Wednesday 13th October,200411703العددالاربعاء 29 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "متابعة "

التازي يحاضر في (شومان) حول (أدب الرحلات) ويقترح أطلساً لابن بطوطة التازي يحاضر في (شومان) حول (أدب الرحلات) ويقترح أطلساً لابن بطوطة

* عمان - الجزيرة - خاص:
استثمر المؤرخ المغربي د. عبدالهادي التازي المحاضرة التي قدمها بعنوان: (حوار الحضارات من خلال أدب الرحلات) في منتدى شومان أول من أمس ليقدم اقتراحاً بالعمل على وضع واصدار (اطلس ابن بطوطة).
وأشار د. التازي، انه تهيأ له الاطلاع على اصدار مهم تحت عنوان (أطلس المتنبي)، (وان اصداراً كهذا في حالة ابن بطوطة، هو بلاشك، اعظم شأناً واكثر أهمية، بالنظر لاتساع نطاق رحلات ابن بطوطة، وشمولية مؤلفه).
وتوجه د. التازي باقتراحه إلى مؤسسة شومان، لتبني هذا المشروع، في خطوة من شأنها أن ترتقي بالاهتمام بالرحالة العربي، إلى مستوى الاهتمام والتقدير الذي يحظى به في العالم.
وكان د. التازي، أولى اهتماماً خاصاً بشرح اقتراحه، قبل ان يعطف على أدب الرحلات، ليخص من بعد الرحالة العربي ابن بطوطة، بالقسم الاهم من محاضرته، ما اقتضاه ان يغفل جوانب أخرى كان من المنتظر ان تشملها محاضرته.
وقال د. التازي في المحاضرة التي قدمها د. محمد ناجي عمايرة، ان أدب الرحلات هو من الآداب الرفيعة التي يمكن للعالم العربي ان يفخر بها، اسهاما وريادة.
ورأى د. التازي ان أدب الرحلات المختلف عن سواه، والذي يتميز بتقديم الرحالة الرحلات التي قام بها لزملائه الذين يقرأونه يتنوع إلى عدة أنواع تشمل (الرحلة الحجازية) التي هي رحلة الحج الشهيرة و(الرحلات السفارية) التي كان يقوم بها سواء إلى الدول والبلدان والاقطار الاخرى، و(الرحلات التجارية) التي لا تسجل المعاملات التجارية وحسب، بل وطرائق العيش والنظم الاقتصادية كما تشمل (الرحلات الصوفية) و(الرحلات السياحية).
واشار د. التازي إلى ان (المغاربة ضربوا رقماً قياسياً في الرحلات، وتفوقوا على اخوانهم المشارقة، في أدب الرحلات. ذلك انهم بعيدون عن المشرق ومتطلعون لمعرفة ما يجري خارج المغرب؟ بالاضافة إلى أن وقوع الأماكن المقدسة في المشرق، كان حافزاً أساسياً).
وتوقف د. التازي مطولاً عند ابن بطوطة الرحالة العربي ذائع الصيت، وصاحب الرحلة الأشهر، التي ترجمت إلى اكثر من ثلاثين لغة الذي (نقل الينا من خلالها، صوراً مشرقة بالغة الوضوح، عن كل المناطق التي زارها، وبدقة متناهية، في نص مقروء، لأن الرجل بارع فيما يتصل بالآداب، وفيما يتصل بالدقة والمصداقية).
واشار د. التازي إلى الاهتمام العالمي بالرحالة العربي الشهير (الذي احتفلت اليونسكو في باريس منذ شهرين بمناسبة مرور سبعة قرون على ميلاده والذي احتضنت الامم المتحدة في مقرها بنيويورك مؤتمراً يحتفي به إلى جانب كولومبس).
وأعلن المؤرخ د. التازي الذي كان له الفضل في تقديم رحلات ابن بطوطة إلى القارئ العربي عن نسخة قام على تحقيقها ان كل الأسئلة التي كانت تشكك بمصداقية ابن بطوطة قد اطفئت، وآخرها، عدم التناسب ما بين ما أوردته من مشاهداته الكثيرة حول بلاد الشام، والزيارة القصيرة التي اقتصرت على سبعة أيام فقط.
وقال د. التازي لقد وفقت منذ فترة، بالوقوع على وثيقة تاريخية، محفوظة لدى الازهر الشريف، بخط (ابن بطوطة) نفسه يذكر فيها، رحلة أخرى له إلى الشام، كان قد قام بها، بغرض نسخ رحلته، الامر الذي يفسر مشاهداته الكثيرة التي لا يمكن ان تكون حصيلة زيارة من سبعة أيام).
وحول ابن بطوطة ذكر د. التازي ان اسمه كان ولا يزال موضوعاً للأسئلة، ورأى ان الاسم في اصله يعود إلى (أقدس واعظم اسم انثوي عند المسلمين، الذي هو اسم فاطمة، والذي شاع بتشكيلات تجيب منها (فطومة) ليس من النادر ان ينسب الرجل إلى امه، في الثقافة الشعبية، ومن هنا جاء الاسم (ابن بطوطة).
وقال د. التازي الذي اشتملت سيرته الذاتية على 1125 رحلة جوية، ان (ابن بطوطة) أورد كثيراً من المعلومات التفصيلية والدقيقة حول البلدان التي زارها، ولم تخل من طرائف، ومن ذلك، ما يذكره من مشاهدات حول الهند، التي سجل انها كانت تحرم استعمال كلمة (اجنبي) وكانت تستخدم كلمة (العزيز) للاشارة إلى الوافدين اليها.
واشار د. التازي الذي عمل سفيراً للمغرب في العراق وليبيا والامارات وايران، ان ابن بطوطة وصل في رحلاته إلى الصين وان كان هناك من يشك بذلك، فان الشكوك يبددها العلماء الصينيون انفسهم بالرجوع إلى توصيفات ابن بطوطة ومشاهداته الدقيقة.
وأكد د. التازي ان ابن بطوطة كان مسكوناً بالدقة وتدوين التواريخ الدقيقة للاحداث إلى درجة انه درج على تدوين تاريخ ميلاد اولاده، وضبط المناسبات والاحداث الخاصة ناهيك عما سجله في رحلاته.
ورأى د. التازي ان ابن بطوطة كان مسكوناً بالمرارة، وقدمها في رحلاته على نحو غني ومتنوع، ويمكن الاستشفاف مما كتبه انه كان يرى المرأة من خلال قدرتها على تبادل الحديث الطيب لا من خلال صفاتها الجسمانية، او حتى من خلال المعايير الاجتماعية التقليدية.
ربما كان اهتمام د. التازي الذي ما زالت تتقد داخله جذوة الفضول العلمي، والرغبة في الانجاز والعطاء، قد دعته إلى التركيز على ابن بطوطة وفضله الكبير في مجال أدب الرحلات، الا ان ما قدمه من اضاءات هامة حول الرحالة العربي، وجهوده المشهودة وحول الاهتمام العالمي به، كان جديراً بوقت المحاضرة، ولربما كان أكثر أهمية من مقولة (حوار الحضارات) ذات الطبيعة المناسباتية والتي تشكل على نحو أو آخر ردة فعل عاجزة على مقولة (صراع الحضارات) التي تم التنظير لها غربياً، بمادة فكرية متهافتة وبعتاد عسكري جرار.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved