Thursday 14th October,200411704العددالخميس 30 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

التخطيط كوسيلة تنموية التخطيط كوسيلة تنموية
د. خليل إبراهيم السعادات

أصبح التخطيط في كل دول العالم ضرورة من ضرورات التنمية المجتمعية المستمرة ولم تعد هناك مفاضلة بين الأخذ بمنهج التخطيط أو عدم الأخذ به، وإنما صارت المفاضلات بين أنماط التخطيط وأشكاله المختلفة وفقاً لمدى ومجال استخدامها.. وزادت هذه الأهمية مع توالي الأزمات والاختلالات التي حتَّمت التدخل للتقليل من مخاطرها من خلال التخطيط كفكر ومنهج.
ذكرت ذلك دراسة حول التخطيط التربوي كعملية تنموية.. ويأتي التخطيط التربوي كأحد أهم أساليب التخطيط القطاعي داخل التخطيط الوطني العام، والذي يُعنى أساساً بمسألة تنمية الموارد البشرية من خلال البحث عن أفضل الطرق والأساليب لتأهيلها وتدريبها واعدادها.. وقد تزايدت أهمية هذا النوع من التخطيط نتيجة عوامل كثيرة ترصدها بعض الدراسات في كسر حاجز التبعية والتخلف اللذين يحيطان بمجتمعنا النامي وقيام التخطيط الاقتصادي والشعور بالحاجة للتخطيط التربوي، واعتبار التربية مردوداً واستثماراً طويل المدى، وضرورة مجاراة التربية للتقدم العلمي السريع والتكنولوجي، والتوازن بين الجانب الكمي والجانب الكيفي في التربية.. وبهذا فقد أصبح التخطيط التربوي وسيلة تنموية لإحداث النهضة في قطاع التعليم وباعتبار التعليم قاطرة التنمية المستمرة في المجتمع.. ومع تعدد تحديدات مفهوم التخطيط التربوي الذي تُتخذ من أجله الإجراءات وتعبأ الإمكانات المتاحة بهدف وضع بدائل واضحة المعالم وقابلة للتنفيذ وترشيد اتخاذ قرارات بشأنها في ضوء استثمار أمثل لعناصر الوقت والبشر والإمكانات، وهذا التحديد لمفهوم التخطيط التربوي يمكن أن يتصف ببعض الأمور كما تشير الدراسة.. ومنها أن التخطيط التربوي هو في التحليل النهائي منظومة متكاملة مفتوحة على بيئاتها وسياقاتها المتنوعة وهو بالتالي يتبع سلوكاً ومنهجاً وواضحاً حيث إنه يشكل مدخلات وعمليات وتفاعلات ومخرجات متجانسة.. والتخطيط التربوي يتوجه إلى المستقبل في أهدافه وهو يحدد وقتاً زمنياً مقبلاً يتم خلاله تحقيق هذه الأهداف، وهي دائماً إما في المستقبل القريب أو البعيد أو هما معاً، وهو بذلك عملية مستمرة لا يتوقف عند إعداد الخطط والبدائل فحسب، بل تشمل ايضا استراتيجيات تنفيذها وتحقيقها وآليات متابعة هذا التنفيذ ووسائل تغيير الأداء.
ويتجه التخطيط التربوي إلى رصد الإمكانات المادية والبشرية المتاحة والممكن استخدامها في تنفيذ الخطط التي ينتهي إليها، كما أنه يقوم بدراسة مستفيضة لمجموعة القراءات اللازمة لتحقيق الأهداف.. إن التخطيط التربوي يهتم في كل أشكاله بجمع ودارسة وتحليل وتقويم المعلومات والبيانات الممكنة حتى يمكنه وضع مجموعة من البدائل والاختبارات المرغوبة والممكنة أمام متخذي القرار فهو يوضح مزايا ومثالب كل بديل وحدوده كما أنه لا يصنع القرار بل يقوم باتخاذ القرار.. فالتخطيط التربوي يأخذ في اعتباره الاستفادة القصوى من كافة إمكانات العملية التربوية، وكذلك من عنصر ثمين للغاية ألا وهو عنصر الوقت الذي نادراً ما يهتم به التربويون.. وبهذا فإن اتباع التخطيط التربوي على هذا النحو يُمكِّن من تصور الحلول للمشكلات التي يعانيها قطاع التعليم في صوره النظامية وغير النظامية وفي شتى المجالات العملية التعليمية الحالية والمتوقعة، كما يقدم لنا خيارات متعددة ومتنوعة لها فاعلية وقدرة على تجنب كافة صور الخسارة والهدر، وبالتالي فهو الوسيلة الناجحة لتحقيق أهداف التنمية البشرية المستمرة.. وعلى الله الاتكال.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved