Tuesday 12th October,200411702العددالثلاثاء 28 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

مستعجل مستعجل
حول صلاة الظهر
عبدالرحمن بن سعد السماري

جهتان شرعيتان سأتحدث عنهما.. غير أنني قبل الحديث عنهما.. لابد أن أشير إلى حبي الشديد لهما.. وتمنياتي لهما دوماً بالمزيد من التوفيق والتألق والنجاحات.
** كما أنني أحب منسوبيهما واحداً واحداً.. وكم كنت أتمنى لو أني أحد منسوبي هذين القطاعين المهمين.
** هي وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وسائر الجهات التابعة لها.. وجهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
** هذان الجهازان يقدمان خدمات كبيرة ومهمة وضرورية للمجتمع.. ولا يمكن أن يستغني عنهما أي مجتمع مسلم.
** وزارة الشئون الاسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد.. وزارة حديثة تطورت في السنوات الأخيرة تطوراً كبيراً وملحوظاً.. وصارت خطواتها مدروسة بعناية.. وقد نجحت نجاحاً باهراً في أداء رسالتها في مجالاتها المتشعبة المختلفة.. ونفَّذت برامج جديدة لأول مرة يعايشها المجتمع.. مثل معرض وسائل الدعوة.. وبرنامج العناية بالمساجد ومؤتمرات للأوقاف.. ومؤتمرات أخرى وهكذا.. ولا زالت تُنفذ المزيد والمزيد.
** غير أن ملاحظتي هنا.. ملاحظة بسيطة وهامشية.. وملاحظة جانبية ساقها لي العديد من القراء حول صلاة الظهر، فالملاحظ أن بعض أو أكثر الأئمة والمؤذنين مرتبطون بدوام.. أو تدريس أو اي عمل كان.. وبالتالي.. قد يصعب عليهم.. أو على بعضهم القيام بواجب الأذان أو الإمامة.. وخصوصاً متى كان العمل بعيداً عن المسجد.. أو كان العمل صعباً وشاقاً.. ويظهر فيه الغياب، وبالتالي فإن هؤلاء يتركون المسجد مضطرين وليسوا راغبين في ذلك.. والوزارة من باب التيسير وتفهم الظروف.. وحاجتها إلى أبناء الوطن المؤهلين في شغل تلك الوظائف الحساسة.. كانت متفهمة متجاوبة لا تشق عليهم.. ولا تطلب منهم فوق طاقتهم.. أو هي لا تريد احراج أحد.. ولهذا انقسمت المساجد في صلاة الظهر إلى قسمين.
** قسم تكفَّل به الخيرون الأجواد.. حيث يوجد بعض المتقاعدين الأخيار.. متى ما مضى ثلث ساعة على الأذان.. أمَّ وصلى بالناس.. لأنه يعرف أن الإمام قد لا يحضر.. وبالتالي هو لا يريد تأخير الناس عن التزاماتهم.. خصوصاً وأنه وقت خروج الطلاب والمعلمات وغيرهم ممن يخرجون ظهراً.
** وقسم آخر يجلسون يتلفتون.. ويمضي ثلث ساعة ونصف ساعة وهم يتلفتون.. إلى أن يصيح الحاضرون.. صلوا يا جماعة.. وعندها.. تقام الصلاة بعد (40) دقيقة على الأقل.. ولأنه كما في هذه الأيام.. يؤذن للظهر (11.40) دقيقة.. ولكن لا تقام الصلاة في بعض المساجد إلا في الساعة (12.20).. أي بعد (40) دقيقة بالوفاء والتمام.
** ومعلوم أيضاً أن أكثر المأمومين لديهم أطفال وأولاد ونساء في المدارس.. ولا يريدون تفويت صلاة الظهر مع الجماعة في المسجد ولكن.. قد يضطرون إلى ذلك إذا كان بين الأذان والإقامة (40) دقيقة.. ولأنهم لا يريدون أن يجلس طفل أو طفلة في المدرسة ساعة بعد الخروج.
** لقد قامت بعض المساجد بتركيب ساعة الكترونية تنبه للوقت.. وليتها تنبه للاقامة.. ومتى نبهت للاقامة.. لزم أن يقيم المؤذن أو من ينيبه ليصلي بالناس أحد المأمومين بدلا من أن يجلس الناس قرابة ثلاثة أرباع الساعة وأكثرهم وراؤه التزامات ضرورية.
** نحن لا نقلل من قيمة وأهمية الجلوس في المسجد لانتظار الصلاة.. فهو وقت فضيل.. وفيه نص صريح (لا يزال المرء في صلاة ما انتظر الصلاة) وهذا فضل عظيم ولكن.. ماذا نقول لمن وراءه طفل صغير أو مريض.. أو.. وراءه عمل مهم.. مثل الشرطة أو الأطباء وهكذا أصحاب البقالات والمطاعم ومحطات البنزين.. لأنهم إذا تأخروا في صلاة الظهر منعهم كفلاؤهم من أداء الصلاة مع الجماعة.. وكانت فرصة لمن يريد أن يجهز غداء ويأكله أيضا وقت الصلاة.. ولو كان الزمن (20) دقيقة لاضطر للذهاب للمسجد وترك كل شيء.
** ليت وزارة الشئون الإسلامية.. تلتفت لهذا الشأن وتتخذ فيه اجراء مناسباً يكفل اقامة صلاة الظهر في موعدها.. حفاظاً على ظروف الناس وتسهيلاً عليهم وعلى أسرهم وأولادهم.. ولضمان استمرار الناس في أداء هذه الشعيرة مع الجماعة في المسجد.
** صلاة الجماعة.. شأنها عظيم.. وعظيم للغاية.. ويجب أن نشجع الناس عليها ونُسهل عليهم الحضور للمسجد.
** كما يجب أن نتفهم مشاغلهم والتزاماتهم وظروفهم ونتعاون معهم لتجاوزها.. بدلا من أن تترك هذه الأمور لاجتهادات بعض الجماعة في المسجد.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved