أحسب الجميع يسأل ما الجدوى من ذلك عند سماعه عن توقيع شركة طيران الإمارات عقد رعاية نادي الأرسنال اللندني بمبلغ 178 مليون دولار، وهو مبلغ كبير بلغة الأرقام، ولكنه غير ذلك بلغة الاقتصاد، وقد قرأت مقالاً جميلاً للدكتور أحمد السامرائي نُشر في إحدى الصحف المحلية عن الجدوى الاقتصادية وراء هذا التعاقد.. وسأورد مقتطفات من هذا المقال بحكم التخصص.
ستكون بدايتنا مع الأرسنال، فالنادي حقق في الموسم الماضي أرباحاً تقدر بـ 193 مليون دولار مقابل 122 مليون دولار في العام 2002.
وأما مجموعة الإمارات فقد حققت صافي ربح يقدر بمليار و700 مليون درهم في العام 2003 مقابل مليار درهم في عام 2002، والشركة تمتلك 43% من الخطوط السيرلانكية و51 % من شركة ميريتايم و54% من شركة خدمات التموين وهناك 11 رحلة يومياً تقوم بها الخطوط الإماراتية لبريطانيا وإمارة دبي تستهدف قدوم 15 مليون سائح خلال السنوات الخمس القادمة ومؤخراً قام العديد من البريطانيين بتملك وحدات عقارية ضمن المشاريع التي أطلقت مؤخراً في دبي، ومع الارتفاع الكبير في قيمة الأراضي في بريطانيا ستكون دبي هي المكان الأنسب للتملك، لذا فمبلغ 178 مليون دولار لا يمثل مبلغاً كبيراً في المجال الاستثماري خصوصاً إذا ما علمنا أن الارسنال يُعد واحداً من أكبر الأندية الإنجليزية والأوروبية في الوقت والراهن ومشاركاته الأوروبية ستفتح سوقاً جديدة للإمارات.
ونعود لملعب الأرسنال والذي سيُسمى بملعب الإمارات سيوفر 1800 وظيفة وسيتم بناء حوالي 2000 وحدة سكنية ضمن المشروع وتصل الطاقة الاستيعابية للملعب 60 ألف متفرج مقارنة بـ 38 ألف متفرج في الملعب الحالي والمسمى بالهايبري، ويضم الملعب كذلك 2000 مخرج و41 موقعاً لكاميرات التصوير، ولعل الكثير من المشاهدين يشتكي من سوء التصوير في ملعب الهايبري ويضم الملعب كذلك 150 مقصورة لكبار الشخصيات لذا فهذا المشروع ليس ملعباً وحسب وإنما فرص وظيفية ورافد اقتصادي جديد سيعود بالمنفعة على المنطقة ككل.
الميلان وبرشلونة
وصلني ايميل من القارئ إبراهيم من مدينة الرس يسأل فيه عن مباراة الميلان وبرشلونة في دوري الأبطال والتي انتهت بفوز ميلاني ساحق قوامه 4 أهداف دون رد وأجدها فرصة مناسبة للحديث عن هذه المباراة لا سيما أن الفريقين سيلتقيان مساء يوم الثلاثاء القادم.
اللقاء كان على نهائي دوري الأبطال لعام 1994 وأُقيم اللقاء في تاريخ 18 مايو من العام 1994 وعلى ملعب سبيروس لويس في العاصمة اليونانية أثينا وبحضور 70 ألف متفرج.
وكانت الصحف الإسبانية قد توَّجت برشلونة بطلاً قبل يوم من المباراة لان الميلان سيخوض المباراة وهو يفتقد لاثنين من أفضل مدافعي العالم في ذلك الوقت فرانكو باريزي والذي تلقى انذاره الثاني في مباراة دور الأربعة أمام موناكو الفرنسي واليساندرو كوستا كورتا والذي طرد في نفس مباراة موناكو ولان برشلونة متكامل الصفوف وجاهز بدنياً ونفسياً للمباراة.
والمباراة لم تكن نهائياً عادياً لأن كلا الفريقين حققا بطولة الدوري قبل مجيئهما لليونان، فبرشلونة قد حسم لقب الدوري لمصلحته في الأسبوع الأخير وحقق اللقب للمرة الرابعة على التوالي والفريق لا يعاني من اي نقص وان كان اللاعبون يعانون من بعض الإرهاق بعد المجهود الكبير الذي قدموه في لقائهم الأخير أمام اشبيلية ضمن الدوري الاسباني والذي حسموه لصالحهم 5-2 وتوجوا أبطالاً بعد تعادل المنافس المباشر فريق ديبرتيفو.
والميلان قد حسم أمر الدوري الايطالي مبكراً وتوج بطلا للمرة الثالثة على التوالي ولكن الميلان لم يعد ميلان الهولنديين فريكارد في سمبدوريا وريكارد عاد لاياكس وفان باستن مصاب ولم يلعب منذ ما يزيد على العام إضافة إلى نقص باريزي وكورستا كورتا لذا كان موقف الميلان في قمة الحرج ولكن مدرب الميلان السيد فابيو كابليو وجد الحل وكان الحل متمثِّلاً في المخضرم الإيطالي فليبو جالي وفي المدافع الشاب - ذلك الوقت - كريستيانو بانوتشي والذي شغل مركز الظهير الأيسر بينما انتقل باولو مالديني للعب إلى جانب فليبو جالي في مركز متوسطي الدفاع.
هذه كانت اطلالة سريعة على المباراة النهائية والمباراة انتهت كما اشرنا بفوز ميلاني ساحق وبـ 4 أهداف دون رد سجل للميلان دانيال ماسارو هدفين في الشوط الأول وأضاف الصربي المونتنجري ديان سافيسفيتش الهدف الثالث بعد أن خطف الكرة من مدافع برشلونة نادل من على خط التماس ويلحظ الحارس العملاق زوبي زاريتا متقدماً عن مرماه فيرسل كرة ساقطة ماكرة لتعانق شباك البرشا وأضاف الهدف الرابع الفرنسي مارسي دوسايي.
لعب للميلان روسي في حراسة المرمى وتاسوتي وجالي ومالديني وبانوتشي في الدفاع ودوسايي والبرتيني وبوبان ودونادوني في خط الوسط وسافيسفيتش وماسارو في الهجوم ويدرب الفريق السيد فابيو كابيلو.
وبرشلونة مثَّله زوبي زاريتا في حراسة المرمى وفيرير وكويمان ونادال وسيرجي في خط الدفاع وجوارديولا وباكيرو وامور وبيجرستين في خط الوسط وفي الهجوم البرازيلي روماريو والبلغاري خريستيان ستيوتشكوف ويدرب الفريق السيد يوهان كرويف.
والمباراة كانت قمة في كل شيء ومن وجهة نظري الخاصة أعتبرها أفضل نهائي أوروبي في العشرين سنة الماضية ولذا انصح محبي الكرة الأوربية بمشاهدة هذه المباراة.
إليهم:
محمد الحسن:
رسالتك وصلت وستجد ما يسرك في الأعداد القادمة إن شاء الله.
|