كثرت التفجيرات الإرهابية في أنحاء متعددة من العالم، وقد تعددت أيضاً مصادرها إلا أنها في النهاية تصب في ما يقال له حالياً الإرهاب الإسلامي أو العربي وقد أوجدت من العدم أسماء لم تكن موجودة أصلاً ومنها تلك الأسماء الجديدة التي برزت في كل من العراق وأوزبكستان والتي أظهرت أشخاصاً ملثمين يلقون خطابات صوتية ويذكرون فيها قيامهم بتلك الجرائم لخدمة الإسلام وللانتقام من الكفرة إلخ.
أما أبو مصعب الزرقاوي والقاعدة فحدث ولا حرج فأبو مصعب الذي سبق أن سمعنا منذ أكثر من عام بأنه قد مات ودفن في الأردن وسمعنا فيما بعد أنه موجود ولكنه معوق حيث إنه قد فقد ساقه أو ساقيه، وصار هذا الميت أو المعوق يتنقل بحرية بين مدن العراق ويجري التفجيرات وقتل الأبرياء وذلك باسم الدين الإسلامي، وفي هذين اليومين قرأنا من مصادر أمريكية أنه يتنقل بين العراق وايران.
إن المتتبع للتفجيرات التي جرت في العالم يجد أنها غالباً ما تكون ذات طابع واحد وهو قتل الأبرياء ثم يأتي الملثم أو الشريط المشار إليه أعلاه وينسب تلك الجرائم للإسلام، والغريب أن غسل المخ بواسطة وسائل الإعلام كثيراً ما يعطي مفعوله حتى ولو ورد تكذيب لذلك لأن الإعلام مسيطر عليه من جهات لا تريد للعرب والمسلمين أي خير بل تريد لهم الشر.
والغريب أيضاً أن القاعدة وأبو مصعب الزرقاوي يتنقلون من بلد إلى آخر بكل سهولة، ولا أعرف كيف يتم ذلك، وهل يغيرون وجوههم أم يحملون جوازات مزورة أم ماذا؟
إن هذه لعبة استخباراتية ربما تكون لدى الحكومات العربية والإسلامية معلومات عنها ولكنها لا تجرأ على البوح بها.
لقد قرأنا وسمعنا ان رجال الاستخبارات الصهيونية يتنقلون من بلد إلى آخر بجوازات مزورة وقد عرف منها حتى الآن أنها كندية ونيوزيلاندية، كما اكتشف ان تلك الاستخبارات تنقل معها متفجرات من بلد إلى آخر كما حدث في عاصمة الفلبين وربما اكتشفت جوازات مزورة ونقل متفجرات في بلاد أخرى ولكنها تخفي ذلك لكي لا يغضب حماة الصهاينة والمدافعون عن شارون وأعماله الإجرامية اليومية بدون أي وازع من ضمير.
إن التفجيرات التي جرت في العراق منذ أن غزته أمريكا وأذنابها تصب في هدفين اثنين أولهما هو الإساءة إلى الإسلام وإلى العرب عموماً، وثانيهما خلق خلافات بين الطوائف والأديان من أجل تسهيل تحقيق الأهداف الصهيونية والإمبريالية الحديثة.
فقد بدأوا بتفجير مساجد السنة ومساجد الشيعة من أجل خلق خلافات مذهبية ليتطاحنوا فيما بينهم ثم فجروا كنائس بغداد والموصل من أجل هدف التفريق بين العراقيين وربما يُلجئ ذلك المسيحيين للهجرة أو طلب الحماية، وكل منهما يكمل الهدف الأساسي وهو التفريق بين الفئات والترحيب بالاستعمار الجديد.
لقد جرى تفجير ضخم في طاشقند العاصمة الأوزبكية منذ ما يقارب الشهرين وقد نسب إلى كل من الحركة الإسلامية وحزب التحرير، أما الحركة الإسلامية فقد أنكر الرئيس الأوزبكي كريموف وجود هذه الحركة أصلاً (الشرق الأوسط 16-6-1425هـ) وأما حزب التحرير الإسلامي فقد أنكر ذلك متحدث باسمه، فما هي الجهة التي قامت بذلك؟
لقد فجروا كنائس ومساجد في لبنان عندما كانت الحرب الأهلية محتدمة من أجل التفريق وتوسيع الفجوة بين المسلمين والمسيحيين، وذلك لنفس الغرض ولكنه لم يتحقق لهم ما أرادوه.
إنهم يزاولون هذه اللعبة في كل مكان من العالم حتى ولو كان هناك قتلى منهم ومن أصدقائهم أو حماتهم، مادامت تحقق الأهداف المرسومة وقد عملوا فظائع في أوروبا وفي المانيا خصوصاً ضد اليهود من أجل أن يجبروهم على الهجرة إلى فلسطين، كما قاموا بفظائع ضد اليهود العراقيين من أجل حثهم على الهجرة إلى فلسطين عام 1948م.
إنهم يشوهون سمعة العرب والمسلمين المهاجرين بكل بقاع الأرض من أجل التخلص منهم باية وسيلة وأهمها إيقاف الهجرة والعمالة من البلاد العربية والإسلامية.
فقد قالوا في يوم من الأيام إن العالم الغربي سوف ينقرض وستتحول بلاده إلى بلاد إسلامية لأن الغربيين لا يبكرون بالزواج أو أنهم قد لا يتزوجون إطلاقاً بخلاف العرب والمسلمين الذين يتزوجون وينجبون بكثرة.
وفي النرويج يقول حزب متطرف إن الإسلام دين خطر وتجب محاربته كمحاربة النازية. إنهم يخلقون الأكاذيب والعالم يتلقاها بالطريقة التي يرغبها مخترعوها وإن كان هناك اعتراض أو تكذيب لها فلا أحد يلتفت إليه.
الحقيقة التي لا مراء فيها أنها حرب ضد العرب والمسلمين وأن كل ما يجري من تفجيرات هو لمجرد خلق كراهية عالمية ضدنا حتى تترسخ هذه اللعبة وتكون مبرراً لأي شيء يجري لنا حالياً أو مستقبلاً.
إن أكذوبة ابو مصعب الزرقاوي تحتاج إلى وقفات طويلة فهذا الشخص يقال عنه إنه يتنقل من بلد إلى آخر, ويسعى إلى امتلاك أسلحة دمار شامل وربما أسلحة ذرية ولا يراه أحد وكأنه الشبح الذي لا يمكن اصطياده, وستظهر لكم الأيام أن إضافة أكذوبة تنقله بين العراق وإيران التي قيلت منذ أكثر من شهر واحد متربطة بموضوع أكذوبة أسلحة الدمار الشامل، والعالم يسمع ويقرأ عنه ويصدق وخصوصاً إذا كان المتحدث بهذه الأكذوبة أحد من أتوا على ظهر الدبابة الأمريكية.
أما الذين لم يأتوا على ظهر تلك الدبابة فإليكم رأيهم:
1 - نشرت صحيفة الرياض بعدد يوم الخميس 3-7-1425هـ ص 4 مقابلة مع السيد مهدي الصميدعي رئيس وفد هيئة الإفتاء في العراق ألخصها فيما يلي: (إن الموساد الإسرائيلي وراء التفجيرات التي نالت من الأماكن المقدسة سواء الإسلامية أو المسيحية بهدف بث الفوضى والفرقة بين أبناء الشعب العراقي والنيل من نسيجه الوطني).
2 - نشرت صحيفة الشرق الأوسط بعدد يوم السبت 4-8-1425هـ ص 2 مختصراً لخطبة الجمعة الماضية التي ألقاها الشيخ عبد الغفور السامرائي في مسجد أم القرى ببغداد جاء فيها: (أمس المساء قامت طائرات الأعداء بضرب قرية زوبع بالقرب من الفلوجة بحجج واهية وأساليب ملتوية وأكاذيب ليس لها مثيل عندما قالت: هناك تجمع لأنصار الزرقاوي في القرية فقتلوا أكثر من ثلاثين من النساء والأطفال والشيوخ والشباب..... ثم يقولون بكل وقاحة إن أنصار الزرقاوي قد رحلوا من هذه القرية إلى مكان آخر) وقد تساءل: (لماذا لا تطوق القوات الأمريكية الزرقاوي وأنصاره وتعتقلهم عندما تتلقى معلومات بوجودهم في مكان ما؟).
نحن نقول أهل مكة أدرى بشعابها وهذان المثلان يعطياننا نظرة مريبة حول قصة الزرقاوي وجماعته، ولذا فإنني أرجو أن لا تكون شجاعة رجال الدين وجهرهم بالحق على منابر المساجد سبباً في إيذائهم كما حدث لنظرائهم من قبل.
|