ليس من العار ان يسقط البطل لان من لايسقط.. لم يقف ابدا.. وذاكرة التاريخ حبلى بقصص الابطال الذين مر بهم (عارض) لا يلبث ان يرحل.. وفي المجال الرياضي لم يكن الهلال اول ولا ثاني ولا اخر من انتكس.. فحتى ريال مدريد مازال (يترنح) وهو الذي جمع من اللالئ مالم يجمعه معظم المنتخبات العالمية.. غير ان الهلال لم يعد هلالا ذهبيا.. ولن يعيده باكيتا (فتى يافعا) لان (حب الفريق) لا يتوارث.. ولن تفلح ابدا محاولات مدربه اذا لم تعد (الروح) ادراجها.. فيما مضى كان اللاعب الهلالي يتقد حماسا وحبا وتضحية في سبيل ان ينتصر الهلال وكان اسوأ ما يواجهه خصومه هي تلك الروح وذلك الحماس.
وكان الفوز عليه (اشبه بالمعجزة).. ولان دوام الحال من المحال ذبلت روح الشباب وحيويته وعادت الاسماء الاكثر (غيابا) للحضور ووأدت (المواهب) في مهدها وظهر هناك بون شاسع في اعمار اللاعبين وفي تطلعاتهم.. ففي حين تجد لاعبا يحرث الملعب بطوله وعرضه تجد في الجانب الاخر (شخصا) جاء ليهيم في عالم اخر ويفكر مليا كأنه في بورصة الاسهم!! لن ينصلح حال هذا الفريق الا حين يعي ابناؤه ان الهلال ليس كبقية الفرق المحلية.. انه احد المعالم الحضارية في بلادي، كيان يتجدد ومعه نتجدد.. اعرف انني لا انتمي له البته وعلاقتي به كعلاقة (الاسد) بالبحر.. لاشيء يجمع بينهما.. لكن ثمة ما يجب الوقوف لاجله وهذا مادعاني لان اقول يابني هلال. فريقكم يموت ببطء.. وهو الان في أمس الحاجة ل (وقفة تاريخية) ولغربلة شاملة يكرم من خلالها من خدم النادي لسنوات مضت وتعطي مجالاً لمواهب تأتي كل مرة وتعود ب (خفي حنين) بل حتى من دونهما في مساءات كتبت للأزرق وشطبها (عواجيزه) وكأن شيء لايحدث.
منصور ضيف الله الحربي
الرياض/ديوان المراقبة العامة |