* غزة - مكتب الجزيرة :
أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن اختراق صفوفها ليس بالأمر الهين، خاصة في ظلّ تفكيك وتركيب وإحلال بعض عناصرها القيادية وممارسة الخداع الاستراتيجي والتكتيك المستمر لتضليل أجهزة الأمن الصهيونية في الداخل وفي الخارج، وهو الأمر الذي امتدّ أيضاً لقنوات التمويل والإعداد للعمليات الفدائية والتدريب والرصد. وجاء في سياق بيانات وتقارير صادرة عن حركة حماس، تلقت الجزيرة نسخا منها : ان فشل جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) في اختراق قنوات الاتصال بين الحركة في الداخل وقادتها في الخارج، ناتج عن قيام قادة حماس (خاصة الموجودين في سوريا) بتغيير قنوات الاتصال والاعتماد على الشفرات الاستراتيجية والوسطاء فئة رقم (2) داخل حماس وقيام جهاز الاتصال بتنقية الحركة من بعض عناصرها من خلال (فلترة) بعض الأسماء التي حام حولها بعض الشبهات.
وبحسب تقارير حماس: فإن الموساد الإسرائيلي يسعى لاختراق الحركة بعد الحصول على معلوماتٍ محدّدة بشأن تنقّل بعض العناصر مثل خالد مشعل والدكتور محمود الزهار، وماهر العلمي، وسامي أبو زهري، ومشير المصري، خاصة خارج مناطق وجودهم المحدّدة، وامتدّ ذلك لمصادر تمويل هؤلاء القادة والأموال التي يتمّ تحويلها للحركة سواء من داخل المنطقة وخارجها وخاصة من دولٍ أوروبية وبعض الشخصيات الخليجية والفلسطينية في المهجر.
وكانت قناة (الجزيرة) القطرية، كشفت يوم (الاثنين)، الموافق 11- 10 - 2004 أن قوات الأمن السورية اعتقلت مؤخراً أربعة من عملاء (الموساد) الإسرائيلي، المشبوهين بمحاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، في سوريا.
وبحسب (الجزيرة) القطرية: فإن المشبوهين الأربعة، ثلاثة رجال وامرأة، اعتقلوا خلال مراقبتهم لمنزل خالد مشعل، وإنهم اعتقلوا داخل سيارة ميرسيدس لونها أزرق وتحمل لوحة ترخيص لدولة عربية مجاورة، وبموجب ما قالته قناة (الجزيرة)، فإن الأربعة اعترفوا بأنهم جندوا على يد عملاء لجهاز (الموساد) الإسرائيلي.
وقد نفت مصادر حكومية إسرائيلية، بشدة التقارير التي وردت حول القضية..
وفي ذات السياق، قال وزير الخارجية الإسرائيلي، سيلفان شالوم : إن تصريحات الرئيس السوري، بشار الأسد، بالنسبة لاستعداده للمفاوضات مع إسرائيل إيجابية، لكن ترافق هذه التصريحات أعمال غير إيجابية، وأضاف شالوم : لوكانت سوريا جدية ونشطت ضد (الإرهاب) الذي ينطلق من أراضيها، فستكون إسرائيل شريكة حقيقية للسلام.
هذا وأكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس، محمد نزال، من بيروت على صحة نبأ اعتقال عملاء (الموساد)، بقوله : إن هناك معلومات حول اعتقال مشبوهين في محاولة للمس بقادة حركة حماس، وقال إن هذا ليس جديداً.. ورفض نزال الكشف من أي دولة قدم المشبوهون الأربعة.. وأضاف نزال: إن نجاح جهاز (الموساد)، في الآونة الأخيرة، في الوصول وتنفيذ محاولة للمس بقادة فلسطينيين بواسطة مساعدة لوجيستية يقدمها متعاونون في دول عربية، مؤسف.. وطالب نزال الدول العربية ومسؤولي الأمن في هذه الدول باتخاذ الحيطة والحذر، قائلا : إن القضية أمنية بالدرجة الأولى بالنسبة لهذه لدول.
وكان الموساد الإسرائيلي قد اغتال في السادس والعشرين من شهر سبتمبر / أيلول الماضي القيادي في حركة حماس، الشيخ عز الدين خليل، (44 عاماً ) بتفجير سيارته التي كان يستقلها أمام منزله في حي الزاهرة بالعاصمة السورية دمشق. وعقبت حركة حماس على عملية الاغتيال تلك، بأن إسرائيل تسبب في عمليتها هذه بنشوب أزمة داخلية قد تثير دائرة العنف في المنطقة كلها، وقال مصدر رسمي في حركة حماس : إن الجناح العسكري للحركة هو الجسم الوحيد المخوّل باتخاذ قرار حول شكل الرد على عمليات الاغتيال الصهيونية التي تحدث في خارج الوطن وداخله.
وكانت مجلة الآفاق العربية المصرية كشفت في عددها الأخير ( 679 ) أول اعتراف إسرائيلي باستلام (الموساد) لملف حركة حماس من أحد أجهزة الاستخبارات العربية، وهو ملف متخمٌ بالعديد من الأوراق والحقائق عن الحركة وكوادرها وعملياتها وتنظيماتها وبنية الحركة وقياداتها في الخارج وطبيعة أنشطتها العسكرية ووسائل الاتصال المستخدمة.. إضافة إلى أن الملف تضمّن معلوماتٍ تفصيلية عن وجود حماس في إيران وسوريا ولبنان والسودان واليمن والسعودية والإمارات والكويت.
هذا وقد أشار (مائير دوجان) رئيس الموساد في لقاءٍ أخير مع قادة الأفرع وتشكيلات الموساد في بعض المحطات الخارجية وخاصة العربية في لقاءٍ عُقد مؤخراً ونشره موقع (موسادلي) ، إلى أن ما حصلت عليه إسرائيل يعدّ كنزاً، خاصة أنه لا يقتصر على نشاط الحركة وعناصرها في الداخل في ظلّ غياب المعلومات عن العمليات المتوقّع القيام بها وعناصر تحريكها ومن يقوم بها، إضافة لجهاز التدريب والتخطيط للعمليات في المديين القصير والطويل.
ويشير مراقبون إلى أن حركة حماس وبنيتها الأساسية صارت أحد أهم أولويات الموساد في الآونة الأخيرة، حيث يشير تقرير هيئة التقديرات والتوجهات (يوليو/ تموز 2004) إلى أن ضرب الحركة في مواقع وجودها والسعي لتقويض أركانها وتشتيت توجّهاتها أحد أهم مهام الموساد والشاباك معاً وأن الخروج من قطاع غزة لا يعني انتهاء المواجهة مع عناصر الحركة ؛ بل العكس استمرار المساعي الاستراتيجية لتحييد تحرّكها داخل الأراضي المحتلة وخارجها.
وفي هذا الإطار، يشير موقع موسادلي إلى أن الموساد حصل على معلوماتٍ بشأن (32 جمعية) عربية خيرية تحوّل أرصدتها إلى حركة حماس عبر مصارف إسلامية وأجنبية تعمل في الشرق الأوسط، وتم رصد 12 مصرفًا تقوم بهذا العمل إضافة لشخصيات تتبع بعض أفراد أسر حاكمة في الخليج حسب زعم هذا الموقع..
|