* كتب - أحمد الغفيلي:
الأزرق الزعيم والأصفر الفارس في أمسية رمضانية تأتي امتداداً لتنافس تقليدي ظل على مدار أكثر من أربعين عاماً، وبالتحديد منذ الخامس من جمادى الأولى لعام 1384هـ.. موعد أول مواجهة جمعت الهلال بالنصر.. ويحظى اللقاء بالمتابعة والترقب محلياً وإقليمياً وعربياً وقمة تحفل عادةً بالإثارة والندية والتي بقيت في حدود التنافس المثالي ومعبرة عن جمالية وروعة اللقاءات الثنائية الخاصة والأجمل، رغم شدة الرغبة في التفوق.. بعيدة، وخالية من كل ما قد تفرزه عادة مواجهات مماثلة محلياً وعربياً بحيث يعتبر لقاء الهلال بالنصر نموذجاً للالتزام والتقدير والاحترام المتبادل.
لقاءاتهما لا تخضع لمعايير التفوق المسبق ولا الوضعية الفنية وغالباً ما تكون محصلة المواجهة مخالفة للتوقعات والآراء المبنية على ظروف كل طرف ومدى تكامله وجاهزيته وحضوره البدني.
بعد 124 مباراة النصر يتفوق محلياً والهلال خارجياً
في مجمل اللقاءات السابقة ما بين العملاقين والبالغة 124 مباراة كسب النصر منها 47 مواجهة والهلال 42 وتعادلا في 35.. حاول الأزرق كسر فارق الأفضلية النصراوية وتمكن من السيطرة في منافسات داخلية مهمة كان له فيها النصيب الأكبر من محصلة الفوز ككأس المؤسس وكأس الملك وكأس ولي العهد والبطولات العربية الثلاث أبطال الدوري والكأس والنخبة إلا ان الفوز النصراوي المتتالي في بطولة الدوري العام (دوري المناطق) قبل إقرار الدوري بنظامه الحالي والتفوق في إحدى عشرة مباراة مقابل مباراتين فاز فيهما الهلال وبالمثل كسب 7 لقاءات في كأس الأمير فيصل بن فهد ساهمت في زيادة رصيده الإجمالي ليبقى محافظاً على فارق الخمس مباريات التي تميزه عن منافسه في مواجهات القمة محلياً.. على النقيض تخصص الهلال في إقصاء منافسه عن البطولات العربية، ولم يكتف بذلك بل حقق ألقابها.. حدث ذلك ثلاث مرات فاز الأزرق في اثنتين عبرهما ليتوَّج بطلاً في حين كان التعادل الإيجابي في النخبة العربية باللاذقية كافياً لنيل الذهب وإبقاء النصر وصيفاً.
* 63 مواجهة بالدوري وحظوظ متساوية ولقاء اليوم فرصة للتميُّز
21 مواجهة تعادلية يماثلها نفس الحصيلة من الفوز حققها كل طرف على حساب الآخر في مشوارهما الطويل بالدوري بمسمياته المختلفة.. أشهر المواجهات الدورية وأمتعها التعادل المثير في ذهاب دوري 97 هـ وبنتيجة 3-3 والذي أعاد به المرحوم بشير الغول الأمل لفريقه برأسيه في الوقت المحتسب بدل الضائع ليتعادل ويواصل بحثه عن التتويج بأول الألقاب وبالمثل ختام دوري 99 وهدف الداهية ريفالينو في مرمى سالم مروان - شفاه الله -.. من الجانب النصراوي حوَّل الأصفر مسار التتويج بفوز استفاد منه الاتفاق موسم 1403هـ وتفوق في لقاء جدة الشهير نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين 1415هـ.
* النجوم الأكثر تهديفاً
340 هدفاً شهدتها مواجهات الهلال بالنصر 171 للنصر 146 سجلها اللاعبون المحليون وخمسة وعشرون العناصر الاجنبية و169 للهلال،140 للاعبيه السعوديين و29 لنجومه الأجانب.. وما زال النجم الجماهيري الكبير ماجد عبد الله الأكثر تهديفاً حيث وصل رصيده الى 22 هدفاً يليه محمد سعد العبدلي 16 هدفاً، فأحمد الدنيني تسعة اهداف، فسعد الجوهر ثمانية.. في الهلال يأتي قائد المنتخب السعودي السابق سامي الجابر رغم محدودية مشاركته في لقاءات القمة وبخاصة في السنوات الست الماضية لاستمرارية ارتباطاته الدولية وتزامن تعرضه للإصابة مع موعد المواجهة الجماهيرية والتي أعاقت محاولاته لزيادة رصيده التهديفي في مرمى المنافس والذي تجمد عند تسعة اهداف يليه الفيلسوف المعتزل يوسف الثنيان بثمانية وبنفس الرصيد الكبش فالمتخصص المدافع السابق حسين الحبشي بسبعة أهداف.
العناصر الأجنبية.. يتساوى نجيب الإمام وكيندي بسبعة اهداف يليهما موسى نضاو خمسة اهداف، وريفالينو ثلاثة فالكاتو وفوفانا وفاضل كيتا بهدفين.
* وبخصوص مواجهات الدوري سجل 157 هدفاً.. للهلال 80 هدفاً سجل منها اللاعبون المحليون 58 والأجانب 22.. وللنصر 77 هدفاً للسعوديين 57 وللأجانب عشرون هدفاً، وفي قمة صدارة الهدافين في لقاءات الدوري السهم ماجد عبد الله بتسعة عشر هدفاً يليه نجيب الإمام بسبعة أهداف، فسامي الجابر ويوسف الثنيان بستة اهداف، فموسى نضاو خمسة وكندي اربعة اهداف وتناوب على تسجيل الاهداف الهلالية في الدوري 28 لاعبا سعوديا وتسعة عناصر أجنبية، فيما ضمت القائمة النصراوية 24 لاعبا محلياً و16 لاعباً أجنبياً.
* في كافة اللقاءات تميَّز أحمد بهجا بتسجيله في كلا المرميين سجل أول أهدافه لصالح الهلال في لقاء كأس الاتحاد بمسماه القديم موسم 1415هـ وعاد في إياب الدوري 1420 ومن ضربة جزاء ليمكِّن النصر من الفوز على فريقه السابق.
* ومن الحالات الاستثنائية أصاب فهد المفرج مدافع الهلال وفيصل أبو اثنين بطريق الخطأ مرمى فريقهما.. الاول في ذهاب الدوري 1421هـ، والثاني في نهائي الأندية العربية ابطال الكؤوس التي توِّج الهلال بلقبها.
* أول هاتريك سجله الهلالي سليمان مطر الكبش موسم 1386هـ دوري المناطق يليه محمد سعد مرتين 1389هـ دوري المناطق وموسم 1397هـ في أول لقاء جمع الهلال والنصر بالدوري بعد اعتماده رسمياً وأخيراً نجيب الإمام في ذهاب الدوري 1401هـ.
القمة بوابة عبور للنجومية
تُمثِّل لقاءات الهلال والنصر عادة فرصة للاعبين لترك بصمة وذكرى في ذاكرة جماهير العملاقين.. وكثير من النجوم عرفتهم الجماهير وعبَّروا عن إمكانياتهم وأثبتوا أحقيتهم بالتواجد كعناصر أساسية بتألقهم في مواجهات الأزرق والأصفر فالإمبراطور الهلالي لاعب القرن خليجياً.. قائد المنتخب السابق وكابتن العرب صالح النعيمة سجل حضوراً لافتاً في أول لقاء شارك فيه وتمكن من تسجيل هدف الهلال في مرمى المرحوم مبروك التركي ليبدأ بعد ذلك مسيرة حافلة بالإنجازات والألقاب وعلى نفس المنوال العميد ماجد عبد الله والفيلسوف والجابر والكوبرا ويوسف خميس وحسين الحبشي وسعد مبارك وقبلهم العبدلي والدنيني والجوهر وحميد الجمعان وفهد عبد الواحد وسمير سلطان، وناجي عبد المطلوب والدبل والكبش ومحسن بخيت.. كلهم نجوم تواصل إبداعهم وتطورهم الإيجابي وتأثيرهم الملحوظ وتعاملهم الرائع مع لقاءات الزعيم والفارس فيما تبقى الأفضلية حالياً للشلهوب والبيشي لتقديم عطاء يسهم في صناعة نجوم بحجم من سبقهم.
عشرة هلاليين دعموا الأصفر
في لقاءات الدربي
فهد الرشيد، ناصر حلوي، أحمد الفران، جوهر الصبحي، محمد الخربوش، فهد الصبيح، منيف المنيف، عبد العزيز العتيبي، سلمان الجوير.. وأخيراً فهد الغشيان.. لاعبون هلاليون انتقلوا للمنافس وشاركوا في لقاءات الفريقين فيما لم يسبق للهلال أن أعاد تسجيل أي لاعب نصراوي سابق.
خمسة مدربين تناوبوا على تدريب الفريقين
الخبير بروشتش، والروماني بلاتشي، دربا الفريقين وقاداهما للذهب، والداهية زاجالو نجح مع الأزرق ولم يستمر طويلاً مع الأصفر فيما قاد سانتانا النصر لمنصة التتويج وفشل مع الهلال، وتعذَّر على البرتغالي جورج آرثر تحقيق النجاح مع كلا الفريقين في موسمين متتاليين.
|