نشرت (الجزيرة) في صفحتها الأخيرة خبر ضرب معلم لطالب أو العكس أو حريق في مدرسة.
حقاً كم أتمنى إعطاء تلك الأخبار المزعجة نوعاً من الحكمة والتأني ولاسيما وأنها تتصل بالميدان التربوي وتمس منسوبيه، فالقضية ليست مجرد سبق صحفي أو انفراد بخبر مثير ولي أمام ذلك عدة وقفات:
الوقفة الأولى:
إن مثل تلك الأخبار السلوكية الخاطئة لا تحمل أي ملمح نافع أو سمة ايجابية يمكن أن تخدم المجتمع أو تشرف الميدان التربوي ومن ثم لا أجد ثمرة ترجى أو غاية تراد لبث مثل تلك الأخبار ذات الطابع الفردي البحت، التي لا يمكن أن تكون أنموذجاً قابلاً للتداول.
الوقفة الثانية:
ألا يمكن معالجة قضية ضرب طالب لمعلم أو العكس بأسلوب تربوي وعبر رؤية حكيمة بعيداً عن النقل الصحفي الارتجاري الذي ربما أثار نوعاً من البلبلة والإزعاج للمؤسسات التربوية ومنسوبيها, وحتى ضرب معلم لطالب ليس من العدل النظرة الجزئية ذات الحكم الجاهز!
الوقفة الثالثة:
نلحظ أن المصدر الأساسي لمثل تلك الأخبار هم أولياء الأمور الذين ربما تأثروا بالموقف الذي ينقله الطالب أو الطالبة مما يجعل الانفعال يحكمهم فيصورون الموقف بعيداً عن إطار الموضوعية والانصاف، دون الرجوع إلى المدرسة للتأكد من الأمر.
الوقفة الرابعة:
الملفت للنظر أن الطابع الذي تتسم به تلك الأخبار المنشودة يتسم بالمبالغة وتهويل الموقف الفردي الذي يعكس نزعة التسرع والاستعجال في نقل صورة ربما تكون مقلوبة.. كأن يقال (حريق في مدرسة)! لمجرد تماس عابر لم يحس به منسوبو أو منسوبات المدرسة.
الوقفة الخامسة:
باقة من المحبة لإخواننا الصحفيين مقدرين حرصهم على معايشة هموم الميدان التربوي ورصد مظاهره والتعبير عن مواقفه وهي ممارسة تدل على امتزاج الرسالة الصحفية بالهم التربوي ولذا فهم يتعاملون بحسن نية وبسعة صدر تحتوي خيوط المواقف لكن من حق الميدان عليه التأني وقراءة الموقف عن كثب بحكمة وموضوعية وإناة.
الوقفة السادسة:
أتمنى أن يكون هناك آلية دقيقة وتواصل مثمر بين إدارات التعليم ومؤسسات الصحافة بحيث يتم صياغة تلك الأخبار بالأسلوب الملائم وبعد التحقيق من أطراف الموضوع.
ختاماً: شكراً عزيزتي الجزيرة على هذا الاحتفاء المعتاد بهموم التربية.
محمد بن عبد العزيز الموسى/بريدة ص ب 915 |