غدير مخيمر ، طفلة فلسطينية لا تتجاوز العشرة أعوام ، توجهت مثل كل يوم إلى مدرستها الابتدائية ، تحمل على ظهرها حقيبتها المدرسية ، إلى جانب الكتب والأقلام والدفاتر ، ثمة (سندويشه) محشوة بجبنة وأخرى بالزيت والزعتر ، اعتادت الطفلة غدير قسمتها مع زميلاتها من الطالبات.
صباح أمس لم تتمكن غدير من تناول ما وضعته أمها من جبن وزيت وزعتر ، ولم تحصل زميلاتها على ما كن يحصلن عليه .. فالطفلة الصغيرة غدير طالتها رصاصة صوبها علج إسرائيلي وهي على مقاعد الدراسة ، رصاص العلوج الإسرائيليون استهدف الفصل الدراسي الذي تتواجد فيه الطفلة غدير مخيمر وزميلاتها الصغيرات اللاتي أفزعهن صوت الرصاص ، وارعبهن رؤية الدم الأحمر يسيل من صدر زميلتهن غدير ، التي نقلت بعد تعالي صراخ زميلاتها إلى المستشفى القريب من المدرسة ، إلا أن الطفلة توفيت متأثرة بإصابات رصاص الأوباش الإسرائيليين ، الذين زرعوا الموت في كل جزء من مدينة خانيوس مدينة غدير الصغيرة بل وكل مدن فلسطين .. فهذه ليست المرة الأولى التي ينال فيها رصاص الأوباش الإسرائيليين طلبة المدارس ، سواء داخل فصول الدراسة ، أو اصطيادهم وهم متوجهون إلى مدارسهم من قبل قناصة من العلوج الإسرائيليين.
طفلة تسقط قتيلة وسط فصل الدراسة.. وعلى مقعد الدراسة ، حقيبتها ملقاة إلى جانب طاولة الدراسة .. كتبها تناثرت .. أقلامها تبعثرت .. سندويتشاتها ملقاة على الأرض ، لا تجد من يأكلها بعد أن غصت حلوق الصغيرات اللاتي اختلطت دموعهن مع صراخهن الهستيري مع أصوات رصاص الأوباش الإسرائيليين.
حقيبة غدير مخيمر لم يكن في داخلها صاروخ قسام .. ولا حتى لعبة مسدس .. بل كانت تحوي أقلاما ودفاتر وسندويشات .. ومع هذا صوب قناص من علوج إسرائيل ليصيبها بمقتل وهي على مقاعد الدراسة ، ومع هذا يتبارى مرشحا الرئاسة الأمريكية على إدانة (إرهاب الفلسطينيين) المشردين في الخيام والمطاردين برصاص القناصة وغارات الطائرات وقذائف الدبابات .. ويتركون أوباش إسرائيل الذين يغتالون براءة الأطفال وهم على مقاعد الدراسة.
أن تقتل طفلا فأنت في مفهوم مرشحي الرئاسة الأمريكية ، تدافع عن حقك في مواجهة الإرهاب ..!
أما إذا دافعت عن وطنك المحتل فأنت إرهابي ..!!
دم غدير مخيمر سيزيد من حالات الغضب والحقد اللذين يغذيهما الإرهاب الإسرائيلي المتواصل دائما ، لزيادة مساحات العنف والقتل في أرض الأنبياء.
|