تمثل الأندية المحلية مرتكزاً أساسياً في عملية تنمية الشباب والرياضة، كما تعتبر المكان الأساسي لتطوير الألعاب الرياضية المختلفة. وتأخذ الرئاسة العامة لرعاية الشباب على عاتقها مسؤولية الاهتمام بهذه الأندية، حيث تدرك تماماً أن من أهم أهدافها دراسة الظواهر الاجتماعية والرياضية، ومحاولة إيجاد حلول لتلك الظواهر بالطريقة العلمية السليمة حيث استطاعت الرئاسة العامة بفضل الله تحقيق الأهداف من خلال إنشاء ملاعب ومدن رياضية، ودعم الأندية مادياً ومعنوياً. وكان الهدف من هذا الاهتمام إنشاء أجيال صالحين قادرين على المنافسة الداخلية والخارجية، والاستفادة من الكفاءات التي اكتسبت الخبرة الإدارية والرياضية.
في الحقيقة أن الجهود المبذولة والمميزة من قبل الرئاسة العامة تجاه الأندية كانت السبب الأول في نهوض الشباب والرياضة، والمهم في الأمر أننا في ظل هذه الجهود عانقنا العالمية في بعض الألعاب، ولكن الأهم من ذلك هو أننا لم نحافظ على المستوى الذي حققناه، بل تراجعنا كثيراً بدليل اختفاء كثير من الأندية وخاصة الكبيرة التي كان لها دور كبير في دعم المنتخبات الوطنية، حيث جاء في الخبر أن سبب اختفاء هذه الأندية يعود إلى تدني الأوضاع المالية.
ولكن على الرغم من منطقية الحجة كونها عنصراً أساسياً إلا أنني أرى أن هناك سبباً جوهرياً غالباً ما يتم إغفاله ونادراً ما يتم معالجته من قبل الرئاسة العامة، ويتمثل في الخلافات الإدارية التي أصيب بها الكثير من إدارات الأندية. أما المطالبة بالدعم والحماية وعدم مواجهة الواقع من قبل إدارات الأندية فإنها لا تفيد في ظل وجود الخلافات الإدارية.
لذا كان من المفترض على أي إدارة من إدارات الأندية أن يكون لديها القناعة بأنها قادرة على حماية نفسها بالأنظمة والقوانين الصادرة من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وليس على أساس أنها قادرة على البقاء (تحت حماية الذرائع الوهمية).
ولكي يتحقق الهدف المنشود لابد أن يتم مراجعة حسابات الأندية، وتقييم الوضع الداخلي وليس الخارجي. لأن اللجان التي تحقق في الأوضاع المالية لا تقوم بدورها كما يجب، فإظهار الحقيقة هو المهم وليس الصلح بين الأطراف المختلفة. فهل ياترى تقوم الرئاسة بذلك خاصة ونحن مقبلون على مرحلة أكثر تحدياً من السابق؟
إبراهيم الشريف/بريدة |