* الرياض - عبدالرحمن المصيبيح:
تصوير - فتحي كالي
برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض عقدت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض واللجنة التنفيذية العليا للمشاريع والتخطيط بمدينة الرياض اجتماعاً مشتركاً مساء أمس بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي.
صرح بذلك عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ورئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة المهندس عبداللطيف بن عبدالملك آل الشيخ، الذي أوضح انه تم في هذا الاجتماع الاطلاع على سير تطور العمل في تنفيذ مشروع التأهيل البيئي لوادي حنيفة، حيث بدأ العمل في هذا المشروع منذ سنة مضت في المنطقة من الوادي التي تمتد من سد وادي حنيفة الواقع جنوب عرقة وحتى منطقة البحيرات جنوب البحيرات جنوب شرق الحاير. ويبلغ طول هذه المنطقة 51 كيلومترا. فيما سيبدأ العمل خلال الأشهر القليلة القادمة إن شاء الله في المنطقة الممتدة من سد وادي حنيفة وحتى شمال طريق العمارية بطول 24 كم. وتبلغ التكلفة الاجمالية للمرحلة الأولى من هذا المشروع حوالي 370 مليون ريال. وسيكتمل هذا المشروع بإذن الله في غضون ثلاثين شهراً.
وأكد عضو الهيئة ورئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة ان نطاق العمل في هذا المشروع يشتمل على تنظيف الوادي من المخلفات العضوية وغير العضوية، وتحسين أداء تصريف السيول بإعادة تشكيل بطن الوادي وأعمال التسوية الأرضية اللازمة، وتحسين قنوات الصرف السطحي للمياه الدائمة لضمان عدم ركود المياه، وتحويل مسارات شبكات المرافق العامة عند تقاطعها مع أعمال إعادة التأهيل وأعمال الطرق المقترحة، وتنفيذ طرق محلية بالوادي تكون أفضل أداء وأكثر أمناً، ومعالجة المياه دائمة الجريان بأساليب المعالجة الحيوية لتحسين نوعية المياه المتدفقة في الوادي للاستفادة منها واعادة استخدامها، وادخال اعمال التشجير والتنسيق واعادة تأسيس الحياة النباتية ببطن الوادي، وإنشاء مضمار للمشاة لاجتذاب المشاركة والاستخدام المبكرين من عامة السكان لبيئة وادي حنيفة. موضحا ان الأعمال التي تم انجازها حتى الآن في هذه المرحلة تتمثل في عمل رفع مساحي طبوغرافي لكامل المنطقة، وعمل رفع مساحي لجميع الخدمات المنفذة في المنطقة، وعمل رفع مساحي لجميع المباني والأملاك الداخلة ضمن حدود لجنة النظر، وتنظيف الوادي من المخلفات، والبدء في إعادة تشكيل بطن الوادي، وتحويل مسارات الخدمات التي تتعارض مع أعمال قناة المياه دائمة الجريان والطرق، والبدء في تنفيذ قناة المياه دائمة الجريان، وتنفيذ الدراسة الجيوتقنية والدراسة الهيدروجيولوية للمنطقة.
وأشار المهندس عبداللطيف بن عبدالملك آل الشيخ إلى ان هذه الأعمال تأتي ضمن الخطة الشاملة لتطوير الوادي التي تشتمل على رؤية ومخطط رئيسي عام للوادي تتضمن خطة استعمال الأراضي وخطة إدارة مصادر المياه ومخطط التصنيف البيئي، بالإضافة إلى برامج وضوابط التأهيل والتطوير.
ونوه عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض إلى أن المخطط الشامل لتطوير وادي حنيفة قد حاز على جائزة مركز المياه بواشنطن كأفضل خطة لتطوير مصادر المياه على مستوى العالم من بين 75 مشروعا قدمت من 21 دولة. حيث اعتبرت لجنة التحكيم المكونة من عدد من الخبراء يمثلون مختلف دول العالم بأن هذا المشروع يمثل بادرة رائدة في المخططات الشاملة، كما وصف المخطط بأنه مشروع عالمي ويضع معايير عالمية جديدة، كما أثنى في المؤتمر على الرؤية المستقبلية والدقة المتناهية التي اتسم بها المشروع. وقد طلبت لجنة التنمية المستدامة في الأمم المتحدة عرض المشروع في مقر الأمم المتحدة في نيويورك وقد قام فريق من الهيئة بعرضه في نيويورك.
وأوضح عضو الهيئة ورئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة بأن الاجتماع اطلع أيضاً على سير العمل في المرحلة الأولى من مشروع القطار الكهربائي حيث تم في هذا المجال إنجاز دراسة اقتصادية تبحث في البدائل التمويلية وتقويم فرص التمويل والاستثمار المتاحة لجميع عناصر المشروع، كما تبحث أيضاً في فرص الشراكة المستقبلية بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص. كما يجري حالياً إعداد التصاميم الهندسية الأولية والمواصفات الفنية للمشروع، وتتضمن دراسة الجوانب التقنية مثل تحديد المسارات المناسبة داخل حرم الطريق، وكذلك تحديد طبيعة تقاطعات مسار السكة مع الطرق الرئيسية والمواصفات الهندسية لهذه التقاطعات. كما سيتم تحديد مواصفات المقطورات الملائمة في ضوء الخصائص الاجتماعية لسكان مدينة الرياض وبشكل ييسر استقطاب أكبر عدد من المستخدمين، بالإضافة إلى القيام بأعمال التصاميم الهندسية الأولية لعناصر شبكة القطاع الكهربائي بما في ذلك تصميم المرافق مثل مواقف الركاب ومواقف السيارات ومحطات القطار الرئيسية والثانوية، وكذلك تصميم أعمال نقل الخدمات العامة مثل الصرف الصحي والمياه والهاتف والكهرباء، بالإضافة إلى تصميم العربات بما يلبي الاحتياجات الوظيفية لهذه العربات.
ونوه عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض إلى أنه من المؤمل أن يبدأ تنفيذ هذا المشروع الحيوي بعد إنجاز الدراسات اللازمة والتصاميم الهندسية المطلوبة.
وأوضح المهندس عبداللطيف بن عبدالملك آل الشيخ بأن الاجتماع قد وافق على ترسية تنفيذ أعمال مشروع المخطط الاقليمي الشامل لمنطقة الرياض على مجموعة استشارية عالمية مكونة من المؤسسة الألمانية للتعاون الفني المحدودة (جي تي زد) بمشاركة (دورنير جي ام بي اتش وريديكو جي ام بي اتش والبرت شبير وشركاه) والاستشاري المحلي دار الجودة، وذلك بمبلغ اجمالي قدره 15.470.000 ريال ومدة تنفيذ قدرها ثلاثون شهرا. مشيرا إلى ان هذا المخطط يهدف إلى تحقيق أهداف التنمية الوطنية والاقليمية والمحلية وأهداف الاستراتيجية العمرانية الوطنية وتحقيق التوازن في التوزيع السكاني وكذلك التوازن في توزيع الخدمات التعليمية والصحية في كافة أجزاء المنطقة، وتحديد الإمكانات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وتحديد أفضل البدائل لاستغلالها وتنميتها.
وأفاد المهندس عبداللطيف بن عبدالملك آل الشيخ أن العمل في هذا المخطط يمثل بداية التخطيط الاقليمي في المملكة بالإضافة إلى انه يمثل حلقة تصل بين الاستراتيجية العمرانية الوطنية والمخطط الاستراتيجي الشامل لمدينة الرياض، موضحا بأن هذا المخطط يشتمل على ثلاث مراحل رئيسية، حيث تعنى المرحلة الأولى بجمع المعلومات وتأسيس قاعدة بيانات رقمية لمنطقة الرياض، وتتضمن المرحلة الثانية القيام بأعمال التحليل وتحديد الرؤى المستقبلية وأهداف التطوير للمنطقة وطرح البدائل الاستراتيجية للتنمية وتقويمها واختيار البديل المناسب، أما المرحلة الثالثة فهي تتكون من ثلاثة عناصر رئيسية تتمثل في خطة التطوير على مستوى الاقليم حيث يحتوي هذا المنتج على سياسات تخطيطية وقطاعية على مستوى الاقليم إضافة إلى المخطط الهيكلي الاقليمي لمنطقة الرياض، وخطة التطوير على مستوى المحافظات وتحتوي على سياسات تخطيطية ومخططات هيكلية محلية لكل محافظة، والبرامج والآليات والتوجيهات الإرشادية والتوصيات لتنفيذ المهام والهياكل الإدارية التنظيمية للإدارة الحضرية وبرامج المتابعة والتحديث المستمر للمخطط.
وفي معرض اجابته على سؤال حول مشروع تطوير منطقة الدرعية التاريخية الذي تقوم عليه الهيئة أشار عضو الهيئة ورئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة إلى أن المرحلة الاولى لهذا المشروع التي تشمل البنية التحتية والساحات والطرق قد تم طرحها في منافسة عامة. وانه من المنتظر ان تعقد اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية اجتماعاً لها خلال الشهرين القادمين إن شاء الله لترسية هذه المرحلة وللاطلاع على سير العمل في أعمال الدراسات والتصاميم الخاصة بالمرحلة الثانية من المشروع.
وفي إجابته على سؤال حول المشروعات المستقبلية في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي أفاد المهندس عبداللطيف بن عبدالملك آل الشيخ بأنه قد سبق وأن صدر الأمر السامي الكريم بإضافة قصر الحمراء والحدائق المحيطة به وكذلك مبنى المحكمة الجزئية (المستعجلة) إلى المركز، حيث تم استلام قصر الحمراء والحدائق المحيطة به، ويجري حالياً النظر في طبيعة الاستخدام المستقبلي لهذا القصر. وسيتم قريباً استلام مبنى المحكمة الجزئية لتضاف جميعها إلى الحدائق والمنتزهات المتوفرة في المركز. منوهاً إلى أن هذه المشروعات تمثل جزءاً من خطة الربط بين مركز الملك عبدالعزيز التاريخي ومنطقة قصر الحكم لتصبح تلك المناطق مركزاً إدارياً وتجارياً وثقافياً وترويحياً رئيسياً على مستوى مدينة الرياض.
وأشار عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض إلى أن الهيئة قد اطلعت على التصاميم الخاصة بمقر مكتبة الملك فهد الوطنية التي ستقام في نفس موقعها الحالي بعد إضافة حديقة المكتبة إلى المشروع لتصبح ساحة عامة مرتبطة بالمكتبة تصل بين طريق الملك فهد وشارع العليا العام. وسيكون هذا المشروع بإذن الله من المعالم البارزة في مدينة الرياض، علما بأن التنفيذ سيبدأ إن شاء الله مع نهاية العام الهجري القادم.
|