أضواء
خارطة الإرهاب في العراق
جاسر عبدالعزيز الجاسر

من الأساليب التي تميز الأعمال الارهابية التي تقوم بها جماعة المتشددين كثرة التسميات ونسب العمليات العسكرية والتفجيرية إلى منظمات وجماعة متعددة لأسباب تنظيمية وسياسية ودعائية، والعراق الذي أصبح ساحة للمواجهة بين تنظيمات الارهاب الدولي وبين قوات الاحتلال الأمريكي وقوات الأمن والشرطة العراقية على هذه الساحة التي تعتبر الآن الساحة الأكبر لحرب الارهاب رصدت دوائر الاستخبارات في وزارة الداخلية العراقية أن عدد المجموعات المسلحة التي تعمل في العراق بلغ أكثر من ستين مجموعة مسلحة يرفع معظمها شعارات وأهداف وتسميات دينية.
وأوضحت التقارير أن مجموعة التوحيد والجهاد التي يتزعمها أبومصعب الزرقاوي هي من أهم وأخطر وأكثر المجموعات نشاطاً في الساحة العراقية مشيرة إلى وجود تشابه كبير بين ثلاث من هذه المجموعات في الأهداف والخطاب السياسي حيث يصعب التمييز بين جماعات التوحيد والجهاد وجيش أنصار السنة والجيش الإسلامي التي تشكل بمجموعها العمود الفقري للمقاومة الإسلامية
وأشارت التقارير الى ان هذه المجموعات قد أعدت من بين أعضائها حلقات متخصصة بالخطف والاغتيالات وتفخيخ السيارات مؤكدة أن كتيبة الاستشهاديين التابعة لجماعة التوحيد والجهاد قد تخصصت في عمليات الخطف حيث دشنت أولى عملياتها في شهر إبريل الماضي أثناء حصار القوات الأمريكية لمدينة الفلوجة مؤكدة أن هناك مجامع صغيرة غير مرتبطة بتنظيمات خيطية ككتيبة (أبي بكر الصديق السلفية) التي تبنت اختطاف عشر رهائن يعملون لصالح شركة تركية وكتيبة (سرايا أسود التوحيد) وهناك مجموعات لم تعلن عن نفسها إلا في حالات قليلة جداً وأن معظم عملياتها تجرى تحت الأرض.
في هذه الأثناء أفادت مصادر في وزارة الصحة العراقية بأن المعدل اليومي لضحايا العنف في العراق بلغ حوالي 80 قتيلاً في اليوم الواحد بين من يقتل بفعل القصف الأمريكي أو السيارات المفخخة أو بحوادث القتل العمد والتسليب والاغتيال.
وقالت المصادر إن هذا المعدل من الضحايا لم يشهده العراق حتى خلال سنوات الحرب مع إيران مشيرة إلى أن أعداد الضحايا في تصاعد بسبب توسع رقعة المواجهات بين المقاومة العراقية وقوات الاحتلال وبسبب ارتفاع وتيرة الفوضى الأمنية وازدياد حالات القتل العمد لأسباب ودوافع وغايات مختلفة.