Tuesday 12th October,200411702العددالثلاثاء 28 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "القوى العاملة"

من المحرر من المحرر
الإرهاق في العمل
عمرو بن عبدالعزيز الماضي

كثيرة هي الأسباب التي تجعل الموظف غير قادر على الإنتاج ليسبح في بحر الخمول ويجتر الساعات بانتظار ساعة الفرج بانتهاء فترة الدوام!
وكثيرة هي الأسباب التي تجعل الموظف قادراً على إنجاز العديد من الأعمال على الوجه المطلوب!
هناك موظف أمرضه الكسل والخمول وقلة العمل، وهناك موظف أصيب بالمرض نتيجة لزيادة كم العمل فلم ينج من الضغط والسكر وأقراص العلاج!
إن التوتر العصبي والإرهاق من بين الامراض التي تصيب الموظفين، ونتيجة لذلك فقد أدرجت منظمة العمل الدولية التوتر والإرهاق كإصابات عمل! بعد ان أصيب 25% من المدرسين في بريطانيا والسويد والولايات المتحدة الأمريكية بالإجهاد الناجم عن التوتر الذي يؤثر بشكل عام على صحتهم.
والجدير بالذكر ان الإجهاد والتوتر العصبي والإرهاق تؤدي إلى الإصابة بالقرحة وأمراض القلب والأوعية الدموية والاكتئاب والتهاب الكلى!
إن الحياة العملية مليئة بشرائح متعددة من الناس الذين يمارسون أعمالهم بشكل مختلف.. فهذا موظف ينجز عمله في وقته، وذاك موظف يذهب بعمله معه إلى المنزل فلا يجد الوقت الكافي للجلوس مع أسرته وأبنائه!!
فالأول أنجز كل شيء في وقته؛ لأنه فوض الآخرين واعطاهم صلاحيات البت في العديد من الأمور البسيطة، والثاني لابد ان يطلع على كل شيء مهما كان بسيطا خوفا من ان يقع أحد في الخطأ!!
ولا أدري لماذا يخشى بعض المديرين من أن يقع موظفوهم في الخطأ؟.. لماذا لا يفوضون صلاحيات لغيرهم ليتحمل غيرهم مسؤولية الخطأ فيعطون أنفسهم مساحة من الوقت والتفكير في التطوير؟!
وفي المقابل هناك البعض ممن هم عكس هؤلاء تماما، فتراهم غير مبالين بإنجاز العمل، وقد دخلت على أحدهم يوما وهو يمارس أحلام اليقظة، وسألته: لماذا يترك أعماله ليعطي خيالاته العنان بعيدا عن مسؤوليات الوظيفة؟ فرد عليّ: انك ترى أن أحلام اليقظة مجرد مضيعة للوقت واستنزاف للطاقة الذهنية دون فائدة أو طائل.. لكن علماء النفس والأطباء يختلفون مع هذا الرأي مؤكدين ان أحلام اليقظة تلعب دوراً مهماً في حياة الإنسان وصحته النفسية، بل قد تكون المنقذ لحياته بتوفيق الله في بعض المواقف!!
قلت: صحيح ان أحلام اليقظة تعد مخرجاً للإنسان من مواقف الأزمة والتوتر ولكن الاحلام القصيرة والقصيرة جداً، أما الهواجس والأوهام التي تقضيها مع نفسك دقائق طويلة فهذه حالة نفسية مرفوضة.. يا اخي قم إلى عملك حتى لا يصيبك الوسواس؛ فالتفكير الطويل والخيالات المستمرة تصيب الإنسان بالعديد من الأمراض، والعمل هو العلاج الوحيد لكل داء!!
إن الخيالات أمر مطلوب لتنمية الإحساس والشعور والتخطيط للمستقبل، ولكن الإفراط فيها له مخاطر، فيبعد الإنسان عن الواقع ويتحول إلى ظاهرة ملازمة يصعب التخلص منها، فهي سلاح ذو حدين، اترك كل هذا وانظر حولك فهناك ثلاثة مراجعين بانتظار ان تنتهي من خيالاتك وأحلامك لتنجز معاملاتك!!
اترك كل أوهامك وخيالاتك التي أصبحت تجترها كل دقيقة وكل ساعة، فالحياة جميلة ورائعة إذا عرفنا كيف نعيشها! بخاصة شعور السعادة عندما نقدم الخدمة للآخرين وننجز مصالحهم دون مماطلة أو تأخير.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved