في الملتقى الفكري السعودي بالقاهرة
د. الباز:الأخطاء الأمريكية في العراق سبب الفوضى الراهنة

  * القاهرة - مكتب الجزيرة - محمد الرماح:
أكد الدكتور اسامة الباز المستشار السياسي للرئيس مبارك ان الاخطاء الأمريكية في العراق هي التي تسببت في حالة الفوضى الراهنة التي تدب في شتى جوانبه وقال الباز في ندوة (الغيوم في سماء العلاقات العربية الأمريكية) التي عقدها الملتقى الثقافي السعودي الذي يقيمه السفير ابراهيم السعد البراهيم سفير المملكة العربية السعودية كل ثلاثاء بالقاهرة ان الولايات المتحدة تحاول إلصاق تهمة الفوضى التي يعيشها العراق بالدول المجاورة.
وأضاف ان واشنطن ولندن وقعتا في خطأ كبير عندما قامتا بحل الجيش والشرطة العراقية واعتقدتا أنهما قادرتان على القيام بدورهما ولكن سرعان ما استشعرتا حاجتهما الى الحماية.
واستنكر الباز عمليات الارهاب وخطف الرهائن بالعراق قائلا ان أخذ رهائن من جنسيات لم تكن لها ناقة أو جمل في الحرب ضد العراق حتى من دول مثل فرنسا رفضت هذه الحرب يؤكد حالة الفوضى العارمة في العراق.
وأشار الباز الى ان الادارة الأمريكية وقعت في ثلاثة محاذير يتمثل أولها في تعميم الصاق تهمة الارهاب بعد أحداث 11 سبتمبر وتوجه بعض القيادات الأمريكية لاتهام المسلمين والعرب وبالتالي فإن الحرب يجب ان تكون على الأمتين العربية والاسلامية وبدأنا نسمع سؤلا يطرح هل الاسلام يعادي الغرب؟وذكر المستشار السياسي للرئيس مبارك ان الخطأ الثاني الذي وقعت فيه واشنطن تمثل في محاولات اقناع العالم بأن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل أما الخطأ الثالث تمثل في تصرف الولايات المتحدة خارج اطار الشرعية الدولية المتمثلة في الأمم المتحدة.
وأكد الباز ان معظم المسلمين يشعرون حاليا بأن هناك من يتربص بالأمة الاسلامية ويحاول ان يجد المآخذ عليها ولكن الاسلام فوق كل هذه المآخذ ويستمر في انتشاره الواسع بين أرجاء المعمورة مشيرا الى ان الأمة الاسلامية لم تكن يوماً أمة تعتمد على الارهاب وكانت دائماً تربطها علاقات طيبة بالإمبراطوريات المختلفة على مدى التاريخ.
وشدد الباز على ان قضية الارهاب ليست ظاهرة اسلامية فالارهاب ظاهرة موجودة ومعروفة منذ القدم ولكنها طغت في السنوات الاخيرة واصبحت هذه التهمة تلتصق بالاسلام زوراً وبهتاناً ويتم توجيه الاسئلة للمسلمين عما يحدث في أماكن كثيرة.
وأشار الى ان أول من استخدم عملية النضال الجهادي المنظم كانت الولايات المتحدة في حربها ضد الاتحاد السوفيتي بأفغانستان عندما جذبت مجموعة شباب من أقطار شتى لا علاقة لهم بأفغانستان وأقامت لهم وحدات تدريب تحت قيادة جنرالات أمريكان متقاعدين ولم يقتصر التدريب فيها على اطلاق الرصاص والقتال بل امتد ليشمل حوالي 56 عملية أخرى كانت العمليات العسكرية فيها مجرد جزء منها.
وأكد ان المجتمع العربي والاسلامي كان دائما يتعامل بقوة وحسم مع الخارجين عليه ممن يستخدمون القوة المسلحة كمطية لتسيير امورهم ولذلك لم تنجح أي حركات للسيطرة على المجتمع بقوة السلاح وارهاب الناس.
ومن جانبه طالب الدكتور عصمت عبد المجيد الأمين العام السابق للجامعة العربية في مداخلته بضرورة التحاور مع الولايات المتحدة وقال ان هذا الحوار سيظل مطلوبا لصالح الأمة العربية وهذا لا يعني التسليم بما يحاولون فرضه علينا خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
وأشار الى انه رغم وجود اللوبي الصهيوني المعروف (بالايباك) في الولايات المتحدة إلا انه ليس كل الشخصيات الأمريكية سيئة وقال ان كلاً من هذا لا ينبغي من منطلق المجاملة أو الخوف ولكن من تجربة التعامل مع الادارة الأمريكية بقوة عقب حرب أكتوبر التي نقلت الصراع نقلة كبيرة جدا.