* واشنطن - رويترز:
قال مسؤولون أمريكيون وأوروبيون إن إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش التي عارضت عقد صفقات مع الدول التي تصنفها بأنها تشكل (محوراً للشر) مثل إيران تعمل حالياً مع أوروبا في خطة لاستخدام التهديدات والحوافز لإقناع طهران بوقف أنشطتها النووية.
ووصف مسؤول أمريكي كبير هذا النهج بأنه محاولة أخيرة لحمل إيران على التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو مواجهة إجراء عقابي خلال ما قد يكون اجتماعاً حاسماً لمجلس محافظي الوكالة التابعة للأمم المتحدة في نوفمبر - تشرين الثاني المقبل.
وكان وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي وافقوا يوم الاثنين في لوكسمبورج على إعداد صفقة وفقاً لمبدأ (العصا والجزرة) لدفع إيران إلى الاستجابة لمطالبهم بوقف جميع عمليات التخصيب النووي التي يقولون إنها تؤدي إلى صنع سلاح نووي.
وأبلغ ذلك المسؤول الأمريكي رويترز أنه لا يتوقع أن تعرض الولايات المتحدة أي حوافز جديدة محددة من جانبها، لكنه قال إن الإدارة مستعدة للسماح للأوروبيين بالعودة مرة أخرى إلى إيران وحثها على التعاون للمرة الأخيرة فيما يتعلق بمطالب وقف الأنشطة ذات الصلة بإنتاج القنابل النووية.
وقال مسؤولون إن واشنطن تريد تعهداً من الأوروبيين بأنهم سيؤيِّدون العقوبات إذا أصرت إيران على مواصلة برنامجها النووي.
وسيلتقي ريتشارد أرميتاج نائب وزير الخارجية الأمريكي وجون بولتون وكيل وزارة الخارجية مع مسؤولين من دول مجموعة الثماني الصناعية لمناقشة الخطة يوم غد الجمعة في واشنطن، ولم تدل وزارة الخارجية الأمريكية بتصريحات قاطعة في هذا الصدد، وأبلغ ريتشارد باوتشر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصحفيين أن الأوروبيين سيأتون ويبلغوننا بنوع السياسة التي اتفقوا عليها والمناقشات التي لديهم وسنصغي إليهم تماماً. وقال باوتشر إنه حتى لو وعدت إيران مرة أخرى بوقف أنشطة التخصيب فإن الإدارة لا تزال تعتقد أن سلوكها في السابق يستحق إحالة ملفها إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وتتسم القضية بحساسية خاصة في الفترة الحالية وقد بدأ العد التنازلي لانتخابات الرئاسة الأمريكية المقرر إجراؤها في الثاني من نوفمبر نظراً لأن خطة الاتحاد الأوروبي ستمنح إيران وسيلة لاستيراد وقود نووي وهو أمر اقترحه أيضاً المرشح الديمقراطي جون كيري.
واتهم كيري الرئيس جورج بوش بالسماح لأوروبا بقيادة محاولة التوصل إلى حل مع طهران بينما تواصل إيران برنامجها النووي. وكان بوش قد وصف إيران بأنها جزء مما يسميه (محور للشر) مع كوريا الشمالية والعراق قبل الحرب.
واتهمت واشنطن إيران بتطوير أسلحة نووية سراً وأخفقت مراراً في إقناع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإحالة القضية إلى مجلس الأمن من أجل عقوبات محتملة.
وتصر طهران على أن برنامجها مخصص لأغراض توليد الطاقة سلمياً. ويوم الثلاثاء بدت إيران كما لو كانت توصد الباب بعنف في وجه أحدث عرض دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي.
وتضم صفقة الاتحاد الأوروبي الآخذة في التبلور عناصر تخضع للمناقشة من آن لآخر من بينها ضمان حصول إيران على الوقود النووي من روسيا ورفع حظر على صادرات أجزاء الطائرات المدنية إلى إيران والتفاوض بشأن اتفاقية للتجارة مع الاتحاد الأوروبي.
وقلل المسؤول الأمريكي من إمكانية رفع العقوبات الأمريكية المفروضة حالياً على إيران على الرغم من إشارته إلى أن واشنطن كثيراً ما تمسكت بفرصة تحسين العلاقات إذا أوقفت إيران برنامجها النووي وتوقفت عما تقول واشنطن انه تقويض من قبل طهران لعملية السلام في الشرق الأوسط وأنهت دعمها ما تسميه الإرهاب.
|