Thursday 14th October,200411704العددالخميس 30 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

ويتواصل النقاش والحوار لليوم الثالث في ندوة (الطفولة المبكرة .. خصائصها واحتياجاتها) ويتواصل النقاش والحوار لليوم الثالث في ندوة (الطفولة المبكرة .. خصائصها واحتياجاتها)

* تغطية- وسيلة محمود الحلبي :
يتواصل الحوار والنقاش والبحث الهادف في أروقة مركز الملك فهد الثقافي حول الطفولة المبكرة خصائصها واحتياجاتها .. وفي كل يوم يزداد عدد الحاضرين والحاضرات في هذه الندوة المهمة ، التي تناقش موضوع فلذات الأكباد في سنوات عمرهم الأولى وما يحتاجون إليه في تلك السن.
ففي الجلسة الأولى لهذا اليوم التي رأسها الدكتور إبراهيم بن محمد آل عبد الله وهي بعنوان (الخصائص العقلية والمعرفية في مرحلة الطفولة المبكرة) تحدث الدكتور محمد الحمومي عن تعليم الرياضيات للأطفال أقل من خمسة أشهر.
وتحدثت الدكتورة سمر حبيب مقلد عن (التعليم القائم عن الدماغ : نتائج ومضامين بحثية لتعليم الطفولة المبكرة) ، وأوضحت أن احتفالية دماغ الإنسان هي أكثر تنظيماً بين المواد الحية في هذا العالم ، فهو المسؤول عن سيمفونية بتهوفن التاسعة واختراع الكمبيوتر والسيارات ونشوب الحرب العالمية الثانية ورائعة شكسبير (هاملت) و(كليلة ودمنة) ، بالإضافة إلى الكثير الكثير.
وأوضحت أن لدماغ الإنسان دورا في عملية التعليم التطورية ، وأكدت أن عملية التعليم عملية فيزيولوجية وركزت على بعض النظريات السلوكية التي تركز على أن محتويات الدماغ قد لا تستطيع التعرف عليها ، ولكن بمقدورنا أن نراقب ما يحدث خارج الدماغ ، أي أن نراقب سلوكيات إنسانية ونحاول أن نحولها إما عن طريق تعزيزها أو تثبيتها ، وكانت هذه الآراء فيها قياساً على المعلومات المتوفرة عن الدماغ ذات قيمة.
وفي الوقت الراهن نستطيع أن نرى ونفهم في الوقت نفسه ما يحدث داخل الدماغ ، بينما صاحبه لا يزال على قيد الحياة بواسطة علم (النيورونات) الذي يضم مجموعة من العلوم كالفيزياء والجينات والأدوية ، وهذا العلم استطاع أن يصل إلى اختراعات مهمة فيما يتعلق بالدماغ وبعملية التعلم نفسها ، وعرضت عدداً من الأمثلة منها : حبة تنشيط الذاكرة التي يستخدمها التلاميذ والتعرف على الأسباب العضوية للسلوكيات العنيفة داخل قاعات الدراسة ، وظهور عقاقير تستخدم لعلاجها.
* أما الدكتورة هناء علي الصغير من قسم علم النفس جامعة الملك سعود فتحدثت عن (الاستطلاع لدى أطفالنا وكيف ومتى؟؟) وأوضحت أن الاستطلاع هو أحد أهم الدوافع التي تثير الأطفال فتحركهم باتجاه معين ، ومن أبرز مظاهر وخصائص النمو في الطفولة المبكرة هو حب الاستطلاع والرغبة في الاكتشاف ، فالطفل في هذه المرحلة ينمو من خلال الاستطلاع يتعلم بالاستطلاع ويلعب أثناء الاستطلاع ، وأضافت أن النمو العقلي لكي يتحقق في هذه الفترة الحرجة لا بد من تنمية القدرة على التفكير والتخيل والبحث والاستطلاع وحب المعرفة وممارسة خبرات شخصية تكسب الطفل خبرات جديدة.
وأضافت أن النمو الحركي لدى الطفل كلما نما الطفل ازداد استطلاعه وأحب المعرفة أكثر من قبل ، كذلك تزداد لدى الطفل المفردات اللغوية ويصبح لديه القدرة على طرح الأسئلة ، ونقيس على ذلك النمو الاجتماعي والنمو الانفعالي وباقي أنواع النمو.
وأوضحت الدكتورة هناء الصغير أن احتياجات الطفولة المبكرة هي احتياجات عضوية ونفسية وبين الاثنين تداخل وتشابك ، وطفل المرحلة بين (4-6) سنوات له حاجات أساسية ، فالطفل في سنواته الأولى يحتاج إلى المعرفة والفهم والأمن والاكتشاف ، لذلك لا بد ان نزرع فيه الثقة ليسأل وعلينا عدم إحباطه لئلا يضعف حبه للبحث والاستفسار.
أما الأستاذة وفاء محمد طيبة فتحدثت عن (أثر أنواع اللعب على قدرات التفكير الابتكاري عند الأطفال ما قبل المدرسة) ، إذ أوضحت أن زيادة عدد المبتكرين في المجتمع يزداد بالاهتمام بالقدرات الابتكارية الموروثة وتنمية بعض الخصائص المكملة لها في مرحلة الطفولة المبكرة وعن طريق البيئة ، مؤكدة أن للعناية بنوعية الحياة التي يحياها المبتكرون عموماً منذ الصغر فضل كبير في ازديادهم ، ودعت إلى ضرورة النظر في المناهج الدراسية التي تركز على المباني الأكاديمية دون العناية الكافية بالتفكير الابتكاري ، وأوضحت أن اللعب وسيلة مناسبة لإطلاق طاقات الأطفال .. فقد أوضح (بياجيه) العلاقة بين اللعب والنمو العقلي للطفل ، فاللعب ليس وسيلة تسلية فقط ، وإنما يكتسب الطفل عن طريقه مهاراته وخبراته اللازمة لنموه العقلي ، ومن هذه الخبرات ما يرتبط بالتفكير الابتكاري حيث أثبتت بعض الدراسات أهمية اللعب في تنمية التفكير الابتكاري في مرحلة ما قبل المدرسة ، وأوضحت أن الباحثة سميلانسكي صنفت اللعب من الناحية المعرفية إلى اللعب الإيهامي/ واللعب الإنشائي/ واللعب الوظيفي .. ومن خلال هذا التصنيف يقوم الطفل أثناء اللعب الإيهامي بلعب الأدوار مستخدماً الأدوات استخدامات مختلفة ، وقد يلعب منفرداً او يقوم بالاتصال اللغوي أو غير اللغوي مع الآخرين ضمن لعب الأدوار.
وقد أشارت الأستاذة وفاء في ورقتها الى أن بعض الدراسات أشارت إلى العلاقة الإيجابية بين اللعب الإيهامي وقدرات التفكير الابتكاري في مرحلة ما قبل المدرسة ، اما في اللعب الإنشائي فيقوم الطفل بإنشاء شيء ما كتصميم نموذج أو جراج سيارة مثلاً باستخدام أدوات مختلفة ، أو بإنتاج أشياء معينة باستخدام مواد مختلفة كالورق والصلصال وأعواد الكبريت وقطع القماش والألوان وقطع اللجو وغيرها ، وقد تكون أدوات اللعب الإنشائي تقارببية حيث ينتهي الطفل إلى ناتج محدد مسبقاً ، أي أن يكون لديه نموذج يقلده ، وقد تكون الأدوات تباعدية حيث يترك للطفل الحرية في ابتكار شكل ما ، فيصل الطفل إلى ناتج ابتكاري قائم على تفكيره الإنتاجي.
وحول القصة في منهج رياض الأطفال في المملكة الواقع والمأمول ، أوضحت الدكتورة صباح عبد الكريم عيسوي أن للقصة دورا كبيرا في تحقيق النمو المتكامل للطفل ، وأوضحت دور مشرفات رياض الأطفال في تحديد القصص وطريقة سردها .. ودعت إلى التروي والتمعن في كتابة القصص للأطفال وأن تكون هادفة وصحيحة اللغة وسلسة وسهلة ، وفيها خيال واسع وتكون أهدافها هادفة .. وأوضحت ضرورة تفعيل دور القصة في مناهج رياض الأطفال.
وعن أثر الأنظمة المختلفة لمناهج التعليم قبل المدرسي على تطوير خبرات الأطفال في المملكة أوضحت الدكتورة هدى محمد العميل : لا بد من ذلك عن طريق متابعة تطور نمو عينة من الأطفال خلال السنتين الأخيرتين لهم في الروضة (تمهيدي ، مبتدىء وتمهيدي متقدم) ، وليحقق أهداف ذلك أوضحت أنها أخذت عينة المبحث تتكون من (230) طفلاً في الاختبار القبلي و(206) في الاختبار البعدي ، وتم اختيار (14) روضة تتفاوت في درجة تطبيقها للمنهج المطور ، واستخدام المنهج شبه تجريبي الذي يتضمن مقاييس للاختبار القبلي والبعدي ، وتم جمع البيانات خلال السنتين الأخيرتين للأطفال في الروضة بواقع (17) شهراً وما بين الاختبارين القبلي والبعدي ، كما تم قياس النمو النفسي والاجتماعي والنمو المعرفي ، ولقد أظهرت النتائج فروقاً ذات دلالة إحصائية بين الروضات لصالح الروضات ذات الدرجة العالية في تطبيق المنهج المطور ، وأظهرت النتائج فروقاً ذات دلالة إحصائية في نمو الأطفال المعرفي والنفسي والاجتماعي لصالح الأطفال في الروضات ذات الدرجة العالية في تطبيق المنهج المطور.
أما الدكتورة منيرة حمد القنبيط فتحدثت عن تنمية مهارات الطفل للتفكير العلمي في مرحلة رياض الأطفال ، حيث تحدثت عن أهمية تدريب طفل الروضة على مهارات التفكير العلمي بطريقة تتناسب مع حاجاته وقدراته في تلك المرحلة ، حيث ان الطريقة التي تقدم بها الخبرات العلمية في معظم رياض الأطفال لا تتوافق مع حاجات الطفل النمائية ، وتعتبر المعلمة هي مصدر المعرفة والطفل هو المتلقي.
وعن تجربة برنامج الخليج العربي (أجفند) في مجال تطوير وتنمية مشاريع وبرامج الطفولة المبكرة في العالم العربي ، أكدت الأستاذة غادة منصور الدخيل ورقة قالت فيها : لقد تمكنت (أجفند) إيماناً من مؤسسها صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز من خلال تعامله عن قرب مع متطلبات مرحلة الطفولة المبكرة ومساهماته في تنفيذ مشروعات هذه المرحلة في عدد كثير من الدول النامية ، من تحقيق تجربة غنية مكنته من رصد الجوانب المختلفة لهذه المرحلة المهمة من حياة الطفل ، والوصول إلى قناعة بأن تنمية الطفولة المبكرة يجب أن تتخطى مرحلة النظرة القطاعية إلى مرحلة النظرة الشمولية التي تركز على تنمية عقول الأطفال وطاقاتهم الراهنة ، بالإضافة إلى أوضاعهم الصحية وتنمية انفعالاتهم الاجتماعية بدءا من المراحل المبكرة من عمر الطفل.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved