مفكّرون ودبلوماسيون يطالبون بتأسيس مشروع عربي لمواجهة الشرق أوسطية
الشرق الأوسط الكبير يستهدف حماية إسرائيل وأمريكا

* الإسكندرية - مكتب الجزيرة - أحمد سيد:
طالب المؤتمر السنوي الأربعون لجماعة الادارة العليا في ختام أعماله امس الاول بضرورة تأسيس مشروع عربي يتوازن او يتنافس مع رؤى ومطالب المشروعات الدولية المطروحة على الساحة مثل مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي طرحته الولايات المتحدة وما سبقه من اعلان برشلونة الصادر عن المؤتمر الاورومتوسطي عام 1995 ثم التقرير الصادر عن القمة الأوروبية في بروكسل عام 2004م.
واكد المؤتمر الذي شارك فيه اكثر من 300 مثقف ودبلوماسي مصري ان جميع المبادرات والمشروعات الدولية التي طرحت تستهدف ظاهريا تأمين السلام والاستقرار والتنمية بصفة عامة الا ان بعض محاورها وآثارها تستهدف صالح اسرائيل وتأمين المصالح الاقتصادية والسياسية الامريكية والاوروبية الامر الذي يتطلب وجود مشروع مقابل عربي ضد هذه المبادرات بشرط ان يأتي هذا المشروع العربي من خلال تشخيص مواطن الضعف والمرض في مجتمعاتنا وحكوماتنا ووضع برامج زمنية محددة الاهداف والتوقيتات لعلاجها دستوريا وثقافيا واقتصاديا بما يضع اطارا من الحماية والمناعة في مواجهة الاطماع الامريكية والاوروبية خاصة وان التأخير في وضع هذه البرامج لا يحقق الا الانهيار او الانكسار امام القوة الاجنبية ذات القدرات العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية واوصى المؤتمر بضرورة اعادة علاقة الدولة مع المجتمع المدني بحيث ترفض التهميش وتداول الامتيازات وتؤمن باللامركزية وتناوئ الفساد المؤسسي مؤكدا على ان المطلوب هو عقد اجتماع جديد يضم الدولة والمجتمع المدني في شراكة اجتماعية ودعا المؤتمر الى تحرير الفكر الذي يعد احد ضمانات الدفاع عن المجتمع المدني لأنه يحول دون انعزال الاقليات داخل ثقافاتها الفرعية خاصة وان الثقافة المصرية تعيش حاليا حالة هروبية ومن المستحيل ادارة عمليات التغيير الا باستعادة دورها الايجابي.
وطالب المشاركون في المؤتمر الحكومة المصرية بطرح برنامج شامل للاصلاح السياسي يدار حوله حوار بين كافة القوى السياسية في المجتمع دون حساسية لأي شيء ودون خوف من العواقب طالما كان الصالح العام هو الهدف المنشود على ان يبدأ تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه في ظل جدول زمني يتضمن انجازا مستمرا لتجسيد المصداقية وبما يحقق انتخابات برلمانية حرة نزيهة تؤمن حق تداول السلطة على جميع المستويات.