قصة ريشة
اصرخ كما تشاء.. ليس وجهك أشد سوادا من تلك الأيام.. ولكنك أيضا عرفت مكانك.. جيوبك ملأى بسائل ثمين.. وهي تقول لك انها تحبك.. وانها تخشى عليك.. ولكنك ظللت حائرا في تفسير ذلك.. هل من يحبك يخشى عليك؟!.. وصمت:
- تحبينني فقط !!
صاحت:
وأخشى عليك..
ثم بكت..
كل الناس كانوا يقولون انك لو سكبت ماء حاراً على جبينها.. لو انتزعت رأس الرجل الذي أهانك من بين كتفيه.. لتغيرت أشياء.. وأنت لم يهمك أن يتغير أي شيء.. ولأنك ستظل معلقا بين السماء والأرض..
قلت في أذنها:
- امسكي رجلي جيدا..
بفزع قالت:
- ولكنك وحدك ترتفع.
أنا لا أستطيع.
وقلت في أذنها مرة أخرى:
- إذن اجذبيني إلى الارض!
ولكنني أحبك..لذا.. أخشى عليك.
صمت:
- تحبينني فقط !!
بكت ثم صاحت:
- وأخشى عليك أيضا!!
يا للرجال.. ذات يوم انتزع رجل عمامتك.. حملقت فيه بثورة.. أعادها.. بهدوء:
- لأنك عنترة.
انت تعرف ذلك.. أبوك نفسه.. يعرف ذلك، ربما أكثر منك..
أما هي فلا تعرف شيئا من ذلك
عرفت الآن طعم الألم..
آه.. ذلك لأنك لم تحس به من قبل.. كنت تحب أن يموت الرجل قبل أن تنبثق دماءه.
وذات مرة رأيت واحداً يأكل شفته السفلى.. ويئن..
فثرت وأردت أن تقطع جسمه.. لولا أنهم هربوا به..
.. آه.. لم تعرف طعم الألم.. والآن.. الآن تحول السائل الذي يملأ جيوبك إلى نار.. آه..
- قلت لك إني أخشى عليك وأحبك..
اصرخ:
- تخشين عليّ فقط..
- بل أحبك فقط !!
وارتفع عويلها.. يا للألم..
ولكنك تريد أن تنام..
لا تنس أن تبصق على يدك اليمنى..
- أحبك !!
- وتخشين عليّ..
صاحت بألم:
- بل أحبك فقط..
ولكني أريد أن أنام..
وسأمزق جلد يدي اليمنى..
هذا كل ما أستطيع.. وصاحت.. لكني لم أعد أسمع.
جارالله الحميد |