بها كل مواطن يتطلع إلى نظافة بلده ومدينته. وأعتقد أنها تجربة ناجحة إلى أبعد الحدود، ومن شأنها التعميم في كل الأحياء، وذلك أن فترة التطبيق المحددة بثلاثة أشهر كافية للوصول إلى القناعة بمستوى التجربة في اثنين من أحياء جدة.
وأحب التأكيد هنا على دور مشترك في التعاون من جهة، وتكثيف التوعية بالمشروع وأهدافه من جهة أخرى. وأحسب أنه أيضاً مجال لا يزال محتاجاً لتفعيل النشاط الإعلامي وفق أفكار متجددة، إضافة إلى ضرورة التركيز على دور المدارس، وقد يأتي في المقدمة كأهمية ومن ثَمَّ كنتائج إذا وضعت الخطط بأسلوب إبداعي، بحيث تكون قادرة على تجاوز سلبيات الواقع التي لا ننكر وجودها؛ حيث عدم اكتراث المجتمع بالنظافة العامة. وإذ نجحت مثل هذه المبادرة من أمانة جدة في نقل الأفكار العملية إلى مراحل التنفيذ فلا بد من الإشارة إلى ما يجب أن تقوم به مؤسسات المجتمع عامة من تجاوب وبنفس الحماس وعلى شكل مساهمات غير روتينية وغير مناسباتية بعيداً عن تلك التي لا تقدم ولا تؤخر.
والآن - كما يقول الاستاذ الدكتور بكر باقادر - وصلنا لنقطة الانطلاق لتعديل أو وضع التصرفات السكانية في المسار الصحيح وبشكل حضاري يترادف بعد تقييم هذه التجربة بتطبيق النظام الخاص بالمخالفين من غرامات مالية وغيرها، وهذه جميعها طرق موجودة في المدن المتقدمة التي يجب ألا نكون أقل منها نظافة لمدينتنا وسلوكاً إيجابياً من جميع السكان، ذلك أن مقاييس جمال المدن وواجهاتها التجميلية تبدأ أولاً بالنظافة.
وما دامت البلدية أخذت في الاعتبار أيضاً تخصيص حاويات لمخلفات المنازل الأخرى كالمواد الصلبة فهو جانب نتطلع إلى الاستفادة منه اقتصادياً، ولا يستهان بهذا الأمر في التعاقد مع مؤسسات وشركات لها الدراية بتدوير الفضلات بأي نوع كانت؛ لأنها ستكون رافداً لإيرادات الأمانة على المدى المتوسط والبعيد، مع التخفيف من أعباء الإزالة والتجميع.
أما ونحن مع بداية العام الدراسي فلا بد من وضع التصورات لكيفية القيام بحملة توعية وتحديد أهدافها وخطواتها مع إخضاعها للتقييم أولاً بأول.
أحياء بلا حاويات.. لماذا؟!
محمد اليامي مدير إدارة العلاقات العامة في أمانة جدة أكد على أهمية التوعية بكل الوسائل والطرق المتاحة، والجدوى هنا - كما يقول - الوصول إلى واجهة النظافة لمدينة حضارية مثل جدة وبشكل أفضل، وهذا ما يتطلب تعاون السكان في الالتزام بسلوكيات إيجابية، وهو واجب عليهم بنسبة كبيرة، إنهم معنيون بالظاهرة، ويجب رصد السلبيات والإيجابيات.
فمن ناحية السلبيات لا يمكن القبول بما يحدث من عبثيات وتخلف في التصرفات بإهمال النظافة، ثم عندما تتسع دائرة الإيجابيات فهي أيضاً تُنسب إلى السكان بكل تأكيد، كما تعتبر مساندة للأمانة وفروعها البلدية وشركة النظافة.
أما عن اختيار الطرق الحديثة لتطوير أعمال النظافة فهي تأتي بمساعٍ جادة ومتتابعة من لدن الأمانة في مراحل مدروسة علمياً من حيث الإعداد والدراسة والإشراف المتواصل في التنفيذ.
الذي أريد توضيحه أن الأمانة تأخذ بالوسائل في أكثر من اتجاه، وخاصة مجال التوعية المستمرة، والأمثلة على ذلك كثيرة، فهي تستخدم كافة وسائل الاتصالات المقروءة والمسموعة والمرئية، كموقع الأمانة في الإنترنت، إضافة للملصقات والنشرات وإصدار مجلة جدة شهرياً.
وعملية السير توعوياً وتثقيفياً كانت عبر شخصية (ابن البلد)، فاقتربت بذلك من الكبير والصغير، ونجح المشروع في لفت الانتباه والتقارب مع السكان مباشرة بهذه الشخصية التي قد تعني إنسان جدة الحريص على النظافة، وبمعالجة مضامين الرسالة التوعوية بمعانٍ هادفة قادرة على التأثير وبكميات مختصرة لترسخ في الأذهان.
ومع الجهود المبذولة في تطوير أحوال النظافة هناك الكثير والكثير جداً من النشاط الذي تلمس نتائجه، وفي الوقت الحاضر انتقلت أمانة جدة إلى مرحلة أخرى بتطبيق تجريبي لبرنامج (حي بلا حاويات)، بدءاً ببعض الأحياء المناسبة للمدة المحددة بثلاثة أشهر، تكتمل إن شاء الله في نهاية رمضان، ويتم تقييمها وتعميمها. والبرنامج جدير بالاهتمام، وأكرر ضرورة الاهتمام من السكان، فأنا أقصد حضارية السلوكيات، ولنا أن نعرف أن المدن المتقدمة عالمياً قطعت شوطاً كبيراً ونجحت في ذلك؛ حيث تجزئة النفايات المنزلية ووضعها في أكياس محكمة الإغلاق في توقيت يرتبط بمواعيد محددة بكل دقة لمرور سيارات النظافة، وتخصيص حاويات في أطراف الأحياء للمخلفات المنزلية الصلبة من أثاث مستعمل وأخشاب وكراتين وورق، وبالاتصال بالأمانة وبلدياتها أو غرفة العمليات البلدية يتم تحديد موعد لمرور النظافة لاستلامها إذا تكاسل البعض عن نقلها للحاويات المخصصة.
تجربة التوعية خطوة أولى
* رأي المواطن في مشكلة إهمال النظافة وإمكانية التوصل إلى طرق تكفل التخلص من الإهمال كان في هذه الحوارات متفقاً مع خطوة التطوير الأدائي في التعامل مع النظافة عن طريق تجربة (أحياء بلا حاويات).
وجهات النظر ناقشت (الظاهرة) من جوانب عديدة، والكل حمَّل وسائل التوعية مسؤولية مجاراة الجهود البلدية لتحقيق الأهداف من أجل الانتقال بسلوكيات المجتمع إلى تعامل حضاري يعي فيه كل فرد حدود مسوؤليته تجاه البيئة ويقوم بواجبه في ذلك.
وجاءت الحوارات كالآتي:
* سعود منصور الحيد كان ينظر إلى برنامج (حي بلا حاويات) نظرة تقدير لأمانة جدة في تجديد وسائل تحقيق النظافة. ويؤكد على توقع التخفيف من أعباء سوء النظافة، خاصة أن التجربة تتم في شهر رمضان المبارك؛ حيث تكثر النفايات المنزلية، ويأتي البرنامج للتخلص منها أولاً بأول، مع أننا كنا نتمنى أن تشمل عدداً أكبر من أحياء جدة، وهي دعوة للأمانة بالاستمرار في هذا الأسلوب.
ويضيف سعود فيقول: إن الحاويات حتى وهي بالعدد الكافي وانتشارها في الشوارع لم تنجح في إلزام السكان برمي مخلفاتهم داخلها، فأصبح المعتاد للأسف الشديد إحاطتها بالأكياس التي تعبث بها القطط ويلعب بها الهواء فتتناثر. ولم يعد غريباً أيضاً أن ترى عمالة نسائية تزيد الطين بلة بالبحث في هذه البراميل وما حولها عن علب المياه الغازية والكراتين. وبكل تأكيد فإن تحديد مواعيد لمرور سيارات النظافة لنقل النفايات هو الأفضل بعد أن أصبحت الحاويات شبه معدومة الجدوى، ولا انضباط في أوقات إلقاء القمائم بها؛ أي بشكل عشوائي، وربما يحتاج لأضعاف السيارات والمرور في كل ساحة للانتهاء من الظاهرة، لذلك فليس من طريقة غير برنامج (أحياء بلا حاويات)، وقد يحتاج إلى تفهُّم السكان لأهدافه بما يضمن تحقيق تعامل حضاري يليق بسمعة كل سكان هذه المدينة الحالمة، وتجاوب معه دون تلك المظاهر المتخلفة، أي عن طريق الإحساس بالمسؤولية من الجميع، والوعي بأهمية ذلك. كما أعتقد أنه لا يكفي أن ننتظر خدمات النظافة ونتوقعها فقط، بل لا بد من متابعة المخالفين وغير المتعاونين وتطبيق الإجراءات الرادعة لهم، وبكل الجهود نصل بإذن الله إلى التخلص من مشكلات جدة مع النظافة.
* أحمد مازن باسالم، موظف بالقطاع الأهلي، قال: إن جدة المدينة الحضارية بكل ما فيها من تطور وتقدم في جميع المجالات تعتبر في الفترة الراهنة ورشة عمل تنشط باستكمال مشاريع ضخمة أو إنشاء المزيد منها حتى تكتمل واجهة وطنية مشرفة.
ولأن النظافة تعتبر مهمة وضرورية فلا بد من عناية خاصة بها. ومن وجهة نظري الشخصية لم أتوقع ما يحدث بنفس النمط العالمي في التعامل مع إزالة النفايات والمخلفات، فقد وقفتُ شخصياً على مراحل تجربة (أحياء بلا نفايات) في مناطق التجربة، وكان ذلك مثار دهشتي؛ حيث لم أتفهم للوهلة الأولى ما يحدث إلى أن لفت انتباهي كيفية مرور سيارات النظافة وخلو هذه الشوارع من براميل النظافة البرتقالية المعتادة التي كانت بؤرة للتلوث؛ نتيجة بعثرة محتوياتها وإلقاء القمامة بجوارها وبالقرب منها، بما يتسبب في توالد وتكاثر الحشرات والروائح الكريهة.
ويضيف باسالم: كانت مصادفة زيارته لصديق في مشروع الأمير فواز السكني الذي أطلعه على تفاصيل تطبيق أسلوب جديد من أجل نظافة أفضل. وكان يعتبر ذلك كالحلم وفقاً إلى قوله، وهو لا يكاد يصدق؛ لأن سلوكيات إهمال نظافة الشارع وصلت في جدة إلى طريق مسدود.
ويرى أن وسائل الإعلام مقصِّرة في جوانب التوعية، سواء بتطور طرق إزالة المخلفات كما هو في برنامج (حي بلا حاويات)، أو بمعالجة أسباب الإهمال من السكان وعدم تطبيق الغرامات الرادعة للمهملين.
وإلى مفهوم يتفق مع وجهة النظر السابقة يعتقد محمد الناظر عدم وجود تعريف وتوعية كافية بالمشروع على الرغم من سعادة الكثيرين بالخطوة والقناعة بأنها ستنتقل بهم وبمدينتهم إلى ما هو أكثر من النظافة، وذلك لاعتبار هذه الطريقة ملزمة بدخول دور المشاركة في النظافة، ولا يوجد مَن يرفض التعاون إذا وجد ارتياحاً للأسلوب الذي يشعره بأهمية ما يقوم به.
والسؤال الذي يُطرح حول حقيقة حرص المواطن على نظافة الشارع - كما يقول الناظر - هو أين هذا الدور سابقاً؟
الإجابة يعرفها الكثيرون، وأوصلت إلى إهمال وعدم اكتراث مشترك، فالحاوية مساحة للجميع لإلقاء القمائم، والسكان ليسوا كلهم سواء، وهذا ما يغيب فيه السلوك الحسن أو العكس، فتظهر الصور السيئة غالباً. والبرنامج المطور المدروس بعناية من أمانة جدة خطوة إيجابية نحو وضع الأمور في نصابها، ومعرفة مستوى التجارب، ولكن اقتصار توزيع الاستبانات ومراحل البرنامج على هذين الحيَّيْن لم تصاحبه التوعية الدعائية الكافية، والمفروض أن تكون لكل سكان جدة، فلا شك أن الأمانة تفكر بعد نجاح التجربة في تعميمها.
أما تكثيف الحملات التي تخص الجانب التعريفي بالنقلة الجديدة فإنني أرى أنها تحتاج فعلاً إلى برنامج توعية شامل ومستمر بدون انقطاع عبر وسائل الإعلام وعبر عقد الندوات والمحاضرات، كما يأتي دور المدارس أكثر أهمية، فهي إلى جانب التعليم مسؤولة عن تهيئة الطلبة والطالبات وتعويدهم سلوكيات تخص الشارع العام والحرص على نظافته.
* نواف العنزي يشير إلى وجود خلل متراكم في التربية السلوكية حيال نظافة الشارع، وهو يرجع إلى كثير من العوامل والأسباب المعروفة، فإذا تحدثت عن التوعية تجدها مقتصرة على أسلوب نظري وجمل قصيرة في المواد أو بعضها ضمن المنهج، ولا يمكن أن نتوقع مردوداً منها بهذا الجمود، فلا بد من تفعيل النشاط العقلي لتخرج إلى الواقع كممارسة.
الجانب الآخر أننا نمر سنوياً بأسبوع للنظافة بتوعية متكررة عبارة عن ترديد مقولات لا تلبث أن تُنسى، هذا إذا افترضنا استيعابها!!
وبرنامج بلدية جدة ل(حي بلا حاويات) طريقة ناجحة إذا اجتهدت وسائل التوعية في التواصل الذي يمس حياة السكان. ومن الأمثلة بالنسبة لنا في ظاهرة إهمال النظافة، وكذلك ارتكاب المخالفات المرورية، وجود اختلاف كبير ومساحة شاسعة بين طرق التوعية من حيث التجربة في الطرح والاستمرار في تقديمها. الذي أعنيه بشكل أكثر دقة هو محطات التلفزيون في الدول المتقدمة، فهي تختلف، فتقطع برامجها كما هو في القنوات العربية من أجل إعلانات دعائية وتجارية؛ إذ تقدم جرعات التوعية في قوالب موجهة لأطياف المجتمع صغيراً وكبيراً، ومن ذلك: كيف يقطع الأطفال الشارع؟ وكيف يلقون بالفضلات في السلال المخصصة؟ وكثير من التوعية بأسباب السلامة في المنزل وأثناء قيادة السيارة.
كانت لنا ظروفنا سابقاً على سبيل الافتراض، ولكن الوقت حان للتعامل مع هذه الأمور وبقناعة كاملة لجدوى التكرار.
البعض منا كان يستغرب مشاهد في تلفزيونات غربية وهي تقطع نشرة الأخبار أو برنامج جماهيري لبث مشاهد وصور تعليمية وتوعوية في كيفية مرور أطفال المدارس بالشارع العام.
اللافت أنه أسلوب لم يتوقف منذ سنوات؛ لأن المجتمع يتجدد بأبنائه المحتاجين للتنبيه. ونحن مع الأسف نعتقد التوعية استنساخ مطبوع، فما يتم في أسبوع النظافة مثلاً لا ضرورة لتكراره، وهو من باب الحاضر يخبر الغائب، وهكذا!!
* حمود الفايع يقول برأي مختلف في هذه القضية، وذلك في أمور التوعية؛ إذ إنها من وجهة نظره كانت بطريقة تقليدية ومكررة بنمط جامد منذ سنوات، وقد تقتصر على المدرسة في يوم أو أسبوع سنوي، فهي بعد الفشل في تحقيق أهدافها لا داعي لها!!
وأوضاع النظافة في جدة سيئة فعلاً من ناحية السكان وإهمالهم، فلا يمكن الوصول إلى نتيجة إلا بتطوير الخطاب الإعلامي الموجه ووسائل التوعية، ويحتاج ذلك لوقت طويل، والتطبيق لأساليب مبتكرة وحديثة، كما هو في (حي بلا حاويات)، فكذلك الأمر مع التوعية لا بد من إفساح المجال لأفكار جديدة وإخضاعها لمراحل تجريب وتقييم.
المرأة وإهمال النظافة!!
* بكل سهولة نستدعي صوراً من أيام رمضان في عام مضى؛ لتكون التوقعات مع شهر الصوم هذا العام قريبة جداً ومتطابقة مع علاقة المرأة بموسم الإسراف والتبذير، وحرصها على إعداد وجبات الإفطار والسحور بكميات كبيرة جداً.
وحول دور المرأة في الموضوع ومسؤوليتها الغائبة كان الحديث من خلال الدكتورة (ماجدة فهمي) أستاذة الطب النفسي، وهي ترى المرأة بعين أخرى في رمضان، بشكل خاص من ناحية عدم الترشيد في إعداد الموائد بأصناف وكميات تزيد بشكل مضاعف عن الاحتياج الفعلي لعدد أفراد الأسرة، ويؤدي هذا إلى زيادة أكبر في النفايات؛ فقد عرف مجتمعنا العربي منذ سنوات بعيدة هذه العادات الخاطئة، وبدوافع نفسية، منها إحساس مسبق بالحرمان من الطعام والشراب الذي يدفع تلقائياً لإحساس آخر بقيمة أخرى واهمةً طبعاً بالاستعداد المكثف لسد وإسكات انتظار الجوع والعطش، فتأتي هذه التصرفات بتلقائية تحت هذا المؤثر.
وأشارت الدكتورة ماجدة إلى عدم وجود الوعي بأخطاء من هذا النوع، ثم سيطرتها وتكرارها، بالرغم من وفرة الأطعمة في كل وقت، فما بالنا ومحلات السوبرماركت لا تتوقف عن العمل ليل نهار وعلى مدار الساعة. وربما قبل عقود ثلاثة أو أربعة كان الزمن مختلفاً، فارتبط التسوق باحتياجات رمضان قبل حلوله. أما حالياً فالأمور مختلفة، ولم يعد هناك مبرر في استمرار العادة نفسها، ونلوم التوعية النمطية التي لم تعد مجدية للوصول إلى هذه العقليات. الذي يمكن إضافته أن المرأة هي القادرة على التأثير في محيطها الأسرى من الأبناء، وخاصة البنات، وتترك بصماتها سلباً أو ايجاباً على المدى الطويل، وهذا يعني أنها مسؤولة بشكل أساسي عن التنشئة وإكساب أطفالها نماذج من التصرفات الحميدة منذ الصغر، الأمر الذي ينعكس بطبيعة الحال عليهم من ناحية النظافة أو عادات أخرى تستمر معهم حتى الكبر.
هي - المرأة - ليست وحدها تتحمل كل المسؤوليات، فالأب والأخ الأكبر والزوج يشاركونها الأدوار مناصفة بالنقاش والحوار من أجل المصلحة العامة وتربية قويمة. لا بد من الإشارة إلى ما يمكن تسميته إهمال النظافة والاكتفاء بالمنزل، فالمرأة دخلت مجال العمل وأصبحت هناك بديلة تقوم بالمهمة أثناء غيابها. الخادمة في أغلب الأحيان مستقدمة من بيئات مختلفة، وقد تمارس الكثير من الأخطاء عند إلقاء المخلفات المنزلية بإلقائها في الشارع أو تركها أمام بوابة العمارة حتى يأتي عامل النظافة بعد حين، وتكون قد تبعثرت، وهكذا حتى يقال: إنه ما دام البيت نظيفاً فما لنا ومال الشارع!!
يدخل في الإطار ممارسات مماثلة؛ حيث تشاهد الأم أبناءها يلقون الفضلات من نافذة السيارة أو في أماكن النزهة ولا تعير الموضوع أي اهتمام. وهذا النوع من النساء يعيش ازدواجية في المفهوم العام لثقافة السلوكيات وحضارية التعامل مع المحيط العام، وهذا قد نعتبره إهمالاً وأنانية؛ فهي لا تدرك أن التساهل بحق نظافة الشارع سيعني نشئاً غير مسؤول لا يبالي بما حوله. وحتى نعيد الأمور إلى نصابها الصحيح فلا بد من توعية مركزة حتى يمكن الخروج من ظاهرة كهذه.
وأشارت الدكتورة ماجدة إلى وجود رواسب في التكوين النفسي لدى البعض فلا يحس بالشعور بشيء من تأنيب الضمير عند رؤية مخالفات تسيء للغير أو تضر بالآخرين. ونلحظ هنا اعتيادية مشاهد الأخطاء وعدم وجود من يردع أو يعاقب، إلى جانب سيطرة الرغبة الشرائية والإسراف، فكأنه سمة مصاحبة للشهر، وهي حالة صعبة لأنها خرجت عن المفهوم الديني والتشريع الإلهي بالصوم والمراد منه كعبادة.
في النهاية كانت أستاذة الطب النفسي ترى أن اعتبار التغيير مستحيلاً لا ينطبق على الواقع لانتشار الوعي والثقافة في المجتمعات مما يتيح فرصاً سانحة لاستغلال الموقف في عقلنة التصرفات وتقويم الاعوجاج خطوة بخطوة عبر منافذ الممكن عن طريق تحديث وسائل التوعية، فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة.
مسؤولية المرأة محدودة!!
تستمر موجة الإهمال والتبذير في رمضان من قِبَل المرأة، وإليكم الحوارات التالية:
* ليلى المعتاز - معلمة - تقول: إن اتهام المرأة وتحميلها المسؤولية كاملة غير صحيح على الإطلاق، وذلك أن البيت والأسرة والمجتمع بكل أفراده يمارس الأخطاء ذاتها في الإساءة للبيئة ونظافة الشارع، بمن فيهم الصغار والكبار. والمرأة حدودها البيت، بينما الرجل وضعه مختلف، سواء كان مواطناً أو مقيماً، ولا تنس العمالة المستقدمة التي تملأ الشوارع والأسواق؛ حيث تسيء فعلاً للبيئة بمختلف الاشكال، والواقع يتحدث عن نفسه بدون اضافة أو تعليق.
مع هذا - تضيف الاستاذة ليلى - لا يمكن نفي التهمة عن المرأة باعتبارها جزءاً من هذا المجتمع، والتقصير تجاه البيئة يرتبط بها في بعض وليس كل التصرفات، ففي عدم الاكتراث بنظافة الشارع وأماكن النزهة تتضح اللامسؤولية من الجميع، وقد تلام المرأة لأنها لا تحرك ساكناً ولا توبِّخ أبناءها وهي تشاهد مَن حولها مهملين؛ لأنهم لن يعودوا إلى نفس المكان في وقت قريب. وسيارات وعمال النظافة سوف يقومون بإزالة المخلفات. كل هذا لا ينطبق على الجميع من رجال أو نساء وأيضاً الأبناء؛ لأن التعميم على أنها ظاهرة عامة غير واقعي، ويمكن أن تعرف بأن لكل أسرة طبيعتها الخاصة في السلوكيات، وكذلك في الارتقاء بالمستوى الحضاري في التعامل.
* منال أحمد تتساءل عن هذه المناظر السيئة في الشوارع؛ حيث براميل (حاويات) النظافة مبعثرة، وتنذر دائماً بأخطار المرض وانتقاله عن طريق الحشرات إلى البيوت المجاورة. تقول: وما دخل المرأة في ذلك؟
الذي يحدث هو تلك المسؤولية الغائبة أو المسكوت عنها؛ حيث يقوم عمال النظافة بالعمائر السكنية برمي النفايات حولها أو في عرض الشارع.. فلماذا يسكت صاحب العمارة والسكان وهم يرون الأخطاء تتكرر؟!
ولماذا لا تقوم البلديات بما لديها من لائحة جزاءات وغرامات باتخاذ اللازم؟
الظاهرة كما أرى نشأت مع اهمال مشترك من أطراف عديدة، وبجهل بنتائج ما يحدث، والفكرة الجديدة التي تنفذها أمانة جدة هي الأجدى لتحقيق نوع من الالتزام بمواعيد إخراج النفايات وفي مواعيد متعارف عليها؛ لتقوم سيارات النظافة بأخذها، وهو متبع في مدن أصبحت فعلاً نظيفة وتجاوزت بذلك مشكلة رمي المخلفات عشوائياً. وكنا ننتظر تطبيق هذا البرنامج منذ فترة، ولعله يشمل كل أحياء مدينة جدة.
الغريب فعلاً هو أن وسائل الإعلام (الصحافة) لم تعطِ برنامج (حي بلا حاويات) الاهتمام المناسب في طرحه كمشروع سوف تثبت المرحلة القادمة نجاحه. وكان النقد صارخاً لسوء أحوال النظافة, ومن جهة نظري لا أخالف من يقول بأن هنالك نقداً بناءً ونقداً عشوائياً. ومن حقنا أن نطالب بمثل هذه المحاولات، وأن نضعها في إطار ما يقال: للمحسن أحسنت، ونتابع ونساند الجهود الساعية لمعالجة مشكلات كنظافة جدة من جوانب عديدة.
التوعية أهملت العمالة الوافدة
وتعيدنا الدكتورة منى حمزة الصواف استشارية ورئيسة وحدة الطب النفسي بمستشفى الملك فهد بجدة في موضوع النظافة إلى تلك الأسس التي تعني التخلص من الظواهر السلبية بشكل عام، فتقول: إن الدور الذي تمارسه البلديات يحتاج إلى مواجهة أسباب وجود المشكلة واتخاذ الخطوات العملية لعلاجها. أحب الإشارة هنا قبل إبداء وجهة نظري إلى برنامج (حي بلا حاويات)، فهو ما تحدثت لكم عنه أكثر من مرة، والمطالبة بتنفيذه فكرة نادى بها كثيرون منذ فترة، فيأتي هذا التطبيق تحقيقاً لأسلوب عمل جيد وبداية طيبة على أن تكون لها استمرارية وانتشار في جميع الأحياء مع التوعية بالجدوى من هذه الطريقة.
وعندما نفترض نظافة البيئة مشكلة وظاهرة غير إيجابية في مدينة حضارية فهي من ناحية الأسباب تأتي نتيجة اعتياد للإهمال والعبث واللامبالاة.
ولا بأس من القول بوجود عُقد أو أمراض نفسية، وذلك لأن الإساءة للنظافة تعني إساءة ومخالفة متعمدة. وما دامت هذه سلوكيات البعض مع كونها انحرافاً فلا بد من إدراجها في الصياغة التوعوية. وأتفق معك في أن المدرسة لها في هذه المرحلة أهمية خاصة، ويجب أن تشارك بفعالية في ترسيخ سلوكيات سوية في عقول الناشئة وتصرفاتهم، فالمجال في المدرسة أصبح إلى جانب التعليم تربية.
هنالك دور الأسرة طبعاً والمجتمع. ونظرة إلى المقيم والوافد فهم في اعتقادي جزء لم نتعامل معه في برامج التوعية.
الهدوء يعود بلا حاويات
الجزء الأخير من هذا الموضوع كان تعريفاً بالبرنامج (حي بلا حاويات) بتوزيع المطويات على سكان حي الشاطئ -3، وحي الأمير فواز.
التوضيح جاء متكاملاً في تحديد ما هو مطلوب من السكان من حيث التخلص من الحاويات الكبيرة أمام المنازل والعمائر؛ للتخلص من أضرارها في تراكم المخلفات حولها والنبش، وأيضاً المساهمة في التخلص من انتشار الروائح الكريهة الناتجة عن تحلل المواد العضوية، ومن ثَمَّ التكاثر البكتيري، إضافة إلى تكاثر الذباب والحشرات والقوارض.
الخطاب إلى السكان لم يغفل عن إيجابية إزالة هذه الحاويات، وهو يتم عادة بضجيج غير مرغوب عند رفعها وحدوث تلك الأصوات المزعجة.
وكان طبيعياً الإشارة إلى كيفية تجميع المخلفات داخل المنزل في أكياس بلاستيكية وإحكام إغلاقها، ثم وضعها أمام المنزل في الوقت المحدد المتزامن مع وصول عربة جمع المخلفات، وهي فترة تجربة بدأت منذ شهرين تقريباً؛ حيث بدأت تظهر إيجابياتها في هذه الأحياء في تعاون جيد بتقييم أولي.
وكان الرأي الأخير للإعلامي الأستاذ أحمد بن محمد الغامدي رئيس الإعلام والنشر بأمانة جدة فقال: إن قدوم رمضان وكذلك المواسم يعني استعدادات مكثفة للنظافة وفقاً لبرنامج متكامل يحظى بإشراف ومتابعة من قِبَل معالي الأمين شخصياً.
وقد وضعت الخطط اللازمة للأيام القادمة، الأمر الذي يعني بإذن الله تحقيق النتائج الإيجابية وبمستوى أفضل.
وبالنسبة لبرنامج (أحياء بلا حاويات) فهو مطبق حالياً للتجربة، كما أنه مشروع مدروس.
ومن المتوقع في نهاية هذا الشهر المبارك بإذن الله اجتماع معالي الأمين بسكان الأحياء التي بدأ بها المشروع لمناقشة كافة التفاصيل الخاصة بإيجابياته، وكذلك النظر في تلك المعوقات التي تتم معالجتها أولاً بأول، خاصة عند إقرار تعميم الفكرة في الأحياء الأخرى من محافظة جدة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved