اطلعت على الخبر المنشور في جريدتنا المفضلة الجزيرة، بتاريخ 5-8-1425ه ه بعنوان (ضوابط جديدة للحد من غياب الطلاب والطالبات) والذي يبين قراراً للحد من غياب الطلاب والطالبات قبل وبعد الإجازات الرسمية، وقبل الاختبارات، وإنني أؤيد هذا القرار
ولكني أتساءل وتساؤلي هو: ما الفائدة من منع غياب الطلاب في هذه الأيام، مع عدم معالجة الخلل الذي هو من أسباب غياب الكثير من الطلاب وخاصة قبل الاختبارات؟ هذا بالنسبة لما لاحظناه وعانينا منه في مدارس أبنائنا وأبناء أقاربنا؟ ولا أعمم على الجميع، وإن كنت أظن هذا غالباً، ولعل من قرأ هذا التعقيب يعقب سواء مؤيداً أو معارضاً حتى تتضح الصورة،
أخوتي ما أردت إيضاحه في هذا التعقيب هو: أن الطلاب والطالبات الذين يحضرون في هذه الأيام لا فائدة من حضورهم غالباً، حيث لا مدرس ولا مدرسة عندهم، إما أنهم مغلق عليهم في الفصل، وإما أنهم - وفي أحسن الأحوال- يلعبون في الساحة، فيأتون وقد أهدروا كثيراً من طاقتهم بما لا فائدة منه، حيث لو أنهم في المنزل يستذكرون دروسهم، أو على الأقل نائمون، حتى يكونوا من بعد الظهر إلى العاشرة ليلاً في استذكار دروسهم، وقد أخذوا في الضحى كفايتهم من النوم، لكان هذا أجدى.
وسأضرب لكم مثالين من تجربتي وأنا الحريصة على عدم غياب أبنائي في جميع أيام الدراسة، المثال الأول: يذهب ابني في يوم من أيام ما قبل الاختبارات، من أيام الشتاء الباردة، يذهب على قدميه وبعد ساعة أو ساعتين يعود بأمر من المدرسة، لأن لا فائدة من جلوسه بدون مدرس ولا مراجعة.
وأتساءل هنا ما ذنب هذا الطالب الذي ذهب على قدميه في شدة البرد، وأهله الحريصون على حضوره، ما ذنبه ليعاد إلى منزله بكل سهولة وكأن شيئاً لم يكن؟
المثال الثاني: ابنتي تذهب في تلك الأيام المذكورة، وطبعاً كالمعتاد لا معلمة ولا مراجعة، بل يغلق عليهن الفصل أحياناً فتأتي وهي منهكة ومتعبة وتعاني من الصداع، بسبب المشاكسات والضجيج داخل الفصل.
لماذا يطلب منهم الحضور لمجرد الحضور؟.. نرجو من المسؤولين مناقشة الجوانب السلبية لهذا الموضوع وعلاجها والله الموفق.
غزيل حمد |