Tuesday 12th October,200411702العددالثلاثاء 28 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الاخيــرة"

نوافذ نوافذ
العمة..!!
أميمة الخميس

أكاد أجزم بأن لدى كل عائلة سعودية عمة أو خالة، من الفروع القريبة أو لربما البعيدة في العائلة، ولكنها تكون أرملة أو مطلقة ووحيدة، قاربت على الشيخوخة، ولكنها ما زالت تحتفظ ببعض النشاط الذي يؤهلها للقيام بمهامها الاجتماعية.
يذهب الجميع للسلام عليها في المناسبات الدينية، مرورا سريعا ومختصرا، سلاما والعين تكون على الباب للهروب، تستضاف في المناسبات العائلية، فترسل سيارة لجلبها من باب رفع العتب، تجلس في المجلس هادئة مسالمة، بالكاد يسمع صوتها مع احساس عارم بالغربة (عدا تهليلها وتسبيحها ودعائها لجميع أهل البيت والموجودين)، ولكن وجودها يكمل الصورة التي يريد بها أهل البيت الظهور في المجتمع، وحين ينفض الحفل يكتشفون فجأة وجودها، وليس هذا بل لابد أن يعيدها أحد ما إلى منزلها، فتقذف في سيارة أحد الضيوف المقارب منزلهم لمنزلها، أو لربما يطلب من أحد الأبناء برجاء والحاح القيام بالمهمة، وأن أعييت الحيلة، يفرش لها (مرقد)، فالصباح رباح، ولعل الله يسخر لها مواصلات في الصباح، ففي تلك اللحظة أهل البيت جميعهم منهكين بعد ترتيبات الوليمة.
تذكرني هذه العمة بوضع المرأة لدينا، فهي في الأنشطة والفعاليات والقرارات، موجودة فقط كرفع عتب، وكواجهة اجتماعية، ولاسكات النقيق والطنين الذي تقوم به بعض المطالب حول المرأة، حينما يكون هناك مؤتمر، حينما ينتهي الرجال من أمورهم يترك لها الفتات، والغرف الخلفية، وحينما يكون هناك قرار فدورها فقط دور السكرتاريا التنفيذية الواجب عليها الانبهار والتصفيق، وحينما تكون هناك أنشطة، فهي تعلم في اللحظات الأخيرة، بعد ان تطير الطيور بأرزاقها، تسقط عليها الأنظمة والقرارات كالقضاء والقدر، بعد أن تكون صيغت وأحكمت أقفالها في مجالس الرجال، تسمع عن الأمور التي تخصها من خلال النميمة أو الاشاعات، يفسح لها المجال الضيق والمحدود، وخليها تدبر أمورها، فالصباح رباح.
وهات العمة.. ورد العمة..
لتكتشف العمة في النهاية بأنها تحولت الى (زنبيل) ثقيل ومنهك، والجميع يريد أن يتخلص منه في أسرع وقت.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved