ثلاثة وعشرون عاماً من البناء والتطوير مرَّت علينا في المملكة العربية السعودية سريعة، تلك هي المدة التي مضت منذ تولي خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - مقاليد الحكم في المملكة، أقول إنها مرت سريعة لأن الوقت المملوء بالعمل والإنجازات لصالح الوطن والمواطن يمر سريعاً، كيف لا والمملكة خلال هذه الفترة ورشة عمل من البناء والإنجاز والتطوير في مختلف نواحي الحياة امتداداً لما سبق ووصلاً لحلقات البناء منذ المؤسس - رحمه الله - وحتى الآن.
وحياة العظماء والقادة الكبار لا تقاس بالسنين ولكن تقاس بالإنجازات الحضارية التي يقدمونها لأوطانهم ومواطنيهم وللعالم أجمع، وخادم الحرمين الشريفين من أولئك الأفذاذ الذين خلَّدوا ذكرهم بأعمالهم وبطولاتهم في مختلف الميادين، إن من يلقي نظرة فاحصة على المملكة العربية السعودية وما وصلت إليه من رقي وتقدم وما تحقق فيها من مظاهر البناء والنماء لا سيما في هذا العهد الزاهر ليرى العجب.
فإن ما وصلت إليه المملكة من مستوى في زمن قصير لم تصل إليه الأمم الأخرى في مئات السنين، ونظرة إلى التعليم باعتباره أول اهتماماته - حفظه الله - بحكم أهميته في بناء الإنسان وباعتباره أيضاً أول مناصبه، حيث إنه - حفظه الله - أول وزير للمعارف. فما تحقق في مرافقه من تطور أفقي ورأسي، وما وصل إليه من مستوى في الكم والكيف كفيل بمعرفة مدى الجهود المبذولة.
أما إلقاء نظرات أخرى إلى الصناعة والصحة والزراعة والميادين الأخرى فإن ذلك أيضاً كفيل بمعرفة الدور الريادي الذي اضطلع به خادم الحرمين الشريفين -وفقه الله - وحكومته الرشيدة ناهيك عن الدور الإسلامي المميز الذي قامت به المملكة كدولة رائدة في هذا المجال، فهي مهبط الوحي ومنبع الرسالة ومهوى أفئدة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، فجهوده واضحة للعيان، كما أن جهوده في خدمة الحرمين الشريفين وعمارتهما وتطوير الأماكن المقدسة لاستقبال الحجاج والزوار من المآثر التي يسجِّلها التاريخ بمداد من نور يشهد بذلك القاصي والداني من زوار الأماكن المقدسة. إن جهود خادم الحرمين الشريفين في البناء والتطوير واضحة وما خطط التنمية التي تعيشها مملكتنا إلا أحد الشواهد لحركة النماء والتنمية التي نعيشها ويعيشها كل مواطن في هذا البلد المعطاء.
حفظ الله لنا خادم الحرمين الشريفين وأمد في عمره لمواصلة مسيرة البناء في بلادنا الغالية.
|