الحياة المعاصرة فيها الكثير من الرفاهية.. بعكس حياة الأجداد التي كانت صعبة ولكنها حفلت بالمواقف والطرائف والقصص الرائعة..
روى عبدالله الحيدري في كتابه (أطياف شعبية) العديد من القصص المليئة بصور الكفاح، والمزدانة بلوحات البساطة والبراءة والجمال.
من القصص التي تناقلها الناس في نجد هذه القصة الطريفة التي تروى عن حميدان الشويعر وتقول:
إن رجلاً تزوج امرأة وعاش معها مدة من الزمن متحابين، ولكن حدث موقف مفاجئ بينهما كانت نهايته أبغض الحلال: الطلاق، ويبدو أن ذلك لم يكن عن اقتناع منه بل كان نزعة من الشيطان، إذ ما لبث أن ندم ندامة الكسعي، أو ندامة الفرزدق على نوار، فأخذ يبحث له عن مخرج يسترجع به زوجته.. وذهب إلى مطوع البلدة وكان للأسف متعالماً أو محتالاً وأخبره بالقصة وأن قلبه متعلق بها ومحب لها ولكنها الآن مطلقة منه، ورجاه أن يبحث له عن أي مخرج يرجع به هذه الزوجة، فقال المطوع بخبث: لا بأس، أنا أتولى ذلك!!
عليك بسبعة أصواع (لقيمي)!!
(واللقيمي يسمى في نجد الجريش)
ذهب الرجل ببراءة يسابق الريح ليكيل له ما طلب، وإذا بحميدان الشويعر يراه.. فاستفسر عن الامر فأخبره بما طلبه، فعلم أنها حيلة، فقال له:
ليس عند هذا المطوع علم، ليس هذا بحل!
فقال الرجل: نعم ولكن الناس تقول: (اجعل بينك وبين النار مطوع).
فقال حميدان: النار مهيب بيت درجتكم -أي ليست ضيقة- تأخذك أنت والمطوع!!
وإن كنت ستأخذ بمشورتي فاطلب من الله العوض في زوجتك الأولى، وخذ هذه السبعة أصواع وتزوج بها امرأة أخرى!!
|