Tuesday 12th October,200411702العددالثلاثاء 28 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

تعقيباً على مقالة الكثيري تعقيباً على مقالة الكثيري
نعم متى سيتخلص (جنوب العاصمة) من مياه المجاري ومتى سنشاهد (التلفريك) في قمم جبال طويق؟!

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الغراء وفَّقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أشير إلى ما يكتب على صفحات جريدة الجزيرة عن مدينة الرياض عاصمة مملكتنا الغالية بين حين وآخر في مواضيع شتى تهدف إلى معالجة بعض السلبيات التي تؤثر في تقدمها ورقيها، وقد تناول ذلك العديد من الكتاب ومن ضمنهم الكاتب المعروف عبد الله الكثيري وذلك في عدد الجزيرة ذي الرقم 11691 الصادر يوم الجمعة 17 شعبان 1425هـ، تحت عنوان يوم في الجنوب (يقصد جنوب الرياض) الذي وصفه بالمنسي المغلوب على أمره لأن الأوضاع فيه لم تتحسن بسبب الروائح الكريهة المنبعثة من مجرى وادي حنيفة. وقال انه قام بجولة على جنوب الرياض لعله قد تغير بعد سنوات من غيابه عنه، ولكن المفاجأة المذهلة أن الوضع في هذا الجنوب قد ازداد سوءاً وكأن المسؤولين في أمانة الرياض لا يعنيهم أمر جنوب العاصمة ولا ساكنيها و..و...و، وهو محق في ما قال لأنه من الملاحظ أن أغلب فروع بلديات الأمانة تعمل عكس الصواب، فنجدها تطارد الباعة الذين يبيعون شيئاً مباحاً ومفيداً وتحطم مظلات السيارات التي أنشئت على طراز حضاري وفيها فائدة للناس وخاصة مظلات سيارات نقل طلاب وطالبات المدارس من صغار السن، وفي المقابل تهمل المخالفات الصريحة التي تشوِّه وتجلب الضرر مثل جريان البيارات في الكثير من الشوارع ومخلفات البناء لا يخلو منها مكان والحفر التي دمرت السيارات..إلخ .وهذا ناتج عن عدم الاهتمام والدليل توظيف أشخاص على بند الأجور غير مؤهلين للقيام بأي عمل وتكليفهم كمراقبين!
فالذي يكتب عن الرياض فهو من منطلق حبها الذي يجري مجرى الدم في قلب كل مواطن يدفعه حرصه وصدق الولاء والانتماء لهذا الوطن وقادته الأوفياء.. فالرياض شأنها عظيم ومكانتها كبيرة في قلوب أبنائها.. واسمها لم يأت من فراغ أو مجرد كلمة عابرة، بل أتى من جمع روضة والروضة أو الرياض هي الأماكن الخصبة التي تصب فيها مياه السيول النظيفة المنحدرة من قمم الجبال عبر الأودية والشعاب وأرضها تنبت بأنواع الأعشاب ذات المناظر الجميلة والروائح الذكية العطرة التي تجذب وتبهج وتسر الناظرين.
إن وادي حنيفة قد أزعج سكان جنوب الرياض بسبب ما يصدر منه من روائح كريهة وأصبح مكاناً خصباً لتوالد وتكاثر البعوض الذي قض مضاجع المواطنين ونقل لهم الكثير من الأمراض الخطيرة المعدية، ومنه وبسببه بالإضافة إلى بعض المصانع هجر الكثير من المواطنين مساكنهم وابتعدوا عن الأماكن التي يمر بها هذا النهر إلى درجة أن المساكن في جنوب الرياض قد انخفضت أسعارها بنسبة كبيرة جداً وكذلك الأراضي، ولا أحد يعلم نهاية لهذه المأساة التي يعيشها سكان جنوب عاصمتنا الغالية، فيا ليت أن أحد كبار المسؤولين في الأمانة تكرم وركب سيارته وسار بمحاذاة هذا النهر ولو لدقائق معدودة ليطلع عن قرب، ويعرف مدى المعاناة التي عاشها ويعيشها كل من يمر به هذا النهر، إن هذه الأماكن متى أزيلت عنها المؤثرات واستغلت ستجعل من الرياض مصيفاً جميلاً يجتذب السياح والزوار... لأن الأماكن المرتفعة أفضل بكثير من الأماكن التي أرضيتها منخفضة وشديدة الحرارة وكثيرة العواصف والأتربة والغبار الذي يسبب أمراضاً كثيرة ومنها الحساسية، والأماكن المنخفضة لا تتحسن الأحوال الجوية فيها إلا أثناء نزول المطر فقط والشاهد أن بعض المخيمات التي تقع على طريق الثمامة يعتليها الغبار وأرضها غراز ويصعب الوصول إليها رغم قربها من الطريق العام إلا بواسطة السيارات ذات الدفع الرباعي، ومن المعلوم أن أصحاب المواشي يبتعدون عن الأماكن المنخفضة والرملية التي تشتد فيها الحرارة في فصل الصيف كالنفود ويتحولون إلى الأماكن المرتفعة لبرودتها ولتوفر المياه فيها وهذا نتيجة سابق معرفة.
إن سكان مدينة الرياض يعلقون آمالاً كبيرة على من يعنيهم الأمر أن تتحقق رغباتهم وطموحاتهم المتمثلة في إنشاء تلفريك وإقامة حدائق عامة ومراكز ترفيهية وبحيرات مائية اصطناعية، رفيعة المستوى وتحسين الشوارع والمداخل لتليق بعاصمة تعد من كبريات العواصم في العالم.
فهل تتحقق الأمنيات ونشاهد تلفريك الرياض ينطلق من قمم جبال طويق ونرى الرياض وقد تحولت إلى درة تجتذب السياح والزوار بدلاً من مغادرتها وهجرها كل صيف لمدة ثلاثة أشهر من كل عام!؟
إن هذه الأماني ليست بعيدة المنال على عشاق عروس المملكة وهم واثقون من تحقيقها من منطلق حرص واهتمام المسؤولين وفي مقدمتهم أميرها المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله ورعاه - الذي بذل الغالي والنفيس وأعطاها جل وقته وجهده وماله حتى أصبحت مدينة الرياض تعد في طليعة العواصم المتطورة ذات الطابع المعماري الحضاري المتميز. لكن طموحات المواطن لا تتوقف عند حد معين ويريد أن تكون الرياض أكثر تميزاً وروعة وجمالاً.
قال الشاعر بكر الحضرمي في إحدى المحاورات في المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية:


هاذي رياض الخير عاصمة العرب
وأجمل مدينة فالعواصم كلها
نور سماءها واعتلا بنيانها
واللي عقد رؤوس الحبال يحلها
وتراثنا الغالي كنوز من ذهب
والشجرة الكبرى نعيش بظلها
والشعب عاش بعدلها وأحسانها
واللي عقد رؤوس الحبال يحلها
هذا والله من وراء القصد. والسلام عليكم.

عبد الله بن حمد السبر
الرياض ص. ب 32010 الرمز 11428


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved