Wednesday 13th October,200411703العددالاربعاء 29 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

نهارات أخرى نهارات أخرى
كلام عن الحرية
فاطمة العتيبي

من أكثر الموضوعات التي يراهن عليها المثقفون هي (الحرية) ولهم فيها أحاديث وأفكار وأحلام مختلفة ومتباينة ومتسقة ومتناغمة .. وهم جميعاً حين يتحدثون .. يحترمون حريات الآخرين بل ويبذلون حياتهم من أجل إعطاء الآخر حقه في قول رأيه وابدائه بشكل حر.
** هاتفني الأسبوع الماضي أحد الصحفيين وقال : إنك هاجمت السعودية أول كابتن طيار ، وقلت فيها ما قلت .. وكان ينوي إجراء حوار كامل معي حول هذا الموضوع ، فقلت : له على رسلك .. هل المقال لديك الآن؟ ، قال : لا .. إنني معتمد على ذاكرتي ، قلت له : دونك الإنترنت واطلع عليه إن أحسست إنني جافيت الحقيقة وانني تعديت عليها فعد مرة أخرى .. ولم يعد .. لأنه وجد أنني قلت (للطيارة) حلقي أنى شئت ، لكن احترمي حق الآخرين في اختياراتهم.
مثلما أنت الآن سافرت ودرست وتعلمت الطيران فهذه حريتك ، لكن لا تطالبي الناس أجمعين بأن يؤيدوك في تجربتك ..
وهل خضت التجربة لترضي الناس أم لكي ترضي رغبتك؟؟
ومن احترام حريات الآخرين أن لا أطالب الناس بأن يصفقوا لي مثلما انني لا أوافق على منعهم لي.
تلك معادلة دقيقة ونقطة ساخنة قلما ينجح في التعامل معها الناس .. لأن الوعي بحرية الرأي قضية تحتاج إلى أريحية نفسية أولاً قبل الوعي الثقافي حتى ..
أنظر إلى أهلينا الكبار كيف كانوا أكثر أريحية وسماحة من الأجيال التي جاءت بعدهم .. إنها أريحية النفس الفطرية .. المستعدة لقبول مذاهب الناس وما يعشقون مهما اختلفوا.
وقد علمتهم الصحراء الرحابة والسعة في النفس ، وقللت من القيود والحواجز والجدران ، فبدت الحياة لهم أكثر بساطة وأكثر قبولاً للاختلاف والتباين.
** جئت قبل ما يقارب عشر سنوات إلى الرياض .. والتقيت كثيرا من الزميلات لأول مرة في حفل رسمي ، فتحدثت معهن بكل فرح فاجتذبتني إحداهن على جنب قائلة لي : كيف تسلمين على فلانة ألم تكتب عن مجموعتك الأولى منتقدة تسرعك في نشرها؟! فقلت ذاك موضوع وهذا موضوع ..
إنه رأيها ولها الحق في أن تقوله ، ولي الحق في قبوله أو رفضه .. لكن هذا لا علاقة له بالسلام.
كنت حينها رحبة النفس .. أريحية الخاطر .. لم تنجح عنيزة الجميلة في بناء الجدران في صحراء قلبي .. وكانت نخلاتها الطويلات شرفاتي التي أطل منها على الحياة من أعلى فلا أحفل بالأسفل.
** لا أستطيع أن أجزم أن الرياض لم تنجح في ذلك .. وإنني ظللت تلك البدوية التي تعلمها صحراؤها صباح مساء كيف تكون رحبة .. أريحية .. ممتدة النظر والبصيرة!!

ص.ب 11671 الرياض 84338


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved