تساؤلات حول مشتبهين بالإرهاب يتعرضون للتعذيب في الولايات المتحدة
عدد كبير من الممنوعين من دخول أمريكا تمكنوا من التسلُّل إليها

* واشنطن - ا.ف. ب:
اتهمت منظمة دولية لحقوق الإنسان المخابرات الأمريكية باعتقال وإخفاء مشتبهين بالإرهاب وتعذيبهم، في وقت اعترفت فيه مصادر أمريكية بأن أعداداً كبيرة من المحظور عليهم دخول الأراضي الأمريكية تمكَّنوا من الدخول إليها في الأشهر الأخيرة.
فقد ذكرت مجلة تايم الأمريكية الأسبوعية في عددها الأخير أن عدداً كبيراً من الأفراد الذين يشتبه بتورطهم في الإرهاب وادرجت أسماؤهم على لائحة لأشخاص ممنوعين من زيارة الولايات المتحدة، من دخول الأراضي الأمريكية في الأشهر الأخيرة.
وقالت مصادر رداً على أسئلة المجلة إن (عشرة مسافرين على الأقل ممنوعون من دخول الولايات المتحدة جواً سمح لهم عن طريق الخطأ بالسفر).
وأوضحت (التايم) أن راكباً أصله من الشرق الأوسط اسمه مدرج على اللائحة، سافر على متن طائرة تابعة لشركة الطيران الملكية الأردنية من عمان إلى شيكاغو في ولاية ايلينوي (شمال). ورغم علمها بوجوده خلال الرحلة، سمحت السلطات الأمريكية للطائرة بالهبوط في شيكاغو.
وتضم اللائحة حالياً أسماء عشرين ألف شخص ويضاف إليها عدد يصل في بعض الأحيان إلى حوالي 300 اسم آخرين يومياً.
وقالت المجلة إن اللائحة تضم أسماء أشخاص توفوا أو سجنوا وحتى ألف اسم كتبت أكثر من مرة. ومن جانب آخر تساءلت منظمة هيومن رايتس ووتش التي تدافع عن حقوق الإنسان، في تقرير عن مصير ما لا يقل عن أحد عشر شخصاً يفترض أنهم من الإرهابيين يشتبه أن بعضهم من المسؤولين الكبار في تنظيم القاعدة ويعتقلهم الأمريكيون.
وفي تقرير من 46 صفحة نشر أمس الثلاثاء بعنوان (مفقودو الولايات المتحدة: المعتقلون الأشباح لدى سي آي ايه)، قالت المنظمة إن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تحتجز هؤلاء الرجال في (أماكن سرية) خارج الولايات المتحدة وبدون أن تعلم عائلاتهم بمكان وجودهم أو أن تصل إليهم اللجنة الدولية للصليب الأحمر.وجاء في التقرير أن (المسؤولين الأمريكيين يحتفظون بالمعتقلين في أماكن سرية، حيث تعرض بعضهم للتعذيب).واعتبر ريد برودي، المستشار الخاص للمنظمة أن (إخفاء المشتبه فيهم هو تجاوز ينطبق تماماً على الديكتاتوريات العسكرية في أميركا اللاتينية في حربها القذرة على المتآمرين عليها.وقد أصبح هذا الأمر الآن تكتيكاً تتبعه الولايات المتحدة في حربها مع القاعدة).
وأوضح أن الأمر يتعلق بعملية اختفاء عندما ترفض السلطة التي تعتقل الشخص أن تكشف عن مصيره وتضعه هكذا خارج أي حماية قانونية.ومن بين هؤلاء المحتجزين الـ11 خالد الشيخ محمد المهندس المفترض لاعتداءات الحادي عشر من أيلول- سبتمبر 2001 والذي اعتقل في آذار - مارس 2003 بالقرب من إسلام آباد.وكذلك أبو زبيدة المرافق المفترض لأسامة بن لادن والذي اعتقل أيضاً في باكستان في 2002م.ودعت منظمة هيومن رايتس ووتش (الولايات المتحدة إلى وضع جميع المعتقلين وفي أي مكان كانوا تحت حماية القانون. وتطلب خصوصاً أن تسمح الحكومة للجنة الدولية للصليب الأحمر بالوصول دون قيود إلى هؤلاء المعتقلين الذي اعتقلوا بعد عمليات لمكافحة الإرهاب). وأضاف ريد برودي أن (المتهمين بجرائم خطيرة جداً يجب أن يحالوا غلى القضاء مع إقامة دعاوى عادلة بحقهم) مضيفاً انه (إذا كانت الولايات المتحدة تتبنى التعذيب والإخفاء بحق معارضيها فهي تكون بذلك قد تخلت عن قيمها وواجباتها الدولية).