كتاب جديد للمؤلف جيفري مورهاوس يقع في ثلاثمائة وست وسبعين صفحة، ومؤلف الكتاب، صحافي بريطاني أمضى مدة شهرين يراقب الحياة في كلكوتا، ولكن الذي يبدو أنه أمضى فترة أطول في الكتابة عنها.
وفي هذا الكتاب يعطي مورهاوس صورة لمدينة تثير الخوف والهواجس مما يجعلك تعتقد أنه لا بد من العيش فيها حتى تصدق ما يروى عنها ولو عقدنا مقارنة بسيطة بينها وبين نيويورك، التي يعتقد الجميع أنها أصبحت على حافة هوة حضارية يتبيَّن أن كثافة السكان تبلغ سبع وعشرين ألف نسمة لكل ميل مربع، بينما يبلغ سكان كلكوتا ثمانية ملايين نسمة، أي بمعدل مائة و ألفين اثنين لكل ميل مربع حسب إحصاء عام 1963م ويقول الأطباء النفسانيون إن سكان المدينة يعانون من اضطراب عقلي جماعي.
ويعطى مورهاوس إحصائيات مدهشة عن الحياة اليومية هناك فيقول إن حوالي 70% من السكان يعيشون فقراً مدقعاً على الرغم من أن كلكوتا أوسع وأغنى مدينة في الهند، بل هي أكبر موانئها، ويبلغ عدد العاطلين عن العمل أربعين ألف رجل، وحسب تقدير المؤلف، فإن حوالي سبعين ألفاً من السكان يتخذون من الشوارع ملاذاً وملجأ لهم ينامون على أرصفة الشوارع كجثث ميتة تنتظر الدفن، ويبولون ويتبرزون في نهر (هوغلي) المصدر الرئيسي لمياه الشرب في المدينة، وبالنتيجة فإن الكوليرا وباء مستفحل والسل عام والبرص مستشر!!
والمرض الأكثر خطورة هو عدم عمل شيء من قبل الحكومة لتقديم الحد الأدنى من الخدمات، فمثلاً لم تعالج الحكومة التضخم السكاني الذي من المتوقع أن يصل إلى اثني عشر مليوناً عام 1986م.
قدَّم هذه المادة: محمد نهار سواعي |