* الرياض - وسيلة محمود الحلبي:
من المعروف أن الاحترام أساس التعامل بين المدرسين وطلابهم مما يجعل شخصية المدرس قوية ولها تأثير جيد على الطلبة.. في هذا الخصوص هدفت دراسة تربوية للمعلمة زكية يحيى عطا الله في رسالتها للماجستير في التربية تخصص أصول تربوية من جامعة الملك سعود بالرياض وكانت بعنوان (الاحترام بين معلمات وطالبات الثانوية) وهدفت هذه الدراسة إلى معرفة مفهوم الاحترام لدى المعلمات والطالبات في المرحلة الثانوية والتعرف على تطبيقات الاحترام والصعوبات التي تحول دون تطبيقه وأهم الاختلافات في مفهوم الاحترام.
وتناولت الدراسة النظرية في الرسالة أربعة أقسام هي: مكانة الاحترام في العملية التعليمية، التعليم الثانوي للبنات في المملكة، خصائص المعلمة الناجحة وخصائص طالبة الثانوي والتعليم الثانوي للبنات في المملكة.
وقد تم استعراض الدراسات السابقة في ثلاثة محاور هي: الدراسات التي تناولت العلاقة بين المعلم والمتعلم - الدراسات التي تناولت خصائص المعلم وتأثيره على المتعلم - الدراسات التي تناولت مفهوم الاحترام وكان من أهم النتائج التي توصلت إليها الباحثة اتفاق معلمات وطالبات المرحلة الثانوية على ان الاحترام علاقة انسانية متبادلة ومتوازنة ومشاعر ودٍّ وألفة وتسامح تتغذى بتعاليم الدين الحنيف إلا أنهن يختلفن في رؤيتهن لمفهوم السلطة داخل الفصل ففي حين ترى المعلمات أن الاحترام داخل الفصل يعني قوة شخصية المعلمة وإجلال الطالبات لها، لا الظهور بمظهر الشخصية القوية المسيطرة عدم سماع صوت أثناء الدرس - تنفيذ تعليمات المعلمة كما صدرت حرفياً. أما الطالبات منهن تردد في قبول بعض العبارات عن مفهوم الاحترام مثل (تبجيل وقبول كل ما تفعله المعلمة وقبول السيطرة الكاملة على الفصل).
كما ان نظرة المعلمات أنفسهن لمفهوم الاحترام تختلف حسب مؤهلن العلمي ونصابهن التدريسي وعدد الطالبات في الفصل. أما الاختلاف في سنوات التدريس فليس له تأثير لاختلاف مفهوم الاحترام لدى المعلمات.
أما نظرة الطالبات لمفهوم الاحترام فتختلف حسب التقدير العام لهن في الفصل الدراسي الأول. أما اختلاف السنة الدراسية فليس له تأثير.
هذا وقد أوصت الدراسة بإعادة النظر في حجم الأعمال الملقاة على عاتق المعلمة، ومنها نصابها التدريسي لإتاحة الفرصة لتنمية العلاقات الاجتماعية الجيدة بينها وبين الطالبات والنابعة عن الراحة النفسية في عملها التربوي والتقليل من القيود الإدارية التي تحد من العلاقة بين المعلمات والطالبات والتقليل من عدد الطالبات في الفصل لإتاحة فرصة التواصل الجيد بين المعلمات والطالبات، وتنظيم محاضرات وندوات علمية للمعلمات والطالبات تدعم الاتجاهات الايجابية فيهن وتحسين المحايد منها، وتعدل الاتجاهات السلبية نحو علاقة يسودها الاحترام بين المعلمة والطالبة، وإعداد برامج تدريبية لمساعدة المعلمات على تعلم طرق التواصل سواء مع الطالبات أو الهيئة التعليمية أو الادارة أيضاً. وعقد ندوات لتوعية أولياء الأمور على ضرورة التعاون بين المدرسة والأسرة لغرس مبادئ العلاقات الاجتماعية السليمة في الناشئة وادخال مواد دراسية للمرحلة الثانوية تعني بالعلوم السلوكية لشرح وتعميم العلاقات الاجتماعية والمفاهيم السلوكية لدى الطالبات، وقد أكدت الدراسة على أهمية الدور الذي تلعبه العلاقات الإنسانية في المجال المدرسي والتي منها الاحترام وتأثيره في المسار الدراسي لطلبة الثانوية إلا ان العديد من المعلمات قد اكتفين في مهنتهن بالتلقين المجرد من العاطفة مما جعل بعض الطالبات يشعرن بالحيرة والقلق لسبب انعدام العاطفة وتدني الاحترام بين المعلمة والطالبة فالمعلمات يشتكين من ضياع هيبتهن والطالبات من عدم اهتمام معلماتهن بالجانب الإنساني لشخصيتهن كطالبات.
وما ينطبق على المعلمات والطالبات ينطبق على المعلمين والطلاب.
|