* تحقيق - فوزية ناصر النعيم:
أفادت الإحصائيات الخاصة بالسياحة داخل المملكة بأن القصيم حققت أكبر عدد من الزائرين الذين يحرصون على الفعاليات السياحية داخل المنطقة ولعنيزة (باريس نجد) النصيب الأكبر من هذا التجمع الحضوري للاستمتاع بما تقدمه اللجان المنظمة للفعاليات من برامج مشوقة ومفاجآت رائعة.
(الجزيرة) تجولت بين المتنزهات النسائية بعنيزة والتقت بعدد من السيدات من داخل وخارج المنطقة وتعرفنا على الدوافع التي جعلتهن يفضلن السياحة في القصيم عن السفر خارج المملكة أو إلى مناطق أخرى.
الأفضل في عنيزة
قالت السيدة أم أحمد المنصور من الرياض: لقد حضرت مع أبنائي العام الماضي لزيارة بعض الأقارب في القصيم واصطحبونا إلى بعض المتنزهات بمحافظة عنيزة للتغيير والمتعة وكنت مترددة بعض الشيء لأنني لم أكن مقتنعة كثيرا أن هناك ما يجذب، والحقيقة أنني انبهرت بما شاهدت من تجمع نسائي كبير وتفاعل مع الأنشطة السياحية يدعو للمتعة والمرح لذلك عندما غادرنا العام الماضي إلى الرياض قطعت عهدا أن يكون صيفي القادم في عنيزة والحمد لله تحقق لي ذلك ووجدت أن الفعاليات أصبحت أكثر تطورا وأكثر إيجابية.
وقالت هند الجاسر من الرياض: أنا في الأصل من بنات المنطقة وظروف زواجي هي التي أبعدتني عنها ومثل هذا العطاء والجهد في محافظة عنيزة ليس أمرا مستغربا بل هي في الأصل من المحافظات المتطورة، وحينما أطلق عليها الريحاني (باريس نجد) لم يأتِ بجديد فهي فاكهة منطقة القصيم وكل شيء يقدم من خلالها متطور وينال الإعجاب ويستحق التصفيق.
وقالت مريم العبدالعزيز من المنطقة الشرقية: شهادتي مجروحة في (عنزيتنا) لأننا في الأصل منها وأنتمي لها ويربطني بها عشق عجيب على الرغم من أنني غادرتها وأنا في سن صغيرة وهي لم تكن بهذا الحجم من التطور والازدهار.. ولكن كلمة حق أشعر أن البرامج السياحية التي تقام داخل المتنزهات والمراكز الصيفية برامج رائعة ومتعوب عليها وخلفها جنود نذروا أنفسهم لتخرج عنيزة ببرامجها المتنوعة بهذا المستوى المشرف.
اهتمام بالسياحة
وقالت أم محمد: إن كثرة المتنزهات في عنيزة دليل على اهتمام القطاع الخاص بالسياحة وحرصهم على جذب الزائرين لهذه المنطقة بشتى الوسائل وهي متنزهات منظمة وعلى مستوى عالٍ من الأداء ولها مميزاتها دون استثناء، واعتقد لو أن كل مدينة حذت حذو منطقة القصيم في اهتمامها ومحاولة كسب رضاء الزائرين لما كان هناك سياحة خارجية على الإطلاق واتجه الجميع إلى داخل البلد فهي أولى من غيرها بالمبالغ المالية المهولة التي تذهب أدراج الرياح من أجل التنزه.
أم حيدر من المدينة المنورة قالت: إنني لا أزور القصيم إلا كل عامين مرة واحدة للسلام على بعض الأقارب ولا تستغرق زيارتي أكثر من أسبوع.. وهذا العام مختلف تماما حيث خرجت لبعض المتنزهات وأعجبتني البرامج التي تنفذ هناك وملاءمتها لكل الأعمار حيث خصصت أركان للأطفال وبرامجهم التعليمية والترفيهية وهناك جزء آخر مخصص لبرامج السيدات حسب مستوياتهم التعليمية حتى الخادمات مختلفات الجنسية لهن برامج خاصة بهن.. وهذا النوع من التخصص أعجبني كثيرا وقد رأيته في أكثر من مكان وأكثر من متنزه ويبدو لي أن القائمين على هذه البرامج أناس متخصصين ولهم باع طويل في هذا المجال وحريصون كل الحرص على سد الثغرات وإرضاء الجمهور.
ملاحظات واقتراحات
وعبرت ابتهاج العبد المحسن بقولها: هذه الأماكن بمثابة المتنفس لنا ونجد فيها الراحة والتغيير من الروتين الممل الذي نعاني منه داخل البيوت بين أربعة جدران، ولكن تبدو أسعار الدخول مرتفعة جدا بالنسبة للفرد الواحد فما بالك بأسرة كاملة تتكون مثلا من عشرة أفراد.. هذا غير أن تكون الأسرة من ذوي الدخل المحدود! يفترض أن هذه المتنزهات التي أنشئت خصيصا لدعم السياحة الداخلية أن تكون بتكلفة مالية تناسب جميع المستويات بحيث يكون الدخول للفرد الكبير 5 ريالات بدلا من 10 ريالات وريالين للصغير بدلا من 5 ريالات وبذلك نضمن عدم تسرب السواح القادرين إلى الخارج وعدم حرمان الآخرين من المتعة.
وأبدت بدرية المسلم بعض الملاحظات حينما قالت: هذه الأماكن نقصدها للترويح عن النفس وأخذ قسط من الراحة بعد عناء طويل من العمل والمسؤوليات ومن المعروف أن الحدائق بشكل عام تتميز بالهدوء والسكينة حتى يستطيع الشخص أن يخلد للراحة ويأنس بجلسته ولكن مكبرات الصوت التي تستخدم للإعلانات لا تدع لنا فرصة للراحة ولا حتى الاستماع إلى من هم جوارنا يتحدثون وبالتالي فهي تحرمنا من الهدف الرئيس لمثل هذه الرحلة وتنغص علينا جلستنا.. وإذا كان لابد.. فمثل هذه الإعلانات مسبوقة المعرفة يفترض أن تطبع في منشور صغير وتوزع على الزائرين للاستفادة منها وعدم المساهمة في إخراجهم من سكينتهم!!
وتقول نهى العبدالعال.. من محافظة جدة: للأسف ان نظام الحدائق لدينا هو نفسه نظام المدائن الترفيهية مع أنه يختلف في المضمون تماما.. فمعروف أن المدينة الترفيهية ضجيج ولعب ويقصدها الأهل للترويح عن أبنائهم ولكن ربما يتعذر عليهم الجلوس فيها بسبب الأصوات المتداخلة المرتفعة.. أما الحديقة فهي مكان مخصص للراحة والاستجمام ولكن مع الأسف ان أصحاب هذه الحدائق وطمعا بالكسب الزائد أقاموا هذه الألعاب داخل الحدائق وحرموا المتنزهين من المتعة التي يسعون لها؛ لذا اقترح تخصيص مكان لهذه الألعاب داخل الحديقة بعيدا عن الجلسات الخاصة بالمتنزهين ويكون هناك مشرفة لمراقبة الأطفال أثناء اللعب.. أما عن السياحة في عنيزة فهي بالمستوى الذي يجعلني أقصدها كل عام..
ولفتت أم علي إلى أن الطابع الدراسي الغالب على هذه المتنزهات والمتمثل بالمحاضرات التوعوية أفسد علينا متعة هذه الجلسات وجعلنا نشعر أننا لا زلنا في الأجواء الدراسية، ويفترض في مثل هذه الأماكن أن يغلب عليها الجانب الترفيهي فقد مللنا المحاضرات وكثرة الإصغاء!
ولكن منى المعين من جدة لها رأي آخر حيث قالت: جئتكم من جدة غير.. فأدركت أن عنيزة غير!! إنني مبهورة بهذه الأماكن السياحية في عنيزة ولم أكن أتوقع كل هذا التميز وأنا معجبة كثيرا بالبرامج الخاصة بالسيدات وأكبر دليل على رضا الناس عن هذه البرامج هو هذا التجمهر الكبير الذي لا تجد فيه مكانا فارغاً.
وعبرت موضي سند عن استحسانها لدليل البرنامج الترويحي، وقالت: لقد اطلعت على الكتيب الخاص ببرامج السياحة والذي شارك فيه العديد من القطاعات التعليمية والصحية والتطوعية وعرفت منه ما هي البرامج التي سوف تقام وأماكن إقامتها ومن الذي يشرف عليها وصرت أقصد المكان الذي فيه نشاط يلائم ميولي ورغبتي في حضوره، فمثل هذا الكتاب الصغير مفيد جدا والمتصفح يعرف جميع البرامج السياحية التي سوف تنفذ داخل المحافظة ويستطيع من خلاله أن يحدد جدولا لزياراتها على ضوء الأنشطة.
عناصرها متوفرة
وعلى هامش الآراء المتفاوتة التقينا بالمهندس عبدالعزيز بن علي الزنيدي وكيل بلدية عنيزة للخدمات ورئيس لجنة البرامج السياحية لنتعرف على رؤيته لمستقبل السياحة بعنيزة وكيف يمكننا تفادي السليبات للحفاظ على راحة السائحين فقال بشكل عام السياحة ترتكز على ثلاثة عناصر هي:
- توفر أماكن الترفيه والترويح (حدائق، متنزهات، مسطحات خضراء) .- تكامل الخدمات في المواقع الترفيهية (دورات مياه - بوفيهات - ألعاب أطفال) .
- جودة ووفرة المحلات التجارية (التسوق) .
وبتطبيق العناصر السابقة على عنيزة نجدها متوفرة فيها وبشكل جيد لا يصل إلى درجة الامتياز ولكن يصل إلى الدرجة المُرْضِية لجذب السائح أو الزائر إلى عنيزة.. والتطلع إلى الأفضل هو هاجس القائمين على الأنشطة السياحية للارتقاء بمستوى الخدمات وعناصر الجذب إلى أعلى درجة حيث تسعى البلدية إلى زيادة المسطحات الخضراء على الطريق الدائري الغربي والمسمى (الثيل حالياً) إلى أضعاف المساحة الموجودة وقد تصل إلى عشرة أضعاف.. وكذلك تزويدها بالخدمات المطلوبة مثل (دورات المياه الكافية مع توفر الصيانة) ألعاب أطفال مطاعم للسيارات ومطاعم للمشاة، توفير ميادين للمشاة نسائي وعوائل فتح طرق متعددة لسهولة الوصول للموقع، تفريغ جهاز عمل مستقل لخدمة تلك المنطقة والعمل على تطويرها باستمرار.. وبتلك الجهود يمكن الحكم على المستقبل السياحي بعنيزة بالمشرف.. علاوة على ما ذكر بعاليه بأن هناك عناصر جذب أخرى متمثل في توسط عنيزة من مدن المنطقة وسهولة الوصول إليها وجودة برامجها السياحية.
أما بالنسبة لاستخدام مكبرات الصوت في المتنزهات الخاصة وتأثيرها على زائري المتنزهات يمكن أن نقوم بالمفاهمة مع أصحاب تلك المتنزهات لنقل مرئيات مرتادي المتنزهات والعمل على تلافي ما يقلق تواجدهم وكذلك الحال بالنسبة للمحاضرات والدورات علما بأن هدفنا هو الارتقاء بمستوى الحضور وزائري المدينة بما يضمن التواجد الدائم لعلمنا بأن تواجدهم كسب للمحافظة مثل أن يكون كسبا للمتنزه الخاص.. وهذا ما يجعلنا نضاعف الجهود من أجلهم.
|