Wednesday 13th October,200411703العددالاربعاء 29 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

إحياء المعالم الأثرية وتوثيق المتاحف الشخصية في عسير إحياء المعالم الأثرية وتوثيق المتاحف الشخصية في عسير
محمد إبراهيم فايع - خميس مشيط

سررت لدعوة أستاذنا محمد بن عبدالله الحميِّد عبر زاويته (من وحي الوطن) في الوطن إلى العناية بالمتاحف والمعالم الاثرية وإنشاء متاحف في كل مدينة وقرية في منطقة عسير وذكره لبعض المهتمين بالمتاحف الشخصية والتي طالما دعوتهم الى توثيقها وتطويرها والكتابة عنها. وتعليقا عليه أقول لا شك في ان الأمة التي لا ماضي لها ولا حاضر لها لذا فإن الحفاظ على (المعالم الاثرية) والعناية (بالمقتنيات الأثرية) لأمر ضروري فهي الشاهد على حقب زمنية رحلت ولكنها ما زالت يُستطعم لذتها بكل حنين وشوق على ألسنة (الشيّاب) وفي ذاكرتهم ولها تهفو قلوب (الشباب) الذين لم يعرفوا هاتيك الايام، أيام البيوت الطين والدروب والسبل والمزارع التي اختفى معظمها أمام هجوم العمران مما جعلني أشفق على (الجيل) الحاضر والذي أسميه (الجيل الأسمنتي) فكل شيء يصطدم به ناظره اليوم (أسمنتي) على خلاف جيل الأمس الذي متع ناظريه بمنظر البساتين والكظام وتغاريد الاطيار ومناظر السيول في الأودية مما انعكس على حياتهم وأنا اتفق مع أستاذي أبي عبدالله وأشاطر أخي بندر آل مفرح الرأي وأقول هناك كثير من الاشخاص الذين اعتنوا بالمتاحف الشخصية في منازلهم وصرفوا عليها عشرات الآلاف والبعض منهم لديه مخزون ثر من المقتنيات الأثرية والتي تحتاج الى تسليط الاضواء عليها من قبل اعلاميي المنطقة غير انهم فضلوا البقاء في الظل ليعيشوا مع عشقهم للتراث وأذكر منهم الوالد الفاضل (سعيد المشبب) ولكنها ستبقى متاحف شخصية يشبع أصحابها من خلال عنايتهم بها عشقهم للماضي بآثاره وموروثاته وتراثياته وهم يحتاجون الى من يشجعهم للكتابة عنها، غير أنني ما أتمناه لا سيما بعد انضواء إدارة المتاحف والآثار تحت إدارة الهيئة العليا للسياحة وهو مكانها الطبيعي أتمنى إحياء الكثير من المعالم السياحية وإبرازها لتبقى حية نعيد معها تاريخا لم يمح ليتعرف أبناء الوطن على حضارة وطنهم على سبيل المثال (قرية جرش) التاريخية التي تقع الى الجنوب الشرقي لمدينة أبها خاصة وأنها شهدت حضارة الجرشيين وقد وُجدت صخور وكتابات وآثار في الموقع الاصلي بالقرب من جبل يعرف باسم (حمومة) بدلا من تركها هكذا محاطة بالشبك بعد ان كانت عرضة للضياع والنسيان هذا مثال بسيط أما (مقتنيات الآثار) وإقامة متاحف فلا شك ان أهل المنطقة يعرفون بأن قصر شداء يضم كثيرا من موروثات المنطقة وأن قرية المفتاحة تحفل بمتحف آخر يصور تراث المنطقة وتراثياتها وفي المستقبل المنظور سيقوم مركز الخميس الحضاري ومركز الأمير سلطان بالدور نفسه، ليست المشكلة في نظري تعدد المتاحف أو تمركزها في موقع واحد بل الاهتمام بالموجود وبالمعالم الأثرية وأدعو إدارة التعليم في المنطقة الى تبني فكرة (المتحف التراثي المدرسي) في عدد من المدارس الكبرى في مدن ومحافظات المنطقة وأنا على يقين بأن الطلاب وأولياء أمورهم سيعملون على تزويده بالموروثات الشعبية والتراثيات التي اشتهرت بها المنطقة وبهذا ستصبح المتاحف المدرسية دروسا في غرس وطنية وعشق الامس والحنين للماضي وستتحول الى مزارات لطلاب المدارس. إن كثيرا من المعالم الأثرية والمباني التاريخية والمنشآت التراثية تحتاج الى مد يد العناية لرعايتها من الاندثار والعبث وعوامل التعرية وتجديدها لتعود من جديد تحكي تاريخ المنطقة لأجيال اليوم ويسهم أصحاب المتاحف الخاصة بعرض ما لديهم عن تاريخ المنطقة من صور ومخطوطات بدلا من التحفظ عليها.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved