بدعم أمريكي.. هل يدخل سعد الدين سباق الرئاسة في مصر؟
ضغوط خارجية وداخلية على مصر لتعديل الدستور

  * القاهرة مكتب الجزيرة علي البلهاسي:
هل يتم ترشيح سعد الدين ابراهيم لرئاسة الجمهورية في مصر؟!! هذا التساؤل أثار الكثير من الجدل مؤخرا في مصر بعد ان طرحته جريدة الاسبوع المستقلة على صدر صفحتها الاولى مصحوبا بمعلومات اكدها رئيس تحريرها مصطفي بكري المعروف بقربه من مؤسسة الرئاسة ومراكز صنع القرار في مصر وتشير هذه المعلومات الى ان هناك مساعي امريكية لطرح اسم سعد الدين ابراهيم كمرشح لرئاسة الجمهورية في مصر في اطار المخطط الامريكي لتنفيذ مشروع الشرق الاوسط الكبير في المنطقة.
تفاصيل المعلومات كما أوردها بكري تقول بأنه في النصف الاول من شهر سبتمبر الماضي عقدت لجنة متخصصة مكونة من خبراء بالخارجية الأمريكية والامن القومي وال سي اي ايه عدة اجتماعات متتالية لبحث مستقبل نظام الحكم السياسي في مصر وانتهت اللجنة الى اعداد تقرير عرضته على البيت الابيض اقترحت فيه الزام الحكومة المصرية بتعديل الدستور وفتح باب الترشيح لانتخابات رئاسية مباشرة في مصر وطرحت اللجنة اسم سعد الدين ابراهيم مدير مركز ابن خلدون كمرشح عن قوى المجتمع المدني لمنصب رئيس الجمهورية واقترحت ايضا اعتماد مبلغ 35 مليون دولار لمساندة سعد الدين ابراهيم في حملته الانتخابية ويلخص بكري الرؤية الامريكية ومبررات اختيار سعد الدين ابراهيم لترشيحه لمنصب الرئاسة في مصر بان امريكا تعتبره الرجل الاول لها في مصر وانه ابرز دعاة الاصلاح السياسي في مصر والاكثر فهما لطبيعة المصالح الامريكية والصهيونية في المنطقة ويقول انه بالرغم من ان امريكا تدرك تماما ان الدستور المصري ينص على ان ترشيح اي احد لرئاسة الجمهورية يتم بأغلبية ثلثي مجلس الشعب ثم يعرض اسم المرشح لمنصب الرئاسة على الاستفتاء الجماهيري الا ان اللجنة التي اعدت التقرير اقترحت ممارسة الضغوط السياسية والاقتصادية على مصر خلال الفترة القادمة لاجبارها على تعديل الدستور قبيل فتح باب الترشيح على منصب الرئيس وفي حال رفضت الحكومة المصرية الاستجابة لهذا المطلب الامريكي سيعطي هذا فرصة للادارة الامريكية لاستخدام ما تراه مناسبا من وسائل الضغط على مصر واجبارها على التسليم بالمطالب المطروحة يذكر ان تعديل الدستور للسماح باختيار الرئيس بالانتخاب المباشر من بين اكثر من مرشح كان هو المطلب الرئيسي لمختلف القوى السياسية داخل مصر في الفترة الاخيرة خاصة احزاب المعارضة التي شكلت تحالفا فيما بينها تحت اسم التوافق الوطني من اجل الاصلاح وضغطت من اجل تعديل الدستور الا ان الحزب الحاكم رفض مناقشة هذا المطلب في مؤتمره السنوي الثاني الذي عقد في سبتمبر الماضي ولعل هذا ما جعل احزاب المعارضة تكثف من ضغوطها من خلال توجيه دعوة مفتوحة لمختلف القوى السياسية من نقابات وجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني للمشاركة في تحالف التوافق الوطني من اجل الاصلاح ووصل الامر الى حد ان قررت احزاب المعارضة عقد مؤتمر جماهيري في ميدان عابدين وسط القاهرة لاشراك الرأي العام معها في المطالبة بتعديل الدستور والغاء حالة الطوارئ وتعديل قوانين الاحزاب والممارسة السياسية.
ويشكل دخول مؤسسات المجتمع المدني على خطط المطالبة بالاصلاح وتعديل الدستور مرحلة جديدة في معركة الاصلاح بين الحكومة والمعارضة خاصة في ظل ما يتردد حول وقوف جهات خارجية وراء تمويل هذه الجمعيات والمؤسسات لتحقيق اهداف معينة ويشير بعض المراقبين إلى وجود مصالح مشتركة بين هذه المؤسسات وبين امريكا حيث توفر لها امريكا التمويل اللازم لتقوم بترويج الافكار والنظريات الامريكية في العالم العربي والاسلامي ويقول المراقبون ان امريكا رصدت لذلك مبلغ 29 مليون دولار وصل فيما بعد الى مليار دولار يخصص لدعم هذه الجماعات لتطرح من خلالها فكرة الشرق الاوسط الكبير ويؤكد المراقبون ان مركز ابن خلدون الذي يرأسه سعد الدين ابراهيم من اقرب مؤسسات المجتمع المدني المصري للدعم الامريكي وان سعد الدين ابراهيم يحظى برعاية امريكية خاصة اعطته ما يشبه الحصانة داخل مصر حيث تسارع امريكا بالدفاع عنه في كل كبيرة وصغيرة وتدعم مركزه المشبوه بكل السبل لتحقيق اهدافها واجندتها الخفية ولكن هل سيصل الامر الى دعمه لترشيحه