المشرف على مستشفى الأمل د. الغامدي لـ« الجزيرة »:
حاملو (المتوسطة) (والابتدائية) أكثر حالات الإدمان.. والعلاج يبدأ من المريض

* الرياض- إسماعيل المليص:
أكد الدكتور علي بن مقبول العرابي الغامدي المشرف العام على مجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض.
أن ضعف المستوى التعليمي يساهم في انتشار المخدرات بين افراد المجتمع وارجع ذلك الى قلة الوعي والمعرفة بمدى اضرار المخدرات وعواقبها الوخيمة.. وبين في حوار للجزيرة ان عدد الذين راجعوا قسم الطوارىء خلال العام الماضي قد بلغ (11357) مراجعاً ولفت إلى أن حملة الشهادة المتوسطة اكثر المراجعين التي تم استقبالهم بلغ عددهم (4307) مراجعين فيما جاء المراجعون من حملة الابتدائية في المرتبة الثانية، حيث بلغ عددهم (3295) مراجعاً.
* ما هي أبرز الجهود التي تقومون بها في معالجة الأمان؟
- الوسائل العلاجية المتبعة هي وسائل تكاملية تتفاوت حسب كل حالة وحسب المرحلة العلاجية المعينة، إذ إنه في بعض الحالات يحتاج المريض إلى العناية الطبية المكثفة في المقام الاول إن كان يعاني من مضاعفات من المادة الإدمانية المعنية او مضاعفات ناتجة عن ما يعرف بالآثار الانسحابية عندما يتوقف المريض عن تعاطي المادة الإدمانية، ثم تأتي المرحلة التأهيلية والتي يكون فيها التركيز بدرجة أكبر على الجوانب النفسية والاجتماعية والتوعوية والإرشاد الديني، وذلك لمساعدة المريض على العودة إلى ممارسة الحياة الطبيعية وكيفية تفادي معاودة التعاطي مرة اخرى.
كما يقوم المجمع حيال الوقاية وتوعية المجتمع من سوء استعمال المخدرات والكحوليات وهي من الامور الهامة التي يوليها المستشفى جل اهتمامه فيقوم بنشر مجموعة منوعة من الكتيبات والملصقات والأعمال الفنية والمشغولات والمعروضات على عامة الناس للتوعية بأضرار المخدرات، ويقوم أعضاء الفريق العلاجي المتخصص في العديد من المناسبات بإلقاء المحاضرات على طلبة المدارس والجامعات والقطاعات الأخرى داخل المجتمع للتوعية بأضرار المخدرات وكيفية العلاج والوقاية، كما يتم عقد المنتديات العامة وإلقاء المحاضرات داخل المستشفى احتفالاً بالمناسبات الدولية مثل اليوم العالمي لمكافحة المخدرات ويوم الصحة العالمي والإيدز وغيرها.
بالإضافة إلى دور مستشفى الامل العلاجي فهناك جهود وقائية يساهم فيها للتوعية بأضرار المخدرات عبر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، كما يقوم المستشفى بإصدار مجلة الامل ضمن خطط التوعية والتثقيف، وهي مجلة ربع سنوية تعنى بتوعية المواطنين عن سوء استعمال المخدرات والكحوليات مع إلقاء الضوء على المفاهيم العلاجية الحديثة بالإضافة إلى العديد من المواضيع الثقافية والاجتماعية الهامة.
ويتولى تحرير هذه المجلة أسرة تحرير من العاملين بالمستشفى بالإضافة إلى كم هائل من المقالات والإسهامات المحلية والتي ترد من المواطنين والشخصيات العامة بالمجتمع تفاعلاً مع موضوعات المجلة.
* وما هي أهم نقطة في بدء معالجة الإدمان؟
- تعتبر قناعة المريض بأن لديه مشكلة في الإدمان وانه في حاجة للعلاج هي بداية العلاج.
* كيف ترى دور الاسرة في مكافحة المخدرات وهل تتعاون الأسر معكم في هذا الشأن؟
- الأسرة لها دورها الواضح والمميز في معالجة الإدمان ومكافحة المخدرات من خلال تربية الأبناء من حيث وجهة النظر الإسلامية حيث يقول صلى الله عليه وسلم (الزموا أولادكم واحسنوا أدبهم) وفي ذلك توجيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الأسرة بأن يعلموا أولادهم التربية الإسلامية الصحيحة في النص والإرشاد والتوجيه لنجد في النهاية مجتمعاً تسوده الفضيلة.. والرسول صلى الله عليه وسلم ينبه إلى عظم دور الأسرة تجاه الأنباء فيقول (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.. والرجل راع على أهل بيته والمرأة راعية على بيت زوجها وولده، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعايته).
والأسرة باستخدام التربية الإسلامية يمكنها تعميق وارساء المبادىء الأخلاقية والالتزام بالضوابط النقيبة والاجتماعية من أجل صحة الفرد النفسية التي تتمثل في سعيه المتكامل دون انحراف أو خلل، وهذا مما يجنب الفرد إتيان السلوك اللاسوي ويجنبه الدخول إلى مسالك المخدرات والأمراض الجنسية.. وبذلك أن التربية والتوعية الدينية تهدف إلى إيجاد الوعي الذي يترتب عنه إدراك المخاطر المترتبة على التعاطي أو الالتزام بتماشي هذا التعاطي لمنع الوصول إلى مرحلة الأدمان.. وهنالك جانب غاية في الأهمية حيث إن كثيراً من الأسر التي تواجه مشكلات الادمان لا تعرف كيفية التعامل مع هذه المشكلة فهي من جهة تتحرج من عرض المشكلة او عرض المدمن على مصحات علاجية متخصصة خوفاً على مكانتها وسمعتها.