عبيد أمريكا يبدأون طريق الحرية

في مثل هذا اليوم من عام 1864 وافق سكان ولاية ميريلاند الأمريكية على دستور جديد للولاية يتضمن إلغاء العبودية في الولاية. وكانت الولاية بصدور الدستور الجديد قد سبقت الحكومة الفيدرالية في واشنطن في المضي قدما نحو إلغاء نظام الرق في الولايات المتحدة حيث أصدرت الحكومة الفيدرالية هذا القرار عام 1865، وهو القرار الذي وجد رفضا واسعا في الولايات الجنوبية التي كانت تعتمد على العبيد الأفارقة في مزارع القطن والقصب والموالح لذلك ثارت هذه الولايات على القرار الذي كان أحد أهم أسباب الحرب الأهلية الأمريكية. وقد قتل الرئيس الأمريكي الأسبق أبراهام لينكولن لأنه طالب بتحرير العبيد. فقد كان لنكولن من أبرز السياسيين الأمريكيين الذين تعاطفوا مع العبيد في الجنوب؛ لأنه كان من سكان الجنوب الذين عايشوا ورأوا أحوال السود المزعجة، مما أدى إلى تعاطفه معهم. ولم يكن إنهاء نظام العبودية نهاية لمعاناة الزنوج في أمريكا ولكن هذه المعاناة استمرت حتى عام 1964 وهو العام الذي ألغيت فيه كل أشكال التفرقة العنصرية ضد الزنوج في أمريكا بشكل رسمي. أما قبل ذلك التاريخ فكان العرق الأسود الأمريكي محكوما عليه بالانفصال التام عن الجنس الأبيض الأمريكي. ومن أمثلة ذلك الاضطهاد نقل التلاميذ الزنوج إلى مدارس كلها زنوج حتى ولو كانت على مسافة بعيدة من منازلهم. بمعنى أن المدارس القريبة من بيوت الأسر الزنجية كانت تغلق أبوابها في وجوه التلاميذ الزنوج لمجرد أنها مدارس (بيضاء)؛ وكان ذلك يجبر أسرة التلميذ الزنجي على البحث عن مدارس (سوداء) تسمح بدخول ابنهم.